21 تموز 2023 12:00ص قطر تستنجد بإيران: اقنعوا حزب الله بالتنازل عن فرنجية مقابل أي ضمانات يريدها...

حجم الخط
بعد بيان اللقاء الخماسي، أخرجت فرنسا من زواريب السياسة اللبنانية الى المقاعد الخلفية... عمليا لم تسقط مبادرة المقايضة بين رئاستي الجمهورية والحكومة التي طرحتها وسوّقت لها لأشهر طويلة، فالمبادرة قائمة لجهة ان أي رئيسا للجمهورية والحكومة لا بد أن يأتي بتفاهم الحد الأدنى بين حزب الله والسعودية، ولكن اختلفت الجهة الراعية لهذه التسوية وأحيلت المهمة رسميا الى القطريين.
لكن، لن تتصرف قطر بعيدا عن دفع «أميركي-سعودي» سيفرض إيقاعه خلال الأشهر المقبلة... سبق للقطريين ان بدأوا خلف الستار بطرح مبادرات وتسويات لا تتضمن أسماء مباشرة لرئاستي الجمهورية والحكومة، بل التفاوض حول الجهة التي ستتولى إدارة هذه المواقع... ليس سرا ان قطر بمن تمثل تريد قائد الجيش العماد جوزف عون كحل رئاسي وسطي بين حزب الله والمعارضة، مقابل اسم وسطي بالتركيبة ذاتها لرئاسة الحكومة، وكانت آخر اللقاءات والمباحثات أفضت الى رفض حزب الله وحركة أمل الطرح القطري بشكل قاطع مقابل تأمين أي ضمانات تبحث عنها قطر بمن تمثل في المواقع الأخرى سواء رئاسة الحكومة أو قيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان وباقي مناصب الفئة الأولى الحساسة في الدولة.
وبالتالي، عادت قطر كما الفرنسيين بخفيّ حنين من كافة اللقاءات التي جرت بشكل مباشر أو عبر الوسطاء مع الثنائي الشيعي وتحديدا حزب الله، حتى ان القطريين طرحوا مؤخرا على إيران الضغط على الحزب للتنازل عن فرنجية مقابل ضمانات حول عدم تطرق أي رئيس للجمهورية لسلاحه وموقعه في الدولة وضمان حصته في الحكومة والتعيينات، وكان الجواب الإيراني الواضح بان الأمر متروك للبنانيين ولتناقشوا ما تريدون مع الحزب نفسه وليس معنا.
الى هنا انتهت أولى المبادرات القطرية قبل أن تبدأ ولحقت بالفرنسية، ولكن، حفاظا على ماء وجه فرنسا ورئيسها ستستمر مهمة مبعوثها جان إيف لودريان الذي قد يزور لبنان وفقا لمعلومات من دوائر فرنسية لمرة واحدة فقط قبل التحاقه بمنصبه الجديد كرئيس الوكالة الفرنسية لتطوير العلاقات في المملكة العربية السعودية، ولكن سيبقى عمله تحت سقف ترتيب أي موقف فرنسي مع المجموعة الرباعية «السعودية - أميركا - قطر - مصر»، وهذا يعني بحسب مصادر لبنانية مهمة وعلى صلة مباشرة بالمفاوضات حول الملف الرئاسي ان هذا الملف دخل في مرحلة ركود غير معلومة مدتها، وان الخوف اليوم من انفجار داخلي شامل على كافة المستويات بهدف فرض تسوية بالقوة.
ورأت المصادر ان لودريان نقل لقيادته استحالة قيام فرنسا لوحدها بتغطية أي تسوية لبنانية دون الإجماع السعودي والأميركي تحديدا، وكانت أولى الإشارات على توقف المبادرة الفرنسية اكتفاء الرياض برفع الفيتو فقط عن فرنجية دون القيام بأي مبادرة باتجاه المعارضين داخليا لتسهيل انتخابه.
وهذا يعني ان ملف الانتخابات الرئاسية عاد الى المربع الأول وتحديدا الى لحظة خروج الرئيس السابق ميشال عون من بعبدا... وبكل صراحة اعترفت المصادر اننا اليوم أمام مشهد لبناني معقّد جدا، وكل ما حُكي عن إيجابيات لم يعد موجودا «وذهب مع الريح».
وبالانتظار، فان الثنائي الوطني باقٍ على قراره بتأييد ترشيح فرنجية للرئاسة الأولى، فهو الأقوى على الأرض والقادر على التفاوض وفرض معادلات عاجلا أو آجلا على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب» كما تؤكد مصادره.