28 نيسان 2023 06:58م مخاوف من حصول تفلت أمني نتيجة تصاعد الاحتكاكات مع النازحين ..السعودية لا تغطي رئيساً مرفوضاً من بيئته .. وطهران تريد تثبيت دورها

حجم الخط
لا يمكن وصف زيارة وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت، وما أطلقه من مواقف في أكثر من اتجاه، إلا للتأكيد على أن بلاده سائرة في مشروعها لربط ساحات المقاومة، وبأنها لاعب أساسي في اختيار رئيس الجمهورية الجديد، من خلال قرار "حزب الله" الذي لا يزال ممسكاً بمفاصل اللعبة، سعياً لإيصاله مرشحه سليمان فرنجية الذي يرى نفسه ما زال متقدماً على الآخرين . وقد كانت الرسالة الإيرانية واضحة من خلال لقاء الوزير عبد اللهيان مع مجموعة نيابية غاب عنها ممثلو المعارضة، بأنه لا يمكن استبعاد طهران عن أي مشاورات بشأن الاستحقاق الرئاسي اللبناني، باعتبار أنها ممثلة عبر "حزب الله" الذي يعتبر وفقاً لقوى الممانعة بأنه الأكثر تأثيراً في هذا الاستحقاق، ولا يمكن تجاوز رأيه وعدم الأخذ به .

ولم تتردد أوساط معارضة، على وصف اجتماع عبد اللهيان بعدد من النواب، ب"التدخل الإيراني في الانتخابات الرئاسية في لبنان، لا بل أكثر من ذلك، بوصفه محاولة لتعطيل الجهود العربية، لإنهاء الشغور الرئاسي، وتحديداً الجهود القطرية والسعودية، سعياً للإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية"، مشددة على أن "إيران تحاول التدخل في مجرى الاستحقاق الرئاسي، عن طريق التأثير على النواب، وتالياً استمالتهم للتصويت لمرشح حزب الله فرنجية، وإن لم يتم ذكره بالاسم. ولكن بدا واضحاً أن هناك دعماً إيرانياً لفرنجية، كونه مرشح الحزب والجماعات التي تدور في الفلك الإيراني، بانتظار طبيعة التطورات المتصلة بهذا الملف في المستقبل، والتي من شأنها رسم معالم هذا الاستحقاق .

وإذا كانت زيارة الوزير الإيراني لافتة، في التوقيت والمضمون، فإنه أراد أن يقول للمعنيين بالانتخابات الرئاسية، في الداخل والخارج، بأنه ليس من السهولة تغييب الدور الإيراني، وأن لطهران كلمتها في هذا السياق، تزامناً مع عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى بيروت، لاستكمال جولاته على عدد من القيادات السياسية، ربطاً بالمساعي السعودية لتعبيد الطريق أمام إنجاز هذا الاستحقاق في وقت قريب، في وقت يتوقع أن يجتمع ممثلون عن الدول الخمس في الرياض في الأسابيع القليلة المقبلة ، من أجل بلورة تصور جديد للمسار الرئاسي في لبنان، وما إذا كانت هناك على جدول الأعمال عودة مرتقبة للموفد القطري الوزير محمد الخليفي إلى لبنان، لمتابعة مهامه .

وفي هذا السياق، ورغم محاولة المرشح فرنجية إظهار أن السعودية لا تعارض انتخابه، إلى أنه في المقابل لم يصدر عن المملكة أي موقف يؤكد صحة كلام فرنجية، لأنه وبحسب ما علم "موقع اللواء" نقلاً عن زوار الرياض، فإن السعودية لا يمكن أن تغطي انتخاب رئيس مرفوض من أبناء بيته، في إشارة إلى أن فرنجية ليس مقبولاً من السواد الأعظم من المسيحيين، باعتباره مرشح "حزب الله". عدا عن أنها لم تبدل في موقفها من هذا الملف، بضرورة أن يكون الرئيس الجديد إصلاحياً وسيادياً وغير مرتبط بأي نوع من الفساد السياسي والمالي . مع أن الجانب الفرنسي سعى جهده لاستمالة السعوديين باتجاه فرنجية، لكنه جوبه بالرفض وفي أكثر من مناسبة .

وسط هذه الأجواء، على وقع تصاعد الاحتكاكات بين سكان عدد من المناطق اللبنانية، وبين النازحين السوريين، وسط مخاوف من انفلات أمني جراء ذلك، قد يأخذ لبنان إلى مزيد من الفوضى والفلتان، لفت البيان الذي أصدره سفراء الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي و6 دول، بيان، والذي أشار إلى أن "لبنان يواجه إحدى أسوأ الأزمات الإقتصادية في التاريخ المعاصر"، مشدداً على أنه، "يجب إجراء إصلاحات هيكلية حاسمة في لبنان لمواجهة أزمته". وهو ما رأت في مصادر دبلوماسية على أنه رسالة بالغة الخطورة بأن لبنان ينزلق بسرعة نحو الهاوية، ما يستلزم الإسراع في انتخاب رئيس إصلاحي، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بالتعاون مع صندوق النقد والدول المانحة .