بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 كانون الثاني 2023 12:00ص كيف تحوَّلت الكتلة الدستورية والكتلة الوطنية إلى حزبين سياسيين؟ (2)

91 يوماً على الشغور الرئاسي.. مع مزيد من الأزمات الاقتصادية والمعيشية

حجم الخط
91 يوما على الشغور الرئاسي في لبنان، الذي يعيش كل أنواع الأزمات، دون أن تلوح في الأفق أي بوادر بإنجاز هذا الاستحقاق قريبا، وبينما لم تسفر الجلسات الانتخابية الـ11 عن أي نتيجة، تستمر الحكومة الميقاتية الثالثة التي تعتبر مستقيلة منذ بدء ولاية مجلس نواب 2022 في 22 أيار الفائت في مهام تصريف الأعمال، في وقت يواصل الدولار الاعيبه وتحليقه، مترافقا مع ارتفاع في الأسعار وتدهور حياة الناس الاقتصادية والمعيشية والصحية والتربوية، فيتواصل الشغور الرئاسي ويستمر عداد فراغ الكرسي الأولى بالتصاعد، بانتظار إشارة مرور خارجية، عبر توافق دولي، وإقليمي وتحديدا عربي كان يطلق عليه «الوحي» الذي يحوّله النواب في صندوقة الاقتراع باسم الرئيس العتيد.
بأي حال، فإن «كلمة السر» الحاسمة بشأن الانتخابات الرئاسية لم تصدر بعد، ليحوّلها نواب «الأمة» الى حقيقة في صندوقة الاقتراع الزجاجية، وبالتالي سيتواصل عداد أيام الشغور في الكرسي الأولى بالتصاعد «حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا»، فيما تتواصل معه مرارات اللبنانيين التي باتت تطال كل تفاصيل حياتهم اليومية، وخصوصا الصحية والاجتماعية والتربوية والاستشفائية والدوائية والغذائية، إضافة الى النور وحركة النقل، في وقت تأتينا الـ«بشرى» الأميركية لتحمّل المزيد من المشقات والآلام. وثمة سؤال يبقى يلحُّ في خاطر اللبنانيين عن كيفية ولادة تجمعات وتكتلات أو أحلاف سياسية في كل فترة زمنية ثم لا تلبث بعد عقد من الزمن أو أقل من التلاشي والإختفاء.

بشكل عام، لبنان ليس غريبا عن التجارب الحزبية، فقد أتيح له في الماضي البعيد أن يتعرف الى التكتلات والتجمعات الحزبية، «ففي عهد الأمراء انتشر في البلاد حزبان القيسي واليمني، كان لهما شأن كبير في الأحداث التي توالت، ثم خلفهما حزبان آخران هما: الجنبلاطي واليزبكي» (د. محمد المجذوب - دراسات في السياسة والأحزاب - ص 103).
وفي العهد العثماني، وبعد إعلان الدستور العثماني عام 1908، ظهرت عدة جمعيات سياسية، ضمّت أعضاء من لبنان ومن بقية الأقطار العربية، فسعت بداية الى حمل السلطات العثمانية على مساعدة تلك الأقطار على تحسين أحوالها، وعندما فشلت في مسعاها، راحت تعمل للخلاص، وجميع المؤرخين يعترفون بفضل اللبنانيين في تأسيس هذه الجمعيات، ومن أشهرها: جمعية الاخاء العربي، المنتدى العربي، الجمعية العربية، الفتاة، الجمعية القحطانية، حزب اللامركزي العثماني، جمعية بيروت الإصلاحية، المؤتمر العربي في باريس، وجمعية العهد (د. محمد المجذوب. المصدر السابق - ص104).
في عهد الانتداب الفرنسي: عرف لبنان حزبين سياسيين بالمعنى الحديث للعمل الحزبي هما: الحزب الشيوعي الذي تأسس عام 1924، والحزب السوري القومي الاجتماعي الذي تأسس عام 1932. كما كتلتان برلمانيتان طبعت إن جاز التعبير الحياة السياسية بطابعهما وهما: الكتلة الدستورية بزعامة بشارة الخوري، والكتلة الوطنية بزعامة إميل إده، ولكن هذين الكتلتين تلاشتا تقريبا من الحياة السياسية، وذلك إثر موافقة اميل إده، عند احتدام معركة الاستقلال، ولجوء المندوب السامي الفرنسي الى حل المجلس النيابي وتعليق الدستور، وتعيين إده رئيسا للدولة، والذي حاول «تأليف حكومة، لكن معظم السياسيين اعتذروا عن المشاركة فيها، فاكتفى بتأليف مجلس مدراء، لكن معظم الموظفين رفضوا إطاعة أوامر السلطة الجديدة» (ولادة استقلال - منير تقي الدين).
أما بشأن الكتلة الدستورية، فقد تراجع دورها وحضورها، إثر الانتفاضة التي حصلت في منتصف الولاية المجددة للرئيس الاستقلالي الأول بشارة الخوري، الذي اضطر للاستقالة في أيلول 1952. وقد تحولت هاتان الكتلتان الى حزبين سياسيين، فنشأ حزب الاتحاد الدستوري من رحم الكتلة الدستوري عام 1955. وتحولت الكتلة الوطنية الى حزب بنفس الاسم عام 1943.
وفي عهد الانتداب أيضا تأسست منظمتان للشباب عام 1936 وهما: منظمة الكتائب اللبنانية التي تحولت حزب سياسي عام 1952، ومنظمة النجادة التي تحولت الى حزب النجادة عام 1954.
وفي عهد الاستقلال أحزاب جديدة عديدة كان أبرزها: حزب النداء القومي عام 1945، الحزب التقدمي الاشتراكي عام 1949، حزب الهيئة الوطنية 1950، حزب الوطنيين الأحرار عام 1957، الحزب الديموقراطي عام 1969، وغيرها.
(يتبع)