بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 آذار 2023 12:00ص فلسطين في ضمير وفكر الرئيس سامي الصلح

حجم الخط
نكتب عن مرحلة عصيبة في المنطقة كلها ولبنان جزءاً منها، خاصة فيما يتعلق بالانتداب والصهيونية، وحقيقة الحكام العرب في تخاذلهم وعدم إنقاذ فلسطين قبل ضياعها وحصول النكبة، وهذا ما كشفه وعبّر عنه دولة الرئيس سامي الصلح في تلك الأيام. 
فماذا قال؟؟؟...
• وجوب مقاومة سياسة الانتداب بالدفاع عن المظلوم، وحجز القوي عن الضعيف، والأخذ بيد الفقير والمحتاج، وإبعاد السيئ عن المحسن.
• الأمم المتحدة ليست مع العرب، وفلسطين لا ينقذها إلا أبناء فلسطين.
• لا مفر من اندلاع حريق كبير وأخشى أن تضع الهاغانا يدها يوماً على فلسطين.
• أنتم أيها الحكام العرب فقد ضللتم أنفسكم وضللتم الشعوب بأسرها، فالنصر الموعود انقلب احتلالاً أجنبياً، والاستعداد العسكري تبيّن أنه غير كائن وغير جدّي، حتى قضية اللاجئين لم تعالج كما يقضي بذلك العطف الإنساني والأخوي والتنظيم الصحيح.
• خضتم أيها القادة المعركة على مسؤوليتكم وضَمَنْتُم لنا النصر بتصريحات مسجلة عليكم، فكانت النتيجة مؤلمة ومخيبة، وها أنتم تبكون بكاء النساء ملكاً لم تحافظوا عليه كالرجال.
• الحقيقة ان معظمكم لم يحارب إلا في التصريحات والبيانات والانتقال من بلد الى بلد وحضور الاجتماعات والمؤتمرات، أما الحرب الحقيقية فلم تخوضوها مطلقاً، ولو خضتموها بالاستعداد العسكري والتنظيم لكنا تجنّبْنا الكارثة.
• كانت فلسطين موطني الثاني، شبّ الحنين إليها معي وشاح.
• كنت كلما قرأت خبراً عن حرب اليمن والجنوب العربي أتساءل في سبيل من يموت العرب في اليمن وعدن وكل مكان، كفى دماء ان حروب الاستنزاف هذه تلهي العرب عن قضيتهم الكبرى فلسطين، ولا ريب أن وراءها مؤامرات ومخططات ترمي الى إضعاف الشعوب العربية وإغراقها في لجج من الدم.
هذه النوعية من السياسيين أمثال الرئيس الصلح كانت من الوطنيين الذين أصبحوا اليوم نادرين جداً بل أصبح عندنا من السياسيين الذين هم عبارة عن أحجار دامة تحرّكهم السفارات على أنواعها، وتملي عليهم إرادتها، ويتحولون إلى ببغاوات ينقلون ما يسمعون، ويصبحون صوت سيدهم، ويحملون عبارات السيادة والحرية والاستقلال يتاجرون بها، بعضهم عن سوء نيّة مقصودة ومبيّتة والبعض الآخر بتصرفاتهم ينفذون المخططات الأجنبية عن وعي أو غير وعي حتى وصلنا الى انهيار الدولة بجميع مؤسساتها، وأصبح مصيرنا بشكل أم بآخر رهن هذه المخططات، وعليه لا بد من العمل على توعية وتشبيك الناس لصالح الخير العام والإنقاذ والتغيير الذي هو بناء الدولة، وعلينا واجب منع الانتدابات والاحتلالات الظاهرة والمخفيّة، خاصة وأن لبنان هو رسالة وعلينا المحافظة عليها ليلعب دوره الأممي في كل ما يحفظ حقوق الإنسان وتقدمه بعامة وعلى أرض لبنان بخاصة، كما علينا واجب الاهتمام بالاخوة اللاجئين الفلسطينيين ليعاملوا معاملة الأُخوّة في حياتهم داخل لبنان، ولنعمل جدّياً وبكل الإمكانيات المتاحة وخاصة في المحافل الدولية والاقليمية لمساعدة أنفسنا أولاً ومساعدتهم ومؤازرتهم ثانياً في كل ما يتعلق بحق العودة الذي هو حق مقدّس وواجب علينا دستورياً.

* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب