بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 أيلول 2022 08:05ص حملة بري على العهد تزيد من حماوة المشهد.. والاستحقاق الرئاسي يستقطب مشاورات واسعة

حجم الخط
وسط حالة من الغموض تسيطر على عملية تأليف الحكومة، دون معرفة ما دار في اللقاء الخامس بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، فإن المواقف النارية التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر، ستزيد من حماوة المشهد الداخلي، بعدما حمل بعنف على العهد و»التيار الوطني الحر»، دون تسميتهما، الأمر الذي سيفتح أبواب المواجهة مجدداً بين «أمل» و»العوني» على نطاق واسع . إذ يتوقع أن يرد النائب جبران باسيل على كلام بري في وقت لاحق، كما ذكر، ما قد يعيد أجواء التوتر، ويترك بالتالي انعكاساته على عملية التأليف، ويحول دون تصاعد الدخان الأبيض الذي توقعته مصادر نيابية في أي لحظة .
وتكشف المعلومات المتوافرة لموقع «اللواء»، أن انتقادات الرئيس بري للعهد، تعكس استياء واضحاً لدى رئيس المجلس النيابي من ممارسات العهد التي أوصلت البلد إلى ما وصل إليه على كافة الأصعدة . وهذا بالتأكيد سيعمق الهوة بين الطرفين، ويجعل الوضع على درجة من الصعوبة في معالجة الكثير من الملفات التي تفرض نفسها على أرض الواقع، وفي مقدمها ملف تأليف الحكومة والاستحقاق الرئاسي الذي يطرح نفسه منذ الآن، الموضوع الأبرز على الطاولة، في وقت تقول مصادر سياسية، أن مواقف بري من هذا الاستحقاق، أكدت أنه مع رئيس تربطه أوثق العلاقات مع الدول العربية، بالنظر إلى أن أي مرشح تحدي، لا يمكن أن يصل إلى قصر بعبدا، على شاكلة النائب باسيل، أو سواه من الفريقين على حد سواء .
وعلى هذا الأساس، وفيما لا تشير المعطيات بقرب التوصل إلى تحقيق انفراجة على الصعيد الحكومي، فإن الشغل في المرحلة اللاحقة سيتركز على الشأن الرئاسي، توازياً مع حركة مشاورات نيابية وسياسية منتظرة في أكثر من اتجاه . وكشفت المعلومات، أن بكركي ستشكل محطة أساسية على طريق هذه الحركة، من خلال موفدين للقوى السياسية، ولعدد من الدبلوماسيين العرب والأجانب الذي يريدون الوقوف على رأي البطريرك من هذا الملف الدقيق والحساس، لأن المجتمع الدولي والدول المانحة، تريد رئيساً مستقلاً يوحي بالثقة قبل أي أمر آخر، ولديه القدرة على لم شمل اللبنانيين، وإخراجهم من هذا المأزق الذي أوصلهم إلى جهنم .
وبانتظار الإعلان عن مبادرة النواب التغييريين بشأن الانتخابات الرئاسية، والتي سيتم خلالها طرح عدد من الأسماء المؤهلة لمنصب الرئاسة الأولى، فإنه يرجح أن يدخل النواب التغييريون في مشاورات مع الكتل النيابية الأخرى، في محاولة لإمكانية تبني أحد هذ الأسماء، على أن تكون الخطوط مفتوحة حتماً مع البطريركية المارونية، توازياً مع الحرص على توفير دعم عربي ودولي لأي مرشح يتم التوافق عليه. بحكم أنه يستحيل انتخاب رئيس للبنان، لا يكون على وفاق تام مع الدول العربية، وتحديداً الخليجية، كونها الأقدر على دعم لبنان، لتجاوز محنته .
وفي المقابل، فإن «حزب الله» وحلفاءه، بدأوا مشاورات مكثفة من أجل حسم خياراتهم الرئاسية، والتي ستصب على الأرجح باتجاه رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، بعد استبعاد النائب باسيل، وهو ما ألمح إليه الرئيس بري في كلمته في صور، بدعوته إلى انتخاب رئيس يجمع ولا يفرق، في وقت يعلم الجميع أن علاقات باسيل سيئة مع غالبية المكونات اللبنانية .