في ذكرى رحيل «عميد المغتربين» في غانا عبد الرحمن عقاد نستذكر الرجل المميّز الذي بسلوكه اللائق وجهوده المتفانية وعنفوانه المتألّق، نقل الى غانا وجه لبنان الحضاري المشرق، فكرّس احترام غانا التي فتحت له معترك البناء واقتحام الصعوبات، فكان لها ابناً مخلصاً وإتخذها وطنه الثاني، وتجاوب بطموحاته مع أهلها بروح الشهامة والوفاء وعمل على تأمين الخدمات وازدهار الاقتصاد ودعم المجتمع بكل ثقة وإخلاص وتفانٍ وقِيَم صادقة.
كان همزة وصل بين لبنان واللبنانيين في غانا واستقبل على مدى سبعة عقود شخصيات سياسية واجتماعية عملت على دعم الجالية اللبنانية وتمكين العلاقات اللبنانبة - الغانية. بصماته الوطنية كثيرة. خدم مدينته طرابلس ووطنه الثاني غانا والجالية اللبنانية في غانا اجتماعياً واقتصادياً. تمتع بمصداقية واحترام لدى أبناء الجالية اللبنانية في غانا وساهما معاً ببناء السفارة اللبنانية فيها.
مؤسس النادي اللبناني ونادي الأرز في غانا اللذان ساهما بجمع اللبنانيين تحت سقف واحد وقاما بتقديم منح دراسية ومساعدات مالية على مدى السنين للشباب الغاني واللبناني على حد سواء.
أنشأ أكبر مصنع في غرب أفريقيا لتجميع سيارات نيسان؛ كما أنشأ معامل متقدمة لصناعة البلاستيك، لمبات كهرباء، والبطاريات ومثل شركات عالمية منها نيسان، بورشه وفولكسفاغن.
قلّده الرئيس ميشال سليمان عام ٢٠٠٩ وسام المغترب الجمهوري تكريما لعطاءاته ولما قام به عبر السنوات بتوطيد العلاقات بين لبنان وغانا وبالعلاقات بين السلطات الغانية وأبناء الجالية اللبنانية الذين لم يبخلوا في العطاء لهذه الدولة الصديقة التي استضافت اللبنانيين منذ القدم، فكان لهم اليد الطولي في تنمية اقتصاد غانا وتفعيله.
حاصل على ميدالية الشرف والإستحقاق المذهّبة وعلى براءة الشرف والاستحقاق العالمي من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم تقديراً لخدماته الوطنية وإنجازاته الاجتماعية والثقافية وعلى مواقفه المميزة في دعم نشاطات الإنتشار اللبناني في العالم.
بذكرى رحيلك نرجو من الرحمن غزّ وجلّ أن تكون جنان الخلد مثواك مع الطيبين الطاهرين.
هشام جارودي