بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 آذار 2023 12:00ص في الذكرى الأربعين لوفاة ليندا مطر

حجم الخط
بمناسبة يوم المرأة العالمي، نتقدم بتعازينا الحارة من كل النساء اللبنانيات الشريفات العفيفات الطاهرات، وخصوصاً اللواتي في المجلس النسائي اللبناني والقيّمات عليه. ونهنئ ابنة بيروت، السيدة والمربية الفاضلة عدلا سبليني زين، الرئيسة المحترمة لهذا المجلس الكريم، التي هي من صفوة الصفوة، في المجتمع النسائي اللبناني. ونؤكد دعمنا المطلق لمجلسها الراقي، على الصعيد الشعبي، لاسيما أن الست زين، نجحت بفضل كفاءتها ودماثة أخلاقها ونبل تعاطيها مع الآخرين، في إدارة مدرسة فَخْرُ الدِّين، وإنه لفخرٌ لنا، بأنها خرّجت على يديها نساء فاضلات محترمات تُرفع بهنّ الرؤوس عالياً، وتُبنى بهنّ الأوطان، ونجحت السيدة زين، التي هي اسم على مُسمى، بقيادة سُفن المجلس النسائي اللبناني إلى برّ الأمان، ولذلك فإن كلّ بنّاء لبيروت الوطنية، سيقف معها ويتبع نهجها القويم، بدعمها للمرأة البيروتية المُحافظة بشكل خاص، والمرأة اللبنانية الجليلة بشكل عام. واسمحي لي سيدتي الفاضلة ان اتذكر في هذه المناسبة المرأة الطاهرة العفيفة العظيمة بنبل أخلاقها وأعمالها وتواضعها الست ليندا مطر رحمها الله، وأسكنها فسيح جنانه، في أعلى عليين، مع سواها من أفضل النساء الصدّيقات الخيّرات المُتصدّقات، لاسيما أنها كانت قامة لبنانية كبيرة، وقائدة جليلة من قيادات الحركات النسائية الإنسانية اللبنانية، أعطت حياتها كلّها من أجل رفع شأن المرأة ودعمها وتحريرها من القيود التي تكبّلها بكافة الأشكال، ليكون لها الشأن في السياسة والاقتصاد والقضاء والأمن، وجميع المحافل الإقليمية والدولية، مع المحافظة بالطبع على تقاليد المرأة العربية من عفة وطهارة ودماثة أخلاق، والتصاق تام بتعاليم الشرائع السماوية، لاسيما المسيحية والإسلامية. وكانت رحمات الله عليها من شدّة ورعها وإيمانها الصادق تؤمن بالحقوق الإنسانية والمحبة والتسامح، وبحقوق المرأة وضرورة مساواتها بالرجل دون ترجّل أو استرجال. فكانت مُسالمة إلى أقصى الحدود وديمقراطية بالفعل لا بالقول، نظيفة الكف عفيفة اللسان، دون تزيٌف، ولم يكن لديها أهداف شخصية مطلقاً، ولا كانت تطلب شيئاً لنفسها، ولهذا فإننا نترحم عليها دوماً وندعو لها دوماً بالمرتبة العالية والرفيعة في جنات الخلد، وأن تكون برفقة أمثالها من الصدّيقات العفيفات الطاهرات. فالست مطر، كانت تكره العصبيات الطائفية والمذهبية التي تدمّر وطننا الحبيب لبنان، وتدعم بشكل مطلق قضية تحرير فلسطين، بكافة الوسائل والأشكال، مناضلة ومجاهدة في سبيل قضيتها إلى أقصى درجة، ويُحسب لها ألف حساب. مع الست مطر، كانت البراءة والعفة والطهارة لا تشيخ، بل تشعر بحلاوة الإيمان وصدق التعامل ودماثة الأخلاق، فالحق عندها لا يشيخ، والنضال المستمر في سبيل تحصيل الحقوق، لا يشيخ ايضاً، سواء أكانت حقوق الفقراء أم المساكين أم المرأة أم الأمة أم الإنسانية جمعاء. فقد كانت حياتها، رحمات الله عليها، مليئة بالعطاء والنقاء والوفاء والاخلاص لوطنها ولأمتها العربية، ولذلك اختارتها مجلة ماري كلير الفرنسية لأن تكون من أبرز مئة إمرأة مؤثرة في العالم، وكان ذلك نظراً لقلبها الكبير، الذي يدقّ دوماً من أجل وطنها الحبيب لبنان.
الست مطر تذكرني ببراءة الطيور، وجمال الزهور التي لا تذبل ابداً، ورائحتها العبقة تبقى دوماً فيها، وهي تذكرني أيضاً بالطفلة البريئة التي رسمها الرسام الإيطالي العالمي ليوناردو دفانشي بلوحته الشهيرة لاجوكندا.
رحمك الله أيتها السيدة الفاضلة، التي لن ننساك ابداً ولن ننسى عطاءاتك وكل ما قدمته للوطن والأمة، والمراة العربية المشرقية الأصيلة، ونؤكد بأن مسيرتك الرائدة وصيتك المسك لا يزال مستمراً، خصوصاً بفضل جهود السيدة الفاضلة عدلا زين، وإننا متأكدون بأن المجلس النسائي اللبناني بألف خير بوجود خيرة النساء اللبنانيات فيه، واللواتي نفتخر ونعتزّ بهنّ وبأعمالهنّ الخيّرة، وألف تحية لهنّ ولجميع النساء الجليلات الفاضلات في مجتمعنا اللبناني، وذلك بمناسبة يوم المرأة العالمي.