بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 حزيران 2021 12:02ص بتعزيز المواطنة يكون للشباب دور فاعل

حجم الخط
هناك قلق مشروع عن دور شبابنا في الحوار الاسلامي المسيحي وعن دور المؤسسات العاملة بالحوار مع هؤلاء الشباب.

نقول ان قلة من شبابنا يأتون من بيوت وطنية تربي على المواطنة بكل معانيها، ولا تؤثر على ابنائها العصبيات المهدمة للوطن، وهؤلاء الشباب يعتبرون النخبة التي يقتضي التركيز عليها واعتمادها لدور مثمر مع باقي شباب الوطن، الآتين من بيوت لم تدخلها معاني الوطنية، ومن مدارس وجامعات ذات اللون الواحد طلاباً واساتذة افرزتها الاحداث القذرة التي مرت بالبلاد، وهؤلاء هم الاغلبية السائدة من الشباب البعيدين عن مفاهيم المواطنة والغارقين في العصبية النكراء التي يقتضي العمل لإخراجهم من ذلك.

وهذا يتطلب من المؤسسات العاملة للحوار الاسلامي المسيحي التعاون مع الشباب المتنور بمفاهيم المواطنة لقيادة اقرانهم نحو المشروع الوطني للبناء والخلاص والانقاذ وتعزيز السلم الاهلي.

ويتطلب منها ايضاً ان تضع رزنامة عمل وطنية تتوجه بها الى الاغلبية من الشباب للقضاء على ما اصابهم من مرض العصبية والمذهبية والطائفية، وذلك بكل الوسائل المتاحة من لقاءات ومحاضرات وندوات ونشرات وبمختلف الفاعليات التي يمكن من خلالها تزويد الشباب بمفاهيم  المواطنة التي تخدمهم وتخدم الوطن ومنها:

اطلاع الشباب بما مر بالبلاد وبما ما مر في العالم من مآس ومسبّبيها ونتائجها.

ان تتضمن الرزنامة تعزيز التربية الصفيّة واللاصفيّة والبرامج التعليمية في المدرسة الرسمية، وتأهيل الكادر التعليمي والمباني المدرسية، واجراءات العمل على رفع ميزانية وزارة التربية لتكون بمستوى الوزارات الحديثة في العالم، باعتبار ان التربية والتعليم هي الاساس في النهوض وتقدم الدول، وهذه المهمة تحتاج لخارطة طريق تعمل لها المؤسسات العاملة للحوار الاسلامي المسيحي للتعاون مع الشباب المتنور الذين اشرنا اليهم سابقاً.

المشاركة في وضع مشروع وطني لتأهيل الجامعة اللبنانية، باعتبارها جامعة الدولة واعطائها الدور الاساس في المشاريع الوطنية للدولة بكل انواع الاختصاصات.

تحديد دور تربوي وتعليمي واداري لوزارة التربية بعد تأهيلها طبعاً، وذلك على جميع المدارس والجامعات التابعة للطوائف والمذاهب حيث انها تشكل مواقع مغلقة يسهل معها تعزيز الاختلاف بين المذاهب في الطائفة الواحدة وكذلك بين الطوائف فيما بينها.

انه في غياب هذه الورشة الوطنية الاسلامية المسيحية تحل العصبية بدل المواطنة، خاصة من خلال المظاهر التي نشاهدها الآن حيث لكل مدرسة وجامعة الزيّ الخاص بطلابها، وكشافتها وموسيقاها وعلمِها ونشيدها، وغاب النشيد الوطني الذي يقتضي ان ينشده الطلبة صباح كل يوم، وهذا عدا طرق التربية المختلفة، وغرس الافكار التي تبعد الطلاب عن ارتباطهم بدولتهم، وتعزيز روح ونظام الدويلة عندهم، بحيث يمارسون اثناء ذلك وفي حياتهم العامة ما تربوا عليه، ومن هنا جاءت مهمة الحوار الاسلامي المسيحي لتكون امراً ورسالة واجبة تحملها كوكبة من المؤسسات العاملة للحوار، والتي يقتضي ان يكون مشروعها هذا مشتركاً تظهر من خلاله الروح الواحدة في التوجه والهدف والبناء.

من ذلك يتبين ان اهمية الحوار الاسلامي المسيحي يقتضي ان يستهدف وزارة التربية والطلاب في المراحل المدرسية والجامعية اولاً، وبعدها في الحياة العامة بحيث يكون لكل مرحلة برنامجها لخدمة اهداف معينة ثانياً.

ولا بد هنا من ذكر ضرورة بديهية لكسر الحاجز بين المؤسسة الدينية والشباب، وعندها يكون للحوار نجاحه المبين، وهنا نرى انه لا بد ان تكون مفاهيم المواطنة وما جاءت به الاديان السماوية من روح التسامح والمحبة واحترام حقوق الانسان ومكارم الاخلاق متجذرة في المؤسسة الدينية لخدمة المواطن والوطن.

وأخيراً، ننوه بالجهد المشكور والذي نثمنه عالياً بما تقوم به اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز برئاسة الدكتور الشيخ سامي ابي المنى بالتعاون مع مؤسسة اديان برئاسة السيدة نايلة طبارة، وما تقوم به مؤسسات اخرى تهدف الى ذات الغاية للمساهمة الفعلية فيما نصبو اليه جميعاً. 



* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب.