بعد فاجعة "زورق الموت" في طرابلس عقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية له في قصر بعبدا لبحث تداعيات هذه الحادثة وقرر خلالها تشكيل لجنة برئاسة نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي لاعداد مشروع قانون يرمي الى انشاء مجلس لتنمية الشمال وعرضه على مجلس الوزراء بالسرعة القصوى، ومن بين اعضاء اللجنة وزير الاقتصاد امين سلام الذي تحدث "للواء" عن هذا القرار وقال:" رغم انه كان يجب ان يتم تشكيل هذه اللجنة منذ مدة لان الموضوع حيوي واساسي وفإن الخطوة تعتبرايجابية جدا، بإعتبار ان منطقة الشمال اصبحت منطقة محرومة بكل ما للكلمة من معنى، وهي تحتاج الى الكثير من الدعم والمساعدة".
واشار سلام انه طالب بأن يكون عضوا في هذه اللجنة لان هناك امورا مرتبطة بشكل اساسي بمهام وزير الاقتصاد، ولفت الى ضرورة ان يكون هناك خطة انمائية لمنطقة عكار وطرابلس من اجل تفعيل عمل المرفأ ومعرض رشيد كرامي ومطار القليعات والمصفاة، اضافة الى المنطقة الاقتصادية الخالصة، مشيرا الى امكانية الاستفادة سياحيا ايضا من جزر طرابلس المميزة وواجهتها البحرية.
وكشف سلام انه بصدد تعيين مجلس ادارة جديدة لمعرض طرابلس، لافتا الى ان حالتواصل المستمر بينه وبين الرئيس نجيب ميقاتي للتشاور بكيفية العمل على تفعيل المنطقة الاقتصادية التي تعتبر منصة اساسية للبنان بأكمله، خصوصا ان جزءا من هذه المنطقة يتعلق بالموضوع التكنولوجي على ان تشكل منطقة نموذجية لذلك.
واكد على ضرورة ان يتحول اقتصاد لبنان الى رقمي من اجل انتشاله من ازمته على المديين القصير والمتوسط ، معتبرا ان الخدمات الرقمية والمعلوماتية هي التي يمكنها ادخال الدولار الكاش بشكل سريع من خلال الاتكال على جيل الشباب وتأمين فرص عمل له بدلا من الهجرة لا سيما في منطقة الشمال التي ستشهد حركة ناشطة في حال تمت هذه الخطوة.
وردا على سؤال اشار سلام انه حتى ولو كانت الحكومة حكومة تصريف اعمال فإن هذا المشروع سيستمر العمل فيه، لذلك يجب ان تجتهد هذه اللجنة وتعمل كخلية نحل من اجل الاسراع في تفعيل المشاريع الانمائية في الشمال وفي النتيجة فإن الحكم استمرارية.
النائب درويش
من ناحيته اعتبر عضو كتلة "الوسط المستقل" النائب علي درويش ان موضوع انماء الشمال كان يجب وضعه تحت المجهر منذ فترة زمنية طويلة، ولكن نتيجة تراكم حجم الازمات وعمقها خاصة في طرابلس اتخذ مجلس الوزراء هذا القرار، ولا شك ان هذا الامر سيوضع كمسودة مشروع قانون ويحال الى مجلس النواب لاقراره لكي يصبح قانونا نافذا، واشار الى ان الغاية الاساسية من هذه اللجنة وضع خصوصية لمنطقة الشمال عموما وطرابلس خصوصا بسبب الاوجاع اقتصادية والاجتماعية في المدينة.
واعتبر انه في حال ابصر المشروع النور سيفتح المجال لجهات عدة من اجل المساعدة والدعم بشكل ان يكون المشروع فاعل في عملية الانماء لا سيما من خلال الصندوق السعودي-الفرنسي.
ويبدي درويش امله في ان يساعد المجلس وان يكون فعالا في المرحلة المقبلة في طرابلس بعد ان دلت كل المؤشرات على ان الازمة الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة هي الاعلى والاكثر ألما من المناطق الاخرى.
وعن سبب التأخر في اقرار مثل هكذا مشروع رغم ان الرئيس ميقاتي نائبا حاليا وكان رئيسا للحكومة في وقت سابق ووزيرا فيقول درويش:"لكل مرحلة عنوانينها فعندما كان الرئيس ميقاتي وزيرا ورئيسا للحكومة في السابق لم يكن الوضع المعيشي صعبا كما هو عليه اليوم، ولكن بعد تفاقم الازمة في الوقت الراهن ولم يعد هناك موارد للدولة اللبنانية وبالتالي لم يعد لديها القدرة لتغطية الصناديق الصحية والاجتماعية، كان لا بد له ان يتعاطي مع هذه المرحلة بشكل مختلف، ولانه رئيسا للحكومة في الوقت الحالي وجد انه من الاجدى ان يكون هذا المشروع ضمن اطار رسمي ونظامي واضح المعالم وان يكون هدفه الاساسي العمل على الانماء كي يستطيع استقطاب كل من يريد مساعدة لبنان وطرابلس تحديدا محليا ودوليا، خصوصا ان الاتحاد الاوروبي يعتبر ان منطقة الشمال هي محطة أساسية لانطلاق المهاجرين باتجاهها ،وهم ابدوا مرارا رغبة في المساعدة على خفض منسوب الازمات ولذلك فان هذا الامر يفرض عليهم فعليا المساعدة.
ويشير درويش الى ان المهم اليوم هو ان الموضوع وضع على السكة الصحيحة و بدء يسلك طريقه الطبيعية وايا تكن الحكومة المقبلة فإنها ستكون امام مسؤولية لتنفيذه.
وعما اذا تم تشكيل اللجنة بسبب غرق الزورق يعتبر النائب الطرابلسي ان ما حصل من مأساة كبيرة بسبب تدهور الاوضاع الاقتصادية والمعيشية وضعت الجميع امام مسؤولياته وسرعت بتشكيل هذه اللجنة.
درباس
من ناحيته يعتبر الوزير السابق رشيد درباس عبر "للواء" أن ما صدر عن مجلس الوزراء هو عبارة عن مسكنات بعد ان تم افقار مدينة طرابلس التي كانت تُعتبر بانها مدينة غنية، وهي باستطاعتها ان تعود كذلك اذا اعدنا تحريك مواردها الموجودة اصلا، واريد ان اسأل ماذا فعلت الحكومة بالمنطقة الاقتصادية الخالصة التي تم انشاؤها منذ سنوات، كذلك ماذا قدمت لاعادة تفعيل عمل معرض رشيد كرامي؟
وقال:"إن لدى طرابلس موارد عديدة كالمصفاة ومرفأ مميّز والذي لا يوجد له مثيل في لبنان، كذلك المعرض المهمل بشكل كبير وكل هذه المرافق كان يجب الاستفادة منهم وتفعيلهم، ولكن للاسف هم يتقصدون افقار هذه المدينة من خلال اقفال مرافقها، لذلك نحن لسنا بحاجة لمجلس لانماء الشمال لتقديم المسكنات، ولكن كل ما نطلبه من الحكومة اعادة تحريك المرافق الاساسية واعادة الرونق الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الى هذه المدينة، ولكن وبين فترة واخرى وبدلا من ايجاد الحلول الجذرية يتم الاكتفاء باعطاء بعض المسكنات المؤقته وغير المجدية".
درباس يرفض التعويل عن ما صدر عن مجلس الوزراء وهو يعتبر ان عمل اللجان لا يجدي نفعا في معظم الاحيان.
واذ أشار الى انه لا يمكن للمدينة ان تنهض فقط من خلال تقديم المساعدات لها وانما يجب تفعيل مرافقها ومواردها غير القليلة من اجل اعادة ازدهارها، لفت الى ان المنطقة الاقتصادية الخالصة التي تم تشكيلها في العام 2015 لم تنجز اي شيء منذ ذلك التاريخ وهي بإنتظار تعييّن مجلس ادارة جديد بعد انتهاء مدة عمل المجلس السابق، موضحا انه عندما كان وزيرا استحصل على مبلغ 80 مليون دولار لطرابلس ولكن لم يسمح الا بصرف نصف المبلغ فقط بسبب بعض السياسيين.
وعن سبب تهميش المدينة يقول درباس "لان حكامنا اصبحواهامشا و لا معنى لهم"
وختم درباس متأسفا لانه اصبح اهالي الشمال وطرابلس يفضلون الغرق في البحر من العيش على البر.