بيروت - لبنان

12 آب 2023 12:00ص حزب الله لن يسمح بالتفريط بالسلم الأهلي

حجم الخط
لن ينجرّ حزب الله الى الحرب الأهلية أو الى مستنقع التقسيم الطائفي والمذهبي... سيبقى حزب الله واضعا السلم الأهلي والعيش المشترك كمدخل إلزامي للحفاظ على بلد أنهكته الأزمات السياسية والاقتصادية ويقبع في خاصرته العدو الإسرائيلي... بالنسبة لحزب الله «السلم الأهلي خط أحمر، والسلم كالسلاح لا يد تمتد عليه»، وكما حافظ حزب الله على تصويب بندقيته في وجه العدو الإسرائيلي، فانه حريص كما كل القوى الوطنية في لبنان على الحفاظ على السلم الأهلي والتصدّي لأية محاولات مشبوهة للمساس به.
وبالتالي، يتعاطى حزب الله مع أي حادث من منطلق ان «دم شبابه كما دم أي لبناني ليس رخيصا أو مباحا»، ولكن حسابات الحزب لا تتطابق بالضرورة مع حسابات بعض القوى في الداخل التي تبحث وفقا لقيادي في الثنائي الوطني عن أية طريقة لاستباحة دماء اللبنانيين وإعادة شبح الحرب الأهلية تنفيذا لمآرب سياسية وأجندات خارجية، والأمثلة جاهزة من خلدة وشويا الى الطيونة وعين ابل والكحالة..
وفيما يراد وضع حادثة الكحالة كمنعطف خطير في العلاقة بين الشيعة والمسيحيين، يؤكد القيادي ان الثنائي الوطني بالمرصاد لهذه المحاولات المشبوهة لضرب العيش المشترك، مطالبا الجميع بوقف الخطاب الفتنوي والطائفي والتحلّي بالحكمة والمسؤولية لإيقاف «مخطط» الفتنة والحرب الأهلية.. كاشفا عن اتصالات جرت على أعلى المستويات السياسية والدينية لتطويق ذيول حادثة الكحالة وإفساح المجال أمام مساعي التهدئة.
ويعتبر القيادي ان لبنان مرَّ بقطوع «كبير جدا»، داعيا القوى المسيحية الى وقف المزايدات السياسية والشعبوية لان طريق رئاسة الجمهورية لن تمرّ عبر أي فتنة لا في الكحالة ولا في غيرها، كما ان أي خيارا سياسيا أو رئاسيا لن يفرض بهذه الممارسات، محذّرا من ان لبنان يمرُّ اليوم بمرحلة «حسّاسة أمنيا» في ظل الشغور في موقع رئاسة الجمهورية ووجود حكومة تصريف أعمال وفي ضوء الحقن المذهبي والطائفي والانهيار الاقتصادي والمحاولات المتكررة لاستنزاف الجيش اللبناني وادخاله في الصراع السياسي، موجّها رسالة واضحة لكافة القوى اللبنانية بالعودة الى رشدهم السياسي والجلوس سويّا الى طاولة الحوار لإنقاذ لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية... للأسف «لبنان لم يعد يحتمل»...
وبصريح العبارة، يقول القيادي ان الثنائي الوطني سيبقى حريصا على مد جسور الحوار مع كافة الأفرقاء كحرصه على حماية السلم الأهلي والحفاظ على العيش المشترك، منوّها بأداء الجيش اللبناني وقيادته في ضبط الوضع ومنع الفتنة.