بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 حزيران 2023 12:00ص رسالة لسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية القاضي الشيخ عبد اللطيف دريان

حجم الخط
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، نتمنى عيداً سعيداً وفرجاً قريباً لإخواننا المناضلين في فلسطين المحتلة، آملين أن يحقق الله جلٌ وعلا النصر المبين لهم في جنين وسائر المناطق، لا سيما في القدس التي يحاول الصهاينة تقسيم مسجدها الأقصى مكانياً وزمانياً، وبسط سيطرتهم عليها، وبناء ٤ آلاف وحدة سكنية في أرجائها. إن المقاومة الفلسطينية في جنين وحّدت الساحات في قتال العدو الصهيوني، على أرضنا فلسطين العربية المحتلة.
أما بعد، فكما وحّدت جنين الساحات، نتمنى منكم يا سماحة مفتي الجمهورية توحيد ساحاتنا اللبنانية، وبالأخص في بيروت الحبيبة والمحروسة.
سماحتك، أنت تعلم حجم المعاناة التي يعاني منها اللبنانيون منذ شغور فترة الرئاسة وحتى اليوم، ونتيجة عدم اجتماع أهل العروبة (أهل السنّة والجماعة) على كلمة سواء، فيما أنتم القدوة ورئيس الطائفة ورمزها الديني، فهل يعقل سماحتك أننا نعاني من القوارض والحشرات في العاصمة التي هزمت العدو الإسرائيلي، كما نعاني من الإهمال في القضايا المتعلقة بالأمراض المستعصية، ونعاني أيضاً من شح المياه وانقطاع الكهرباء، وحدّث ولا حرج عن مشاكل الفقر والعوز والحرمان، لا بل حتى المدارس والجامعات الخاصة باتت رفاهية، لا يملك فقراء طائفتنا أي إمكانية لدخولها والتمتع بتعليم نوعي ومتميّز فيها.
لذلك، نحن بأمسّ الحاجة الآن إلى تدخّل سماحتكم في مسألة جمع كلمة كبار مسؤولي طائفتنا، وتحقيق وحدة قرارنا السياسي ومصالحنا الاستراتيجية. والملاحظ بأن هنالك خلافا أخويا في وجهات النظر بين فؤادي الوطن الممثلين بدولة الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس حزب الحوار الوطني سعادة النائب المنظور، لا سيما في المدينة المهندس فؤاد مخزومي؛ كما أن هنالك خلافا أخويا آخر في وجهات النظر بين الأحمدين الممثلين لخط الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهما رئيس جمعية بيروت للتنمية أحمد هاشمية، والأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري؛ الأمر الذي ينعكس سلباً على أحوال طائفتنا، ويحجم من مكان ونفوذ طائفتنا الكبير، من أيام الاستقلال وحتى اليوم. بل أكثر من ذلك، لم يعد لنا كتلة نيابية متراصّة وموحّدة تحافظ على مخصصات ومكتسبات طائفتنا، فيما مخصصات الآخرين إلى ازدياد وازدياد.
سماحة المفتي، لقد أصابنا الوهن والضعف، وأهل السنّة والجماعة في لبنان باتوا في خطر، لا سيما أن القانون لا يطبّق بحذافيره إلّا عليهم، وعلى مسؤوليهم، لا بل بقسوة وإجحاف للأسف.
ولهذا، ومع اقتراب عيد الأضحى، فلتكن عيديتنا سماحة المفتي، طاولة حوار برئاستك، تجمع فيها المخزومي والسنيورة والأحمدين، ولتحلّ فيها جميع إشكالاتنا، ولتطوى صفحة النزاع وليسود التوافق والانسجام بيننا؛ هذه عيدية أكثرية أهالي بيروت، أتمنى أن تحققوها لهم.