ماذا تخفي بكركي خلف المطالبة بمؤتمر دولي لحل الملف اللبناني؟
سؤال تطرحه مرجعيات أساسية في البلد تحت عنوان: ألا يكفي التدويل الحاصل في الملف الرئاسي والحصار الاقتصادي حتى نطالب بتدويل أكبر يحمل في طيّاته مطلبا يؤدي من حيث يدري أو لا يدري البعض الى تقسيم لبنان وحل الدولة... ومن قبيل تسمية الأشياء بأسمائها، يتساءل مصدر في الثنائي الوطني: هل تبحث بكركي عن الفيدرالية عبر مطالبة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مرارا وتكرارا بمؤتمر دولي للبنان، فيما تطرح في المقابل عبر مقرّبين منها انها تريد انتخاب رئيس من الشعب، وهو بالمناسبة طرح غير منطقي ولا يتوافق مع التوزيع الديموغرافي للمسيحيين في لبنان ولا مع طرحها المستتر خلف تدويل الملف اللبناني.
لا ينكر المصدر حق بكركي أو أي فريق لبناني في طرح ما يريد..
ولكن ولضرورة التوضيح نقول، ان الطرح شيء وتطبيقه على أرض الواقع شيء آخر، لذلك لا بد أن تكون البنود المطروحة على جدول أي مؤتمر دولي تفكر به بكركي تتماشى مع طبيعة التركيبة اللبنانية والنظام القائم.
وفي سياق توصيف دعوة البطريرك الراعي الى مؤتمر دولي لحل الأزمة اللبنانية، اعتبر المصدر ان هذه الدعوة ليست جديدة ومثل سابقاتها «ما بتوصل لمحل وما بتوصل لحل»..
وقد تكون بكركي طرحتها فقط لإعلاء الصوت وفتح كوة في جدار الأزمة الرئاسية.
قد يكون وصل لمسامع البطريرك الراعي انه «بعد بكير» لحل الأزمة في لبنان، مثله مثل معظم القوى الأساسية في البلد، في ظل استعصاء أي حل داخلي وعدم الإعلان عن مبادرات جديدة بانتظار انتهاء المشاورات التي يجريها المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، وفي المعلومات التي نقلها المصدر، فاننا بانتظار لقاء سداسي أي لقاء الخمسة (فرنسا - أميركا - السعودية - قطر - مصر) زائد إيران لنبني عليه داخليا، وفي هذا كلام لبناني علني لأول مرة عن انضمام إيران الى اللقاء الخماسي قبل الإعلان الرسمي عن ذلك.
وفي التفاصيل أيضا، كشف المصدر عن حراك خارجي مكثّف، وان البحث يتناول مقاربة فرنسية جديدة لحل الأزمة في لبنان، وان التسوية ستكون شاملة سياسيا وماليا واقتصاديا وستتناول أيضا تعديل الدستور اللبناني بشكل جزئي، وأحد التعديلات «المهل المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة».