بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 نيسان 2022 12:00ص نتّكِلُ على الله أو نتواكل؟!

حجم الخط
مُشكلة كَثرةٍ من المُسلمين أنهم «يتواكلون» على الله، أي يدّعون أنهم متوكلين على الله دون الأخذ بالأسباب (مثال أن تطلُب النجاح دون أن تدرس، وأن تطلُب الرزق دون أن تعمل، وأن تطلُب النصر دون الإعداد والتجهيز)، بينما المطلوب من المسلمين أن «يتّكلوا» على الله ويفوّضوا الأمر اليه ويعتمدوا عليه ويثقوا به، مع الأخذ بكامل الأسباب الشرعيّة التي أمرنا الله بها والخطوات العمليّة التي تلزِم للحصول على ذلك، كمثل قوله تعالى (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ...)، حينها يستجيبُ ربّ العالمين ويقضي أمره.

وهنا أذكّركم بقوله تعالى {وَقُلِ عْمَلُواْ فَسَيَرَى (للَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) حيث يسبقُ العملُ المُتقنُ النتائج، وبحديث النبي إلى الأعرابي «إعقلها وتوكّل» أي أنه دعاه لأن يأخذ بالأسباب أولاً، ثم يتوكل على الله، يدعوه وينتظر معونته سبحانه.

وهناك شرط آخر وهو صدق العقيدة في قوله تعالى: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)، وصدق العقيدة يعني صدق العلاقة مع الله ومع رسوله ومع المؤمنين.

ما يحصل الآن هو التواكل وليس التوكّل، وهو على نمط (فاذهب أنت وربُّك فقاتلا...)، ذلك لأننا في كل أمر صغير أو كبير نكتفي بالمُسارعة إلى القول «الله ينتقم منهم، والله يسلِّط عليهم، والله على الظالم، والله ما بيترك حقّ يضيع، والله ...»! 

هناك سوء فهمٍ خطير لوعد الله في كتابه المُحكم ... إنه وعدٌ مشروطٌ وليس وعداً مُطلقاً... استيقظوا أيها المسلمون واتّكلوا على الله ولا تتواكلوا عليه!

أخيراً... إن الله ينصُر المؤمنين حقاً، وليس مُسلمي الولادة والهويّة!