28 تشرين الأول 2023 12:00ص الأرض بتتكلم عربي

حجم الخط
محمد زهير دندن

سيكتب التاريخ يوماً قصة ابن فلسطين.. ابن الأرض الذي جُبِلَ دمُه بتراب الأرض.
هو الذي لملم أشلاء أبنائه وبناته من بين أشجار البرتقال والزيتون. هو الذي عاش القهر والظلم. شاهد يومي على عنصرية وعنجهية وازدواجية معايير ذلك العالم الذي يدّعي العدالة وحقوق الإنسان. ابن فلسطين الذي شرب الدم وابتلع الموت حتى أصبح هو والموت واحد. لم يترك المكان ولم يهجر الأرض، فالمكان مكانه والأرض أرضه.
بالمقابل سيأتي التاريخ سريعاً على قصة ذاك المرتزقة، ذلك المستوطن الذي جُلِبَ الى فلسطين، مغتصباً للأرض، سارقاً للمكان والزمان. سيكتب التاريخ عن ذلك الوجه الأسود، الذي أتى زاحفاً لاهثاً وراء حفنة من المال، مهرولاً وراء ملك ليس ملكه، محاولاً بكذبه، وأسياده وأموالهم الوسخة وحقده الأعمى تغيير التاريخ ومحو الجغرافيا.
سيمرّ التاريخ سريعاً على قصة ذلك الدخيل، قاطع الطريق.. ذاك الجبان، ضعيف الانتماء والإيمان، ذلك الذي لاذ بالفرار عند أول طلقة نار.
سيكتب التاريخ يوماً قصة فلسطين، عندما تعود الأرض لابن الأرض.. يومها سيعود ذلك الجَلَب المرتزق الى الحفرة التي خرج منها ليعيش في مخيمات إيواء بعيداً عن رائحة تراب أرض فلسطين.. أرض فلسطين... تلك الأرض يلي بتتكلم عربي... عربي بلهجة فلسطينية.
عربي بلهجة القدس... عربي بلهجه بيت حانون ونابلس وأريحا ودير البلح ورام الله وخان يونس ورفح وجنين!!
تلك الأرض يلي طول عمرها بتتكلم عربي ورح ترجع تتكلم عربي.