بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 تشرين الثاني 2022 08:05ص هل يلجأ «حزب الله» إلى «الخطة باء» إذا سقط خيار فرنجية بدعم قائد الجيش؟

حجم الخط
لم يقترب الحراك الخارجي الدائر بشأن ملف الانتخابات الرئاسية من تحقيق أهدافه في وقت قريب، بالرغم من الدعوات العربية والفرنسية، لضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان في أسرع وقت، باعتبار أن أوضاع لبنان لا تسمح باستمرار الشغور الرئاسي الذي قد يمتد شهوراً عديدة، طالما أنه لم يتم التوافق بعد على رئيس جديد للجمهورية. وإزاء تمسّك الموالاة والمعارضة بمرشحيهما، فإن شد الحبال سيبقى مستمراً، وتالياً لن تقود جلسات مجلس النواب لانتخاب الرئيس العتيد إلى أي نتيجة، وستبقى الأمور تراوح، مع تشدد «حزب الله» المتصاعد في هذا الخصوص، لناحية إصراره على رئيس يطمئنه على سلاحه.
وعلى رغم تبنّي الحزب وبقوة لخيار رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، وإن لم يعلن ذلك صراحة، فقد بدا لافتاً في هذا الإطار، ما كشفه رئيس «حزب التوحيد العربي» وئام وهاب عن لقاء غير أمني جمع قائد الجيش العماد جوزف عون برئيس وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا، في توقيت بالغ الدلالات يأتي تزامناً مع فرز مواقف المكونات السياسية حيال الاستحقاق الرئاسي، وما يُحكى عن تصاعد فرص العماد عون للوصول إلى قصر بعبدا، كرئيس توافقي، في ظل صعوبة انتخاب أي من فرنجية، أو رئيس «التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أو مرشح المعارضة النائب ميشال معوض. ولا سيما أن «حزب الله» الذي قرّر خوض معركة رئيس «المردة»، وكما نقل مقرّبون منه، أنه لا يمانع في دعم قائد الجيش رئيساً توافقياً، إذا ما وجد أن هناك صعوبات تعترض انتخاب فرنجية.
وتشير مصادر نيابية، إلى أنه طالما من المتعذر انتخاب رئيس طرف في لبنان، ما يعني إستحالة وصول، فرنجية أو باسيل أو معوض إلى قصر بعبدا، فإن الخيار يميل إلى تبنّي بشخصية توافقية تحظى بقبول سائر الفرقاء. وهذا ما ينطبق على قائد الجيش. وأشارت إلى أن الدعم العربي والدولي للمؤسسة العسكرية والثقة الخارجية التي يحظى بها قائدها، عوامل قوية ومؤثرة للتوافق على العماد عون رئيساً للجمهورية.
وترى المصادر، أن «قائد الجيش يعتبر الأقوى من بين سائر المرشحين، لأن لا فيتو خارجياً عليه، وهذا نقطة تسجل لصالحه، ومن شأنها أن تعطيه دفعاً قوياً للوصول إلى قصر بعبدا، خلافاً لبقية المرشحين. ولذلك فإن الترجيحات تصب في مصلحة الرجل، إذا طال أمد الشغور وعلى نحو لم يعد ممكناً الاتفاق على رئيس مدني. وهذا بالتأكيد سيعزز من فرص انتخاب قائد الجيش الذي يحوز على ثقة عربية ودولية، لا تتوافر بأحد غيره، في ظل تحميل الخارج الطبقة السياسية مسؤولية وصول البلد إلى ما وصل إليه على مختلف الأصعدة، حيث فَقدَ مقومات صموده وبات اللبنانيون في وضع لا يحسدهم عليه أحد.
وتشير المصادر النيابية، إلى أن الخليجيين والفرنسيين، إضافة إلى الأميركيين، يميلون إلى تبنّي خيار قائد الجيش أكثر من غيره، بعد فشل الطبقة السياسية في التوافق على رئيس، بفعل الفيتوات المتبادلة على المرشحين المدنيين لهذا المنصب، ما يجعل خيار العماد عون، مرجّحاً أكثر من سواه، بانتظار بلورة الصورة المتصلة بالاستحقاق في الفترة المقبلة. وتحديداً ما يتصل بالاتصالات اللبنانية مع الفرقاء المعنيين على الصعيد الخارجي، لتهيئة المناخات الملائمة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.