بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 تشرين الثاني 2019 12:09م "ميشال إده": رحمةٌ ثلاثيةٌ على روحك!

حجم الخط
ربما نحتاج الى دقيقة صمت وصلاة على روحه. وربما عند عزفنا نشيدَ الموت على رحيله، يطلُّ من عليائه قائلًا: "اعزفوا نشيد الحياة والرجاء". الهامة التي ستَطبع في كتب التاريخ اللبناني، المجدَ السياسي والثقافي والايمانيّ هوَت من الارض، صانعةً مجدًا ابديًا. كتلةٌ وموزاييك في رجل. الرقي، الشهامة، والوطنية هم خبزه اليومي الذي اقتات منه الى ساعة مماته. نم قرير العين في تربة لبنان الحانية التي احببتها واحبّتك. وداعًا أيها الفخامة "ميشال إده".

كبيرٌ أنتَ، في الوطنية والثقافة والشهامة. كبيرٌ في السياسة الراقية والعلم القانوني والمبادرات الاجتماعية والانسانية. أبٌ روحي، ومؤسس للمؤسسة المارونية للانتشار. طُبِعتَ بالذكاء والكرم والروح اللبنانية المارونية الأصيلة.
قدوةٌ أنت في البذل من دون حساب، في محبة الفقراء، الذين اعتبرتهم إخوة يسوع الصغار.
اعتبرتَ انّ مميزات لبنان الحقيقية هي الثقافة التي أعطت وطن الأرز كرامته لذلك دعمتها.
شهيّتُه مثلثة: رئاسة الجمهورية ( ترشّح ثماني مرّات)، الثقافة والطعام.
أجيالٌ ثلاثة عاصرها وكان لاعبًا اساسًا فيها: الحقبة الشهابية، حِقبة الحرب اللبنانية، وحِقبة ما بعد الطائف.
حارب ثلاثة سرطانات،وكان يتحدث عنها باستخفاف وكأنها شيءٌ من التسلية.
تستحق ثلاثُ رحمات على روحك واكثر.

عاشقٌ للفن والتاريخ، معادي للصهيونية التي اطلع على معالمها وخباياها. مساهم كبير في "مطاعم المحبة" والمنح الطالبية وترميم الكنائس، داعمٌ للفن التشكيلي، وحافظ على الجريدة الفرنكوفونية الوحيدة في لبنان التي يملك الحصة الوازنة فيها "لوريان لو جور". نظيف الكفّ في السياسة والوزارة، ارستقراطيّ اجاد الوظائف والادوار والمناصب الكثيرة. شغفه وظُرفه وطيب روحه طبعوا شخصيته.
اسمحوا لنا ان نودّعَه بنفحةٍ عذبة من بخور أقواله:" بيروت هي قلب لبنان، وعندما ينبض القلب يعيش لبنان، بعد ذلك، يأتي الجبل الذي يشكل ايضاً قلب لبنان."الإلغاء مستحيل واذا حدث ذلك فهو إلغاءٌ للبنان. "لكل فريق الحق في المحافظة على هويته وعلى تراثه لكننا نبقى جميعاً ابناء العيش المشترك."حيوية الشعب اللبناني لا يتمتع بها أي شعب في العالم".
ونستعرض هذا القول ايضًا، لكي يكونَ عبرةً من رجل الفكر والثقافة فخامة الكبير ميشال إده:
"أتمنى ان يفهم اللبنانيون ان الاستمرار في صراعات عقيمة غير مجد في وقت يحتاج فيه لبنان الى كل ابنائه".