بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 نيسان 2024 12:14ص من حصار التظاهرات إلى ضغوطات العالم .. نتنياهو بين التراجع والإنتحار.. والهدنة آتية

حجم الخط
تشتد الضغوط على دولة «الإحتلال» التي لم تعد الأوصاف «النتئة» التي تطلق عليها، ويمكن أن تطلق عليها، تحض الفلسطينيين أو العرب، ومنهم اللبنانيين لإرغامهم على ا لقبول بـ«هدنة طويلة» مفتوحة على استقرار دائم، يفتح معه «حلّ الدولتين» على مصراعيه وفي محاولة يراها الغرب الإستعماري، من الولايات المتحدة الشمالية الى بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي، ضرورة من أجل توفير استقرار دائم لتواجده العسكري والمالي والإقتصادي والدبلوماسي والسياسي خارج حدوده، أي في البلدان المستعمرة سابقاً أو التي كانت تحت نظام الإنتداب، والوصايات الاستعمارية لسنوات..
مع تعاظم الثورات في حقول التكنولوجيا والاتصالات والعلوم على اختلافها، مع بلوغ الآلة، والريبوتات، مرحلة  الذكاء الصناعي، الذي يتجاوز ذكاء العقول البشرية، حتى الخارطة، باتت «دول المركز» الأكثر تقدماً وهيمنة، محتاجة إلى أنظمة آمنة، لم تعد تقتصر على القوة العسكرية، بالمفاهيم التقليدية والتدميرية الكلاسيكية، ما دامت مجموعات مسلحة، على أي أرض جغرافية قادرة على إلحاق التلف والضرر والخسائر «بالإقتصاد الاستعماري» وحركة السفن والبضائع، فضلاً عن الهجمات السيبرانية، التي تهدّد مجمل النظام المالي والأمني والعسكري، بما فيها «أنظمة المعركة» في العالم الغربي الاول، امتداداً إلى العوالم الأخرى المترابطة من الروسي إلى الصيني، فالنمور الآسيوية وبلدان «جغرافيا التخلف» في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط، خصوصاً في دول غرب آسيا (بالمفهوم الإيراني).
ففي الوقت، الذي تسجّل فيه اسرائيل، ما يمكن وصفه بالتفوق «الإستخباراتي والجوي» لا سيما بعد عمليات الاغتيال الصاعقة، لرموز ذات وزن في ما يسمى بـ «محور الممانعة» أو المقاومة، أو «المحور الإيراني» (برأي خصوم المحور)، سواء في عملية اغتيال القيادي البارز في حركة «حماس» الشيخ صالح العاروري، أو اغتيال الجنرال الايراني في الحرس الثوري  محمد رضا زاهدي، والثلة العسكرية التي كانت معه في دمشق، وسط معلومات عن اختراق أمني اسرائيلي لأجهزة تعمل في سوريا، ويتردد ان طهران طلبت من حكومة البلد معالجة الوضع، ظهر العجز الاسرائيلي واضحاً في جبهة الحرب، سواء في غزة، أو جهات المساندة الأخرى.
والعجز هذا لا يخفى على جنرالات الحرب الدائرة رحاها في القطاع، بكل مناطقه، من الشمال إلى الجنوب، فالوسط، ومما يفسّر هذا العجز الذهاب إلى منهجية التدمير، عبر المجازر اليومية، وقصف الأبنية ومؤسسات الاستشفاء والخدمات الاسعافية والغذائية، فضلاً عن المساعدات الأهمية، ومراكزها من الأونروا إلى مركز الأمم المتحدة الإنمائية، وصولاً إلى «المطبخ العالمي» الذي بلغ السيف الزبى بقصفه، ومقتل 7 من عمال الاغاثة فيه..
أدت عملية القصف الاسرائيلي للمركز العالمي، والذي لم تتمكن اسرائيل، على المستوى العسكري والرسمي سوى بالاعتراف بالمسؤولية عنها، الى ارتفاع أصوات الإعتراض على السياسة العدوانية التدميرية لجيش الكيان الاسرائيلي..
ولم يكن بإمكان جو بايدن، الحليف الرئيسي مع إدارته «للكيان المحتل» سوى رفع الصوت بوجه بنيامين نتنياهو (رئيس الحكومة الاسرائيلية والكابينت في الوقت نفسه)، وهو في خضم معركة تجديد أو عدم تجديد ولايته لأربع سنوات إضافية في البيت الأبيض، بمواجهة خصمه الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب.
تتحدث المعلومات عن تراجع شعبية بايدن، والى حجم الحنق العربي والاسلامي ضده، على خلفية دعمه لاسرائيل في حربها التي تدخل اليوم شهرها السابع، وسط تحوَّل القطاع الى نكبة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ المعاصر.
من إخفاقات الحرب إلى تخطي الجرائم الإسرائيلية ما هو معقول في الأعراف والقوانين الدولية الإنسانية، إلى الفضائح التي تواجه زعماء الغرب من الولايات المتحدة الى دول الاتحاد الأوروبي، والتظاهرات العارمة حول العالم لمنع الإحتلال من التمادي في العدوان غير المسبوق في تاريخ الحروب والمجازر الكبرى..
ومما لا شك فيه أن التظاهرات الحاشدة والتي بلغت حدّ العنف بين المتظاهرين والشرطة، لعبت دورها في الذهاب بعيداً في وضع «معسكر استمرار الحرب» أمام المأزق، ودفعه إلى تقديم تنازلات في المفاوضات التي استؤنفت أمس في القاهرة، لإبرام صفقة تبادل للأسرى والمحتجزين، منعاً من موت آخرين، على طريق العناد والعنت الاسرائيليين..
ومن العوامل الضاغطة على فريق نتنياهو ارتفاع غيوم في الأفق، ستهطل رداً من محور الإيراني على قصف قنصليته في دمشق، ومقتل الزاهدي ورفاقه..
لذا، يسود اعتقاد متنامٍ أن فرصة الهدنة آخذة بالتزايد، إذ لا مفرّ من إيجاد مخارج لكل المآزق، التي يقع فيها الإحتلال، إلَّا عبر اتفاقية، تسمح بوقف النار، وتبريد الجهات، سواء العسكرية أو الإسرائيلية أو الدولية، وإيجاد  طريق لنتنياهو للنزول عن شجرة الغطرسة  والإصرار على الانتحار ونحر العالم من حوله..
أمَّا في لبنان، فالمشهد لا يحتاج إلى شرح طويل أو قصير.. جبهة الجنوب جزء من جبهات حرب المساندة أو المواجهة للمحور ككل، بعد طوفان الأقصى.. وحزب الله، كما يبدو ومن خطاب أمينه العام الأخير، مستعد للهدنة ولاستمرار الحرب، بمعزل عن صراخ في الداخل أو الخارج..