بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 كانون الأول 2021 08:19ص ناشطو الجنوب لغوتيريس: عن أيّ حَراك تتحدث؟

الخارجون من «نحو الوطن» لمنصة بديلة

حجم الخط
 كان لافتاً ما رافق الجولة الجنوبية للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس التي شكلت المحطة الاخيرة من زيارة المسؤول الدولي الى لبنان قبل عودته الى بيروت والسفر منها، لناحية ما شاب موضوع لقائه جمعيات من المجتمع المدني وسط سؤال حول ما إذا كانت تلك الجمعيات هي من مجموعات الحراك المدني أو من المجموعات الدائرة في فلك السلطة؟. 

وقد كانت مدينة صور ومحيطها في منطقة الناقورة حيث التقى القوات الدولية في اطار «اليونيفيل»، هي المحطة الجنوبية للزائر الأممي، وكان لقاء في استراحتها مع تلك المجموعات.

 قبيل الزيارة توجهت الدعوة الى بعض الجمعيات التي اتضح انها جمعيات إنسانية وليس مجموعات مدنية مسيّسة، ما أثار أسئلة عديدة عن سبب اقتصارها على تلك الجمعيات التي تموَّل من الأمم المتحدة، واذا كان الأمر مقصودا ولا يتخطى ذلك لطبيعة تلك الجمعيات، أم أنه أمر متعمد لإقصاء مجموعات وشخصيات الحراك؟.  

 يطرح الناشط في حراك صور وعضو «لقاء صور للتغيير» الدكتور حاتم حلاوي، أسئلة حول ماهية اللقاء، فإذا كان غوتيريس قد التقى تلك المجموعات للاطلاع على سير عملها فقط فهذا أمر يخصهم، لكن كان يفضَل لقاء المجموعات الأخرى للتعرف على وجهة نظرها والاطلاع على هواجسها.

 الغريب في الأمر ان بعد انتقادات عديدة لهذا الموضوع، وجّه المنظمون في الشؤون المدنية للأمم المتحدة دعوة الى بعض الشخصيات لحضور الاجتماع كما يؤكد الناشط في اللقاء الذي يضم مجموعات عدة في اطار قوى 17 تشرين، عاصم سعد، الذي رفض حضور لقاء وُجهت إليه الدعوة قبل أقل من 24 ساعة من عقده ومن دون معرفة جدول أعماله بينما بُلغ الاخرون قبل نحو عشرة ايام، «وكأنهم يريدوننا «ديكوراً» فيه بعد ان حضّروا له في عين التينة وكان واضحا انها جمعيات مقربة من حركة «أمل» و«حزب الله»».

 لذا لم يكن معروفا من كان سيضم الاجتماع الذي حصل وضم مثلا «الصليب الأحمر» ومركز «مصان» «ومؤسسات الصدر» قبل ان يتراجع المنظمون شيئا فشيئا عن تسمية المجتمع المدني ليعتبروا انه عبارة عن اجتماع مع مؤسسات إنسانية في المنطقة. 

 ودفع هذا الأمر ببعض المتطرفين ضد ثنائي حركة «امل» و«حزب الله» في «نبض الجنوب» الى التجمع ورفض اجتماع غوتيريش مع «جزء من السلطة»، مع رفع شعارات عالية النبرة مطالبين الأمم المتحدة بالإشراف المباشر على الإنتخابات النيابية المقبلة، في منطقة الـ١٧٠١ وحماية المرشحين والمندوبين والناخبين، إضافة الى مطلبهم بإستعادة سلطة الدولة في منطقة عمل القوات الدولية التي لا تقوم بعملها في منطقة الـ ١٧٠١.

عقوبات على السياسيين

 يؤكد سعد «اننا اكثر منطقة فيها اضطهاد ولون سياسي واحد ولو حضرنا الاجتماع مع غوتيريش كنا طرحنا موضوعنا الأساسي كمعارضة ولاءاتنا وخياراتنا حول الدولة والمؤسسات والقوى الامنية، علماً اننا نتمسك بالمقاومة طالما الاحتلال ما زال قائما، لكننا منفتحون على نقاش الموضوع ولنا رأينا في قضايا مثل ترسيم الحدود ورهن ثروتنا، لكنهم لا يريدون ان يعطونا فرصة لإثارة تلك المواضيع».

 ويذهب حلاوي الى التأكيد ان الدعوة الى فرض عقوبات على كل الفاسدين في المنظومة التي نهبت الأموال، كانت ستُثار في اللقاء لو حضر الحراك المدني. لكنه يشير في المقابل الى ان هذا أمر مستحيل فالمنظومة مغطاة دوليا وغوتيريش لا يحمل أقله همّ المعارضة، «لكننا كنا سنثير على أقل تقدير موضوع الرقابة الدولية على الانتخابات في ظل عدم تكافوء الفرص فيها وسط انعدام الثقة مع من يمسك بالسلطة وبالحكومة وبذلك بالعملية الانتخابية». ويشير هنا الى ان رقابة دولية حصلت بالفعل خلال الانتخابات النيابية في العراق لكنها كانت قاصرة لوجستياً عن مواكبة الحدث. 

 وفي موضوع الانتخابات، يستعد حراكيو المدينة للاستحقاق عبر تحضير الماكينة الانتخابية وفريق العمل وتدريب كوادر ومندوبين على القانون بما يتخطى به هؤلاء اخطاء شابت عملهم في الانتخابات الماضية في العام 2018.

 ويُحضر المعارضون للثنائي لتشكيل جبهة موحدة على صعيد الدوائر الثلاث في الجنوب، والقوى تتوزع على «الحزب الشيوعي» و«التنظيم الشعبي الناصري» والمستقلين وكل من يطرح نفسه بديلا عن السلطة.

 وهنا ثمة عمل على صياغة ورقة واحدة على اساس معايير موحدة، لكن ثمة مشكلة تتمثل في هوية المنصة الانتخابية التي ستدعم المعركة.

 وقد استقر الأمر على منصة «كلنا إرادة» و«نحو الوطن» ودخلت «بيروت مدينتي» على الخط، بينما يعمل من خرج من «نحو الوطن» على تشكيل منصة جديدة بإسم مختلف كون القانون يمنع استخدام الإسم نفسه لـ«نحو الوطن».

 وعلى صعيد الخلاف على هوية التحالفات بين رافض بالكامل لكل من شارك في منظومة الحكم مثل حزب «الكتائب»، وموافق على ذلك، سيكون من الصعب تشكيل لائحة واحدة في كل لبنان. ولذلك قد يستقر الأمر على اكثر من لائحة، وقد تلجأ «كلنا إرادة» التي تقول جهارا إنها لن تصرف المال بغزارة، الى التقريب بين المختلفين أو رعاية اللائحة الاقوى أو عدم التدخل في حال كان الانقسام كبيرا.

 لكن للجنوب خصوصيته حيث تحتفظ غالبية الحراكيين بموقف موحد وتتحالف في ما بينها، وهي في الأصل تخوض معركة صعبة جدا على رغم تغيّر نسبي في المزاج الشعبي منذ 17 تشرين الأول 2019 حتى اليوم.