بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 نيسان 2024 12:00ص حراك قطري.. ومواصفات لـ«الخيار الثالث» .. لقاء «مريح جداً» لباسيل مع بخاري

حجم الخط
يصف متابعون لاجتماع اللجنة الخماسية: السعودية، القطرية، المصرية، الفرنسية (رغم الغياب الأميركي) مع رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، اللقاء بين باسيل والسفير السعودي وليد بخاري بـ«المريح جدا»، وذلك بعد 24 ساعة على «وعكة صحية» منعت السفير السعودي من مرافقة سفراء اللجنة لزيارة رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية.
طبعا للوعكة الصحية المفاجئة وللشفاء السريع القياسي منها دلالتهما الكبيرة لدى التيار، ولهما رمزيتهما التي يتوقف عندهما المتابعون لجولات الخماسية ممن يعارضون المحور المتموضع وراء فرنجية في مسعاه الرئاسي، والذين يرون أن برغم كل الضباب والسوداوية في المنطقة، إلّا أن ثمة جهودا جديّة من قبل الخارج، عربيا ودوليا، للتوصل الى تسوية رئاسية تقوم على «الخيار الثالث»، من دون الدخول في إسم معيّن، على رغم اختلافات في الأسلوب بين مكونات اللجنة الخماسية خاصة بين الأميركيين والفرنسيين وسط حراك قطري خلف الكواليس.
بداية من الزيارة السعودية ضمن وفد الخماسية للبياضة، فإنها لم تأتِ من فراغ بل بناء على مسار إيجابي شكّلت مشاركة باسيل في العيد الوطني السعودي أبرز تجلّياته. وإذا كان من المبكر الحديث عن خرق جدّي لصالح استبعاد المرشحَين الخصمين الرئيسيين لباسيل كما للرئيس ميشال عون، أي فرنجية وقائد الجيش جوزف عون (ولعل الرئيس عون أكثر تشدّدا حتى من باسيل في معارضة وصول قائد الجيش)، إلّا ان الجديد في الأمر، وبعد تأييد باسيل لدعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار على الرئاسة، طلب التيار ضمانات خطية بتركيز الحوار على الرئاسة وعدم اتساع هذا الحوار لمواضيع أخرى غير مواصفات الرئيس المقبل وركائز انتخابه على طريق تكوين السلطة.
تحالفات «على القطعة»
في انتخابات نقابة المهندسين أخيرا لم يكن مفاجئا تحالف التيار مع ثنائي «حزب الله» وحركة «أمل»، فالتيار لن يكون يوما مثل أفرقاء في اليمين المسيحي بالنسبة إلى الحزب، رغم كل الخلافات وشبه موت وثيقة التفاهم من دون نعيها رسميا.
لكن البناء الكبير على ذلك كما فعل البعض للحديث عن بداية تفاهم رئاسي وعلى قضايا أخرى بين باسيل وبري، يبدو مبالغا به. فهذا التفاهم بدأ منذ أشهر وليس الآن، وسيكون له ما بعده، لكن الخلاف بين باسيل والحزب وبري على قضايا جوهرية مثل وحدة الساحات ورئاسة الجمهورية وعمل حكومة تصريف الأعمال التي باتت شبه طبيعية، غير قابل للعلاج اليوم.
بالنسبة إلى التياريين، هي تحالفات «على القطعة» كما في «المهندسين» التي شهدت ولادة جديدة للتيار بعد أن تم نعيه من قبل أخصامه وهي انتخابات جاءت بعد أيام على مقتل المسؤول القواتي باسكال سليمان الذي جيّش طائفيا. وإذا كان التيار لم يكن لينتصر لولا أصوات الثنائي، فإنه حصل على 40 في المئة من الأصوات المسيحية.
لكن المهم هو في ما هو آتٍ.
من المفيد القول إن لا خرق رئاسيا اليوم رغم جهود الخماسية، لكن للتياريين رؤيتهم بأن خروقات حصلت مستندين على رسائل مباشرة أخرى غير مباشرة في شكل متقطع مع أطراف الخماسية حيث ثمة مؤشرات إيجابية تنتظر التقاطعات الخارجية وإنضاج الظروف في سبيل المرشح الثالث، لكن الأهم، التوافقي. وإن كان الحديث لا يزال يتمحور حول المواصفات التي تحمل في طياتها استبعادا فعليا لفرنجية لصالح المرشح الإصلاحي والباني للدولة.
إحراج «حزب الله»
في التوازي تشير مصادر متابعة من خارج التيار إلى أن «حزب الله»، وإن كانت أنظاره في اتجاه معركة غزة وما يرافقها في الجبهات المفتوحة، يريد الخروج من صورة المعطّل للرئاسة والتوافق على إسم، خاصة بما تجلبه عليه من نقمة مسيحية محرجة.
ولا تزال الهوة قائمة بين باسيل والحزب ولم تغيّرها رسالة باسيل إلى مجلس الأمن وغيره. فباسيل أدان بقوة العدو الإسرائيلي ولكنه لا يزال على موقفه برفض وحدة الساحات مطالبا بوقف إطلاق النار وفصل لبنان عن غزة وعدم جرّ لبنان إلى حروب إقليمية، وعدم تحوله مجددا، مسرحاً لحروب الآخرين.
لم يعلق «حزب الله» على رسالة باسيل، وهذا كافٍ للتعبير عن امتعاضه مما آلت إليه العلاقة، مع الرغبة في تطويق الخلاف الذي تفجرت نيرانه على وسائل التواصل الاجتماعي حتى بات مؤيدو التفاهم في موقف الدفاع والصمت وحتى التهميش لصالح أصحاب الرؤوس الحامية.
في المقبل من الأيام سيبني التيار على استعادته المبادرة ليخوض معاركه القديمة الجديدة على صعيد إعادة فتح ملفات الفساد المالي والمصارف، في موازاة تعزيز خطابه الجاذب للشرائح المسيحية من دون القول بجبهة طائفية. وسيستفيد حتماً من «إعتداله» تجاه الثنائي وعدم القطع مع «حزب الله» والعلاقة المستجدة مع بري، للتمايز عن خطاب «القوات اللبنانية» الذي يرى التيار أنه لا يشبهه ولا يريده مهما كانت المكاسب السلطوية.