بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 آذار 2023 02:00م قناعة فرنسية بصعوبة انتخاب رئيس لا ترضى عنه السعودية

حجم الخط
في موازاة الانهيارات الاقتصادية والمالية التي تضرب لبنان، على وقع تفلت سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء من كل الضوابط، بوصوله إلى اعتاب المائة وعشرة آلاف ليرة، فإن مرحلة ما بعد الاتفاق السعودي الإيراني بدأت تشهد حراكاً لافتاً في الداخل والخارجي، على صلة بالاستحقاق الرئاسي الذي شكل محور الاجتماع الفرنسي السعودي في باريس، اليوم، في إطار الضغط على المسؤولين اللبنانيين من أجل الاستفادة من المناخات الإيجابية التي خلفها الاتفاق على المنطقة، ومنها لبنان بالتأكيد . وعلى هذا الأساس فإن المسؤولين الفرنسيين، كما تقول مصادر دبلوماسية ل"موقع اللواء"، "يرون في الظروف التي استجدت بعد توقيع الاتفاق، مناسبة للإسراع بإنجاز الانتخابات الرئاسية في غصون مهلة أقصاها مطلع الصيف المقبل"، مشيرة إلى أن "باريس تحاول مع الرياض العمل لتمهيد الطريق أمام انتخاب رئيس توافقي، انطلاقاً من الأجواء الإيجابية التي تظلل ما يجري من حراك إقليمي، سيستفيد منه لبنان حكماً للخروج من مأزقه، وبما يمكنه من تجاوز الاستحقاق الرئاسي في وقت قريب" .
وتشدد الأوساط، على أن "الجهود الفرنسية منصبة على مواكبة الانفراجة السعودية الإيرانية، وترى أن لبنان قادر على الاستفادة منها بدرجات كبيرة، ما يمكنه من تجاوز الكثير من المطبات التي تعترض استعادة عافيته واستقراره" . وعلى هذا الأساس تكثفت وتيرة الاتصالات بين الجانبين الفرنسي والسعودي، في وقت علم أن الجانب الإيراني أبدى استعداداً لتسهيل الانتخابات الرئاسية في لبنان، وسط اقتناع الأطراف بأن هناك صعوبات تعترض انتخاب رئيس تحد، إلا في حال حصول تنازلات من جانب المكونات السياسية اللبنانية لصالح أحد المرشحين، وهو أمر صعب المنال في ظل الظروف الراهنة. وهذا ما دفع رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية إلى تأجيل إعلان ترشحه أكثر من مرة، بالنظر إلى الأجواء الحالية قد لا تكون في مصلحته، بانتظار اتضاح الصورة .
وتكشف معلومات "موقع اللواء"، أن الفرنسيين ليسوا مع السعوديين على نفس الموجة من موضوع الانتخابات الرئاسية. وتحديداً ما يتصل بخيار فرنجية الذي لا زال يواجه معارضة سعودية، كونه مرشح "الثنائي"، في حين أن الفرنسيين، يتبنون هذا الخيار، بعدما سبق وأبلغوا أطرافاً لبنانية، بأنهم لا يمانعون في انتخاب فرنجية، شريطة أن يحظى بغطاء عربي، وتحديداً سعودي خليجي . باعتبار أن باريس لن تغامر في دعم أي مرشح، سواء كان رئيس "المردة" أو سواه، ما لم يكن مرضياً عنه سعودياً، إدراكاً من المسؤولين الفرنسيين، أن أي رئيس لبناني لا يكون على وفاق تام مع المملكة العربية السعودية والدول الخليجية، لن يكون قادراً على إنقاذ لبنان من الصعوبات التي يواجهها .
وتشدد المعلومات في هذا السياق، على الجانب الفرنسي يقوم بجهود، في محاولة منه لإقناع السعوديين بخيار فرنجية، في حال حصلت الرياض على ما يطمئنها، بضمان الفرنسيين . في ظل مراهنات على أن التطورات التي أعقبت توقيع الاتفاق السعودي الإيراني، قد تدفع الرياض إلى تليين موقفها من فرنجية، لكن دون إجابات حاسمة، بانتظار نتائج اجتماع باريس، وما سيعود به السفير السعودي وليد البخاري إلى بيروت من توجيهات إدارة بلاده بما يتصل بالملف اللبناني . وكذلك الأمر فإن زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى السعودية في حال حصولها، ستصب هي الأخرى في إطار تقريب المسافات بين الثنائي والقيادة السعودية، على طريق إزالة العقبات من أمام إجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت .
وأكدت مصادر نيابية في قوى الثامن من آذار، أن المناخات تغيرت بعد الاتفاق السعودي الإيراني، وهناك امكانية كبيرة لتعبيد الطريق أمام التوافق على رئيس جديد للجمهورية في غضون أشهر قليلة، بعدما أدرك الجميع أن الوضع وصل إلى مرحلة بالغة الخطورة، ولا بد من اتخاذ القرار بالإنقاذ، واستغلال العوامل الإقليمية، لانتخاب رئيس الرئيس العتيد وطي صفحة الشغور القاتل .