بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 أيلول 2023 12:00ص تستحق البقاء في موقعك والأهم هو الإصلاح

حجم الخط
عندما تكون يا صاحب السماحة متميّزاً بين أقرانك فإنّك تستحق أن تستمرّ في موقعك، وهذا يجعلنا نهنّئ ونبارك وندعو لك بأن يوفّقك المولى عزّ وجلّ لما يحب ويرضى للنهوض بمؤسساتنا الإسلامية وعلى رأسها الأوقاف الإسلامية سعياً لإنماء مواردها المالية عن طريق تطويرها وتحديث أجهزتها الإدارية لرفع مستوى أدائها، تحقيقاً للغاية من وجودها وهي رسالة المسجد التي لا مجال لإدراك عظيم أثرها على المسلمين وعلى المجتمع والناس إلّا بالعلماء الأكفّاء والمؤهّلين والقادرين على مواجهة تحدّيات هذا الزمن الذي استفحل فيه الفساد وتنوّعت فيه الرذيلة والموبقات والحضّ على الفجور والمثلية والشذوذ، مسؤولياتكم يا صاحب السماحة الوطنية والاجتماعية تستمدّ قوّتها وفعاليتها من قوّة وفعالية المؤسسات التي ترأسها وتخضع لرعايتك، ناهيك عن الدور المؤمّل أن تلعبه في جمع الكلمة ورصّ الصّف والعمل على إزالة هذا التشرذم الطائفي القاتل.
لقد بلغ السيل الزبى في الذهول وعدم الالتزام بـ {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تنازعوا...}، وإنّ أهمّ عدّة يقتضي الاعتماد عليها للإصلاح هي المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الذي يلتئم مرّة واحدة في الشهر للنظر بأمور عديدة والمطلوب واحد هو تنمية الأوقاف الإسلامية.
إن التمديد لسماحتكم، لا ينبغي أن ينسحب تمديداً لحالة ما قبل التمديد ففي ذلك رتابة لن تفضي إلّا لذات النتائج، والأكثر إلحاحاً في هذا المقام إنّما يكمن في إبعاد المنافقين الذين يزيّنون سوء الأعمال، وإسقاط هؤلاء لا يتم إلّا باللجوء إلى كلمة عمر رضي الله عنه: (قولوها، أي كلمة لا، لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها). وفي هذا السياق نقول يا للهول ويا للعار ويا للاستغراب ويا للخطب الجلل، عندما نقرأ لقاضٍ شرعي أديب وأريب ونحرير يستخدم لغتنا الجميلة لغة القرآن الكريم في التهنئة والتبريك فيسقط في فخ النفاق المرذول والأثيم حيث يقول هذا الشيخ، الشيخ عبد الرحمن الحلو في معرض الثناء على سماحتكم والتبجيل (ها قد أتاكم إمامة الدين ومنزلة التوقيع عن ربّ العالمين) ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم، وهل يجهل هذا (العالِم) قول رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه: «إنّ العبد ليتكلّم بالكلمة ينزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب» (صحيح مسلم).

المدير العام للأوقاف الإسلامية سابقاً