بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 تشرين الثاني 2018 12:02ص مسعى باسيل أبعد من إيجاد حلّ للعُقدة الحكومية أو تبادل الوزير السُنِّي من هذه الحصة أو تلك

المطلوب تهيئة الأرضية المناسبة لضمان وجود حكومة لا تسقط عند أول إمتحان

حجم الخط
 تحت عنوان خلق المناخ المناسب لتوفير ولادة الحكومة الجديدة واستمراريتها، يتحرك رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل باتجاه مختلف القيادات السياسية والروحية. وقد يعتقد البعض ان مساعي الوزير باسيل تقوم على ايجاد حل للعقدة الحكومية بشأن تمثيل السنّة المستقلين فحسب من خلال عملية تبادل للوزراء او ان يكون الوزير السنّي من هذه الحصة او تلك، لكن المطلعين على الاجواء يتحدثون عن هدف أبعد من ذلك في ظل الجو المتوتر سياسيا والذي عكسته المواقف المعلنة للاطراف.
وتشير مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» الى ان الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري وضع في خطابه اول من امس اطارا لكنه ترك الباب مفتوحا. أما الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ربما وضع إطارا أوسع لكنه لم يقفل الباب ايضا في مكان ما وفي المحصلة قالا ما ارادا قوله. وامام  هذا المشهد كان الخيار يقضي اما  بالتفرج او الاستسلام او البحث عن كيفية إيجاد قاسم مشترك للخروج من الأزمة الراهنة. وتلفت المصادر الى ان الخطابين وعلى الرغم من حدتهما، اظهرا رغبة الرئيس الحريري والسيد نصرالله في قيام الحكومة، وبالتالي لم يقولا في مواقفهما المعلنة عكس ذلك.
وتوضح المصادر ان رئيس «التيار الوطني الحر» أخذ زمام المبادرة فتحرك في إتجاه محاولة إيجاد الظروف المساعدة لولادة حكومة تعمر طويلا ولا تنفجر في أول محطة وفي عبارة اخرى لا يراد ولادة حكومة ميتة اصلا, مؤكدة ان المهم هو حكومة، تعيش وتنتج وتواجه التحديات الراهنة على مختلف الاصعدة.
كما ان الرئيس الحريري لم يتحدث عن اي ممانعة في دخول حزب الله كشريك الى الحكومة، ولم يمانع اسناد وزارة الصحة اليه. وفي المقابل بقي السيد نصرالله على تمسكه ببقاء الحريري رئيسا للحكومة.
وتلفت هذه المصادر الى ان القول ان الوزير باسيل يعمل كوسيط لنقل وزير مسلم الى حصة هذا الفريق او ذاك هو تقليل من دوره، فضلا عن ان مهمة تأليف الحكومة تقع على عاتق رئيس الجمهورية والرئيس المكلف.
وتقول ان الوزير باسيل الذي التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس الحريري ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان  والأمين العام لحزب الله والنائب السابق وليد جنبلاط يلتقي في وقت لاحق البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والكتل الأساسية في البلاد.
اذا المسألة مسألة ضمان وجود حكومة لا تسقط عند اول امتحان هذا ما تشير اليه المصادر التي تؤكد انه كان لا بد من فعل شيء، وان الوزير باسيل الذي تعد كتلته  اكبر كتلة في المجلس النيابي اوكل بهذه المهمة بمباركة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وتفيد ان المطلوب قبل معالجة العقدة الحكومية تهيئة الارضية المناسبة
وتقول ان الاتصالات التي يجريها باسيل ستتظهر في وقت ما وقد تفضي الى المعالجة بفعل الجو الذي يخلقه، مؤكدة ان المشكلة الاخيرة اتخدت بعدا اخر، ولم تعد تتصل بتوزير سنّي مستقل او من فريق 8 اذار انما ببروز توجهين متناقضين ,توجه عبر عنه الرئيس الحريري واخر عبر عنه السيد نصرالله. وتلفت هنا الى ان مساعي باسيل تهدف الى ايجاد المقومات لبقاء الحكومة الجديدة بعد تشكيلها وتوفير المناخ السليم للمعالجة.
وتلفت الى انه عندما يتم الوصول الى التهدئة في المواقف والتعاطي بالإمكان حل اي عقدة كانت مستعصية من خلال مخرج وسطي او مقترح معين في حين ان التصادم الكلامي معروفة نتائجه وخير جهد هو ذلك الذي يساهم في ان تصبح قنوات الاتصال بين المتخاصمين  مفتوحة بدلا من بقاء الخلاف او التباين المتشنج سيد الموقف، مشددة على ان الرئيس عون يتابع مجريات الاتصالات وهمه تشكيل الحكومة سريعا مع ايلائه الملف الاقتصادي ومكافحة الفساد الاولوية والترجمة لهما  تبقى من خلال هذه الحكومة خصوصا ان هناك كلاما عن انفراط الاقتصاد او انهياره.