بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 تشرين الثاني 2018 12:01ص ثبات الحريري على موقفه يفرمل محاولات باسيل التسويق لطلب «حزب الله» توزير حلفائه السنة

حجم الخط
مع دخول تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة شهره السابع اليوم، تزداد الصورة قتامة على صعيد المشاورات الجارية لإزالة العقد من أمام إنجاز التأليف الواقف على أعتاب «حزب الله» الذي يصر على توزير حلفائه النواب  السنة المستقلين الذين تجمعوا في كتلة، بناء على طلب الحزب ليكونوا من حسابه في التشكيلة الوزارية العتيدة، بعد أن شاركوا في الاستشارات النيابية الملزمة موزعين بأكثريتهم على الكتل النيابية. ولا يظهر من خلال المعلومات التي توافرت لـ«اللواء» أن هناك أملاً لنجاح المساعي التي يقوم بها الوزير جبران باسيل الذي ومن خلال تبنيه لوجهة نظر النواب السنة المستقلين، أعاد الوضع برمته إلى الصفر، خاصة وأنه بتأكيده أن رئيس الجمهورية ليس طرفاً في الأزمة القائمة، فقد أراد تعرية الرئيس المكلف في مواجهته مع «حزب الله»، بعدما كان متسلحاً بموقف الرئيس ميشال عون الذي قالها صراحة بأنه لا يحق لهؤلاء النواب السنة أن يتمثلوا بالحكومة.
ولا يبدو استناداً إلى المعلومات أن تيار «المستقبل» متحمس كثيراً إلى حركة الوزير باسيل التي يستشف منه سعيه إلى تلبية رغبة «حزب الله» بإدخال حلفائه السنة إلى الحكومة، خلافاً لموقف الرئيس الحريري المعارض وبقوة لهذه الخطوة، وبما يتعارض مع ما قاله باسيل نفسه من «دار الفتوى» قبل أيام قليلة، بأنه يريد رئيساً قوياً للحكومة. وبالتالي فهل أن سعي رئيس التيار الوطني الحر لمراعاة «حزب الله» في مطلبه، يقوي الرئيس الحريري، أم يضعفه مع إدخال حلفاء الحزب إلى ساحته؟ ولذلك فإن لا إمكانية للتجاوب مع المساعي يتولاها الوزير باسيل، طالما أنه ينطلق من خلفية لا تصب في مصلحة تقوية رئيس الحكومة، في مواجهة الحملة الشرسة التي يتعرض إليها . 
وتشير المعلومات إلى أن رئيس «التيار العوني» سعى لدى الرئيس الحريري لترتيب موعد للنواب السنة المستقلين، لكن محاولاته لم تفلح ولم تلقَ صداها لدى «بيت الوسط»، بعدما حسم الرئيس الحريري موقفه وكان جازماً في رفض أي محاولة لتوزير أحد من «السنة المستقلين، متكلاً على دعم قوي من الرئيس عون الذي مازال على موقفه بأنه لا بد أن يكون رئيس الحكومة قوياً، الأمر الذي يطرح تساؤلات عن مواقف الوزير باسيل التي تحاول أن تصور وكأن هناك تغييراً  في ما سبق وأعلنه رئيس الجمهورية من هذه القضية، عبر قوله أن الرئيس عون ليس طرفاً فيها . 
في حين أكد الرئيس المكلف أن الحكومة جاهزة، بانتظار أن يسلم «حزب الله» أسماء وزرائه بعدما باتت الكرة في ملعبه، فإن الخشية كبيرة من تمدد الفراغ الحكومي إلى آخر السنة، إذا استمر الحزب على موقفه المتصلب، لأن ما تسرب من معلومات في هذا الخصوص يشير إلى أن الأخير أبلغ حلفاءه أنه لن يسمح بولادة الحكومة مهما كلف الأمر، إلا إذا تمثل بها النواب السنة المستقلون، وهذا عهد قطعه على نفسه، تماماً كالوعد الذي قطعه للرئيس عون قبل انتخابه، ولا ضير بالتالي لديه إذا بقيت البلاد دون حكومة، إلا في حال حصوله على ما يريد .