بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 تشرين الثاني 2020 12:02ص ترامب والمغامرات والجنون

حجم الخط
من تابع الرئيس الاميركي خلال ولايته لن يستبعد ان يقوم ترامب بحماقة ما في المنطقه او في بعض البؤر في العالم من ايران الى لبنان والكيان او الى روسيا او الصين او غيرها من الدول. وتصريحات وزير الدفاع المقال اسبر ماهي الا دلالة على جنون ترامب وانه مستعد ان يقدم على خطوة ستكلف اميركا الكثير،وفشله في كل الملفات الخارجيه.

فخلاف اسبر مع ترامب كان على امرين الاول هو زج الجيش لقمع التظاهرات والثاني توجيه ضربة لايران وهذا ما رفضه اسبر رفضاً قاطعاً،بل ذهب اكثر من ذلك عندما تحدث عن عدم تقديم استقالته منذ عام ونيف لانه لا يريد ان يخلفه وزير لا يعرف ان يقول لا لترامب لذلك البديل كان كريستوفر ميلر (عديم الخبرة) الذي سيوافق على اي طلب لترامب. 

من هذا المنطلق بدأ الحديث ان الشهرين المتبقيين من ولاية ترامب مخيفين جداً لان اقدامه على توجيه ضربة الى ايران سيفتح نار جهنم على المنطقه ككل لان صداها سيصل الى كل المنطقه ابتداءً من الخليج وليس انتهاءً بالكيان الغاصب فأولاً ما تتمتع به ايران من مقدرات صاروخية بالستية وانظمة دفاع جوي والطائرات المسيرة والزوارق الصغيرة البحرية والضفادع البشريه وغيرها من الامكانات عدا المفاجآت التي تحتفظ بها، كل هذا دلالته ان الالم الذي ستسببه ايران للقوات الاميركية وبوارجها كبير، عدا ما سيحدث في دول الخليج التي ستنطلق من اراضيها الهجمات على ايران 

ولكن خفي عن البعض ان لا الدولة العميقة سوف تقبل بذلك ولا الجنرالات ولا البنتاغون وانما كل التحرك مفاده ان ترامب اقتنع ان احد اسباب خسارته هو عدم الانسحاب الكامل لقواته من سوريا والعراق (الشرق الاوسط) وهذا ما سيعمل عليه ترامب في الايام القادمة وهذا ما قاله كريستوفر ميلر وزيد الدفاع الجديد،بالاضافه الى ابتزاز الخليج بصفقات سلاح. اذ لا تغيير في الخطة الاستراتيجية للدولة العميقة بان اميركا لن تخوض اي حرب بالمباشر (بالاصالة)وانما كانت تمنّي النفس بان يقوم حلفاؤها بذلك، والتطبيع اتى لكي تكون اسرائيل والدول المطبعة هي التي سيطلب منها القيام بضربة او فتح جبهة مع ايران او لبنان.

من ناحيه اخرى ستستفيد اميركا من عدم وجود قواتها في المنطقة ببيع وعقد صفقات اسلحة اكثر واكثر مع دول الخليج واول الغيث صفقة الطائرات من طراز F-35 والتي وافق عليها الصهاينة لان تفوقهم سيبقى بتسلمهم F-35A المعدلة والمخصصة لهم لكي يبقى سلاح الجو الاسرائيلي اهم من الامارات والسعودية والخليج بالشكل العام.

ولكن اليوم الهاجس عند الاميركي هو تعاظم القدرات العسكرية الروسية وتسيّد المارد الصيني للاقتصاد العالمي اذا اصبح هو المصنع لكل العالم. 

من هنا اتت اعادة التموضع للقوات الاميركية واليوم تتمركز في بحر الصين الجنوبي، ولاول مرة البريطانيون يتواجدون في بحر الصين بعد الحرب العالمية الثانية. وكلام الرئيس الصيني عندما طلب من الجيش الصيني التحضر للحرب المقبلة ( كلها دلالات على الحرب). فالاميركي عبر ادواته وخاصة التركي الذي حاول ان يشغل جبهة اوراسيا عبر (ناغورني كارباخ) وعبر ارسال المرتزقة الى اذربيجان والى الحدود الايرانية والروسية والصينية لخلق توترات لكي يستطيع اعادة تموضع قواته العسكريه والتفرغ للصين تحديداً.

فالحرب ارهاصاتها واضحة وجلية.

واما بالنسبة لمنطقة الشرق الاوسط والارقام الواعدة خاصة بالغاز،الذي سيشكل الاقتصاد العالمي الحديد فالمشكلة تكمن في امرين الاول: من سيسيطر على هذه المنابع ؟، والثاني بأي عملة سيباع الغاز لانه غير مربوط بالدولار كما النفط.

فكل هذا يحتاج الى جلوس الاقطاب الثلاثة في العالم لكي يتقاسموا النفوذ والحصص والدول في العالم. لا سيما الانهيار الاقتصادي الذي تواجهه اميركا، اذ ان اكثر من 42 مليون اميركي على لوائح الاعانة الحكومية ونسبة البطالة ناهزت 18% ونمو الاقتصاد الصيني بالمقابل، لذلك بحاجة الى طاولة مفاوضات اما عن طريق الدبلوماسية او الحرب، فهل سنشهد حرب اميركية صينية قبل ذلك ؟!

الاشهر القادمة هي الكفيلة بالاجابة. 



 (كاتب وباحث سياسي)