بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 آذار 2023 01:16ص لبنان في قلب الإستراتيجية الشرق أوسطية وعواصم القرار

حجم الخط
إنّ علم السياسة يعتبر أنّ الجانب الإستراتيجي لموقع الدولة وتأثيره في الجغرافية السياسية للدولة من أكثر المواقع حساسية ،لّأن موقع دولة كبيرة في قارة معينة من شأنه أن يوّجه السياسة الداخلية والخارجية لكل القارة وقد يتطوّر الأمر إلى حالة من تقاسم النفوذ والقرار.من الثابت في علم الإستراتيجيا بل المؤكد أنّ لكل بلد في إطار الجغرافيا السياسية – الإقتصادية – العسكرية – الثقافية أهمية على صعيد موازين القوى بما تمتلك هذه الدولة من قدرات مكتملة إذا ما أُحْسِنَ إستخدامها والإستفادة منها لصالح الإنسان بوجه عام وللمواطن المشرقي بوجه خاص.إنّ الجمهورية اللبنانية الحُرّة لها من الخصائص المتنوعة ولها المكوّنات الطبيعية والسياسية والفكرية ما يجعلها الأكثر فاعلية على مستوى المسرح السياسي الإقليمي – الدولي في إرساء قواعد المشاركة على أسُسْ القانون الدولي ونظرًا للأهمية الإستراتيجية ولمكانتها بين الدول المشرقية .
إنّ الديمغرافيا هي التي تصنع تاريخ الأمم ،على الباحثين والمؤرخين وصنّاع القرار العمل على إحداث عوامل تغيير علمية لضمان أقصى درجات التحكُّم المنطقي والسليم في المستقبل والمشاركة في رسم القرارات المصيرية ودائمًا يكون العامل الديمغرافي من العوامل الرئيسية في رسم سيناريو المستقبل النيِّرْ ،حيث تمثِّل إدارة الشؤون الإقتصادية والإجتماعية في الأمانة العامة للأمم المتحدة نقطة تقاطع مهمة بين السياسات العالمية في المجالات الإقتصادية والإجتماعية والسكانية وبين العمل الذي يجري على صعيد تثقيف الشعوب وتحضرها في شكل برامج على مستوى عالٍ من الوعي ومساعدة الشعوب على بناء قدراتها لخلق مناطق متقدمة النمّو وحتى مناطق نامية .
إنّ الديمغرافيا هي نفسها التي تسمح بالتغيرات السكانية لتشكيل قوة من الأمن القومي – الإقليمي – الدولي – السياسي،والديمغرافيا السياسية الفاعلة هي المكوّن الذي ينطوي على أهمية جوهرية في أي عملية سياسية فاعلة على المسرح السياسي – المحلي – الإقليمي – الدولي عبر إحداث تغيير مباشر أو غير مباشر يُسهم في التأثير على توجيه مسار أي عملية سياسية ،وكل ذلك يتطلب حجم الوعي السُكّاني والتركيبة الفكرية والثقافية والعقائدية وعلاقة هذا الشعب بكل من العلم حب الإطلاع والمعرفة.إنّ الديمغرافيا فعليًا تشكل أهم المقومات الجوهرية في صياغة المنظومة السياسية وتأثيرها يمكن أن يكون بالمباشر على المسرح السياسي .
لبنان بحاجة إلى إستراتيجية فكرية تساعده على التعريف بدوره وبناء مجموعة من القيم وتعطي له الآلية لتحديد الهدف من لعب الدور في قلب الإستراتيجية الشرق أوسطية وعواصم القرار.في كل دول العالم يُعتبر الفكر النيِّرْ المحرك الأساسي لنمّو الشعوب أي محطة لخلق ثروة فكرية ،والفكر المبدع يتميّز بالتغير السريع في جميع المجالات السياسية  - العسكرية – الإقتصادية – الإجتماعية. إنّ تثقيف الشعوب يلعب دورًا مهمًا في تحسين الأداء الكُلّي للشعوب وممّا لا شك فيه إنه يُساهم في تحسين الأداء الفكري على مستوى التحليل والأنشطة التي من المفترض أن يُمارسها أي مثقف وتحقيق الأهداف الكبرى المستقبلية ولعب دور إستراتيجي على مستوى المسرح السياسي المحلي – الإقليمي  - الدولي .
الفكر الإستراتيجي أهم متغيِّر لبناء دولة فاعلة على المسرح السياسي كما هو عنوان متقدِّم للمجتمع وتشكيل الكيان الشخصي للمواطن اللبناني،كباحثين نلاحظ أن جميع الدول تنفق بسخاء على التثقيف الفكري بل يأتي التثقيف السياسي في قِّمًة إنفاق الدول الراقية ويحظى بإهتمام متقدّم في سُلّم أولويات برامج التنمية السياسية في مجتمعاتها ويُعّد أساسْ قواها الصلبة والدعامة المتينة للذود عن الدولة. إنّ أي مواطن مثقف هو من يبني الأوطان ويدافع عنها ويُساهم بصورة إيجابية في تطورها .الدول تتنافس فيما بينها بمستويات تعليم مواطنيها وإن كان ذلك يختلف تبعًا لموقف النخب الحاكمة، كلما كان هناك إهتمام بالتثقيف السياسي فلسفة وإستراتيجية وفي خطط التنمية كلما كان هناك توجهًا يكاد يصل إلى الإجماع بضرورة تثقيف المواطنين ولعب دور ريادي طليعي داخلي وبين الأمم.
لبنان بحاجة إلى التخطيط الإستراتيجي الإقتصادي والتنسيق بين الموارد المتاحة والفرص المتاحة للإقتصاد الوطني على مدى تحقيق أهداف إستراتيجية طويلة الأجل تقوم على رؤية إستراتيجية يُراد تحقيقها في أمد طويل . إنّ التخطيط بمعنى التفكير المسبق لما يجب فعله لفترة زمنية لتحقيق أهداف إستراتيجية محددة ترسم الطريق لترجمتها علميًا على أرض الواقع . 
إنّ لعب دور هام على المستوى الأممي لبنانيًا يعود بالفضل إلى إلتزام قادة رأي شجعان بسياسة تخطيط تنموي إستراتيجي وتحسين مستوى الشعب اللبناني ووضوح في الرؤية وفي صياغة أهداف إستراتيجية واضحة وقابلة للتطبيق ليصبح لبنان في قلب الإستراتيجية الشرق أوسطية وعواصم القرار .