إستطاع رئيس منتدى بيروت الثقافي المهندس أحمد مختار خالد أن يجمع في العشاء الذي أقامه في دارته في عاليه، تكريماً لصاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وجوهاً بيروتية معروفة بإهتمامها بالشأن العام، وشكّل هذا اللقاء فرصة للتداول في الأخطار التي تحيق بحياة البيارتة وحياة أبنائهم، وجّه على أثره نائب بيروت السابق الأستاذ محمد الأمين عيتاني لسماحة المفتي كلمة هادفة جاء فيها:
من المعروف أن بين سماحتكم وبين كلمات الثناء والإطراء عداوة مستحكمة جعلت مهمتي صعبة، في نقل كلمات الأهل والأصدقاء التي تعبّر عن شكرهم وتقديرهم للدور الكبير الذي بذلتموه لدرء أخطار فتن كاد الشيطان لها، فدفع الله شرّها ويسّرتم خيرها. وأجمع الجمع ان كان لكل بلد حكيم، فسماحتكم حكيم هذا البلد، وستبقى دار الفتوى برعايتكم المرجعية الأولى الدينية والوطنية لهذا الشعب المعذّب.
وإذا سجلت دار الفتوى بقيادتكم هذا النجاح البارز فإن بقية القوى التي كان من المفروض أن تحافظ عليه قد بدأ نجمها بالأفول، وبدأت تغيب عن المسرح السياسي والأمني للبنان فقد أسهمت خطوات الحكومة الحالية المتثاقلة، والمتمسّكة بالفرص الضائعة، والتخلّف عن الإنعقاد، وأخذ القرارات الضرورية في تقليص دورها فإذا بالكآبة تحلّ محل النجابة، وإذا برئاسة الوزراء تخسر بعضاً من بريقها كمرجعية على الساحة اللبنانية.
بالتالي لم يستطع نواب بيروت أن يشكّلوا فريقاً متجانساً يقدّم إقتراح قوانين تعود بالنفع على أهلنا ومناطقنا وبلدنا. وإذا بقي الحال على ما هو عليه، فإن دورهم سيتقلّص ويصبح دوراً رمزياً.
وتبقى المقاصد المرجعية الثابتة التي يجب أن يحافظ عليها بمآقي العيون. ونقول بصدق ان المشاريع التي عرضها رئيس المقاصد والتي لم يُحالفه الحظ بتسويقها وشرح الغاية من استحداثها، والتي كانت مصدر أخذ ورد بين كل المهتمين، كان من المفروض أن تُدرس بهدوء ورويّة، وكان بالإمكان تعديل بعض بنودها بالإتفاق مع واضعها لتعكس بوضوح الهوية الإسلامية لمجتمعنا، فأغلبها مشاريع واقعية تمنح المقاصد أفضلية وأملاً جديداً في نهضتها وارتقائها.
وبعد، ففي اعتقادنا الراسخ ان بيروت هي لعائلاتها، التي لن تتركها أو تتخلّى عنها وأن اتحادها سيبقى عمله راسخاً في تعميق مفهوم العمل الجماعي المبني على مخطط علمي ديمقراطي يتبنّاه أهل بيروت ويدافعون عنه.
محمد الأمين عيتاني
نائب سابق