بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 تموز 2023 12:00ص لماذا «السياديون» و«الفدراليون» ساكتون عن ضم بلدة الغجر إلى الكيان الصهيوني؟

حجم الخط
أيّها «السياديون» وأيّها «الفدراليون»، نسمع منكم يومياً تصاريح، ونقرأ بيانات تصدرونها غبّ الطلب، وأحاديث تلفزيونية، تهاجمون جهة أو جهات من أبناء لبنان لأسباب واهية تتهمونهم بعدم حرصهم على السيادة الوطنية وبأنهم لا يعيرونها أية أهمية بل انهم مشاركون في انتهاكها، لكننا نلاحظ انه عندما يكون هناك انتهاكات من العدو الإسرائيلي على لبنان بحراً وجواً وأرضا، تُصمّون آذانكم، ويخرس صوتكم، وتضعون الرماد على عيونكم، فتغيبون وتنامون نومة أهل الكهف لا حس ولا خبر، كل ذلك أمر نعتبره دائماً ضد العنفوان والكرامة والوطنية الصافية، ونضع علامة استفهام كبيرة بعدم تصدّيكم فكراً وعملاً تجاه ذلك، وكأنكم تقطنون البلد وأنتم غرباء عنه مكلّفين بتمييع القضايا الحقيقية وإرساء الكراهية والتنابذ والخلافات وسوى ذلك التي تؤدي الى زعزعة السلم الأهلي في لبنان.
آخر مثال على ذلك ما أقدم عليه العدو الصهيوني بتاريخ 3 تموز/ يوليو 2023 ومستغلاً الوضع الداخلي اللبناني الذي شاركتم وتشاركون في تأزّمه السياسي، وانهيار مؤسساته، وتشرذم أطيافه، والوصول الى حد التنازع، أقدم العدو على ضم بلدة الغجر اللبنانية الواقعة في جنوب لبنان عند خط الحدود اللبنانية مع سورية بمحاذاة فلسطين المحتلة.
بالله عليكم أليس ذلك يشكّل عدواناً موصوفاً وانتهاكاً لسيادة لبنان ووحدة أراضيه، كما وانتهاكاً للقانون الدولي العام وللقرارات الصادرة عن مجلس الأمن وبخاصة القرار 425 والقرار 1701 والقرارات الأخرى ذات الصلة التي تلزم إسرائيل بالانسحاب من كافة الأراضي اللبنانية الى الحدود الدولية.
أين أنتم من ذلك؟ لم نسمع منكم كلمة واحدة ولا تحرك واحد ولا مناشدة للأمم المتحدة كي تأخذ القرارات اللازمة، ولا لجامعة الدول العربية ولا للمنظمات الأممية الأخرى، أليس كل حبة تراب من الوطن تخصّكم كما تخصّ كل مواطن؟ أليس بضم بلدة الغجر يعني نقص مباشر لمساحة 10452 كلم2 للبنان؟
فأنتم لستم سياديون بل تستعملون هذه الكلمة بوجه مواطنيكم وليس بوجه أعداء لبنان ونقول لكم «يللي إستحوا ماتوا».
ونحن السياديون الحقيقيون وليس المزيفون نطلب من كل المؤسسات الأممية وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، وكل الحكومات والمجالس النيابية العربية والإسلامية للتحرك السريع لإنهاء حالة الضم لبلدة الغجر وإعادتها الى السيادة اللبنانية.
وندعو كل القوى الحيّة في المجتمعات العربية والإسلامية والدولية للتحرك السريع واتخاذ كافة القرارات والإجراءات ضد العدو الصهيوني لمقاطعته سياسياً واقتصادياً، وسحب الاعتراف به خاصة وأن كيانه عنصري بإمتياز، وجرائمه ضد الإنسانية وجرائم الحرب.
فليسمع منكم شعب لبنان أيها «السياديون» و«الفدراليون» صوتاً وتحرّكاً ضد المعتدين كي لا يفسّر سكوتكم موافقة ورضاء على ما يجري من انتهاكات للسيادة.
ونثمّن عالياً الموقف القومي الذي اتخذه المؤتمر القومي العربي بشخص أمينه العام الأستاذ حمدين صباحي بتاريخ 6/7/2023 الذي أدان احتلال الكيان الصهيوني لبلدة الغجر اللبنانية وطالباً الجلاء منها وداعياً العالم للتحرك مع لبنان شعباً وحكومة. 

* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب