بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 أيار 2024 12:00ص حديقة الشهيد المفتي الشيخ حسن خالد يجب أن تُنجز سريعاً والكل تحت المساءلة والمحاسبة

حجم الخط
تبقى بيروت في صميم توجهاتنا لنحافظ على ميزاتها وتسمياتها التي اكتسبتها من فكر وثقافة وعمل ونشاط أجدادنا على مرِّ السنين، ولا نرى من ضرورة لتعداد هذه الميزات والتسميات وهي معروفة لدى القاصي والداني في لبنان والعالم.
أوجاعنا كثيرة لا بد أن نشير الى نتائجها لنعالجها مهما كلفنا ذلك من تضحيات لان بيروت تستحق.
في كل مرة يزورني صديق عربي أم أجنبي يبادرني بالكلام عن ما يشاهده من إهمال لبيروت ومنها قوله: «الى الآن لم ينتهِ بعد تأهيل وترميم حديقة الشهيد المفتي الشيخ حسن خالد» ويسأل هل لسوء الإدارة البلدية التي أخذت القرار بحينه لتوفير مرآب في المنطقة بحجة أنها بحاجة له علماً لم يكن ذلك صحيحاً!!!
هل لعدم توفر المال اللازم أو لأسباب أخرى؟؟؟
جوابنا للصديق انه يمكن بسبب المال حيث من غير المستغرب أن يحصل ذلك بعد الأحداث الأليمة التي نشأت في لبنان بعد عام 1975، وقد يكون بسبب تعقيدات إدارية بين مجلس الإنماء والإعمار وبلدية بيروت ووزارة الثقافة مديرية الآثار (حيث تبين أن آثاراً ظهرت بعد بدء الأشغال)، أو مع المتعهد، فقد توقف المشروع ومضى على ذلك أكثر من خمس سنوات، ومع الأسف لا يوجد جهة تهتم بهذا المشروع وتضع ملفه قيد الإنجاز. تعجب الصديق وقال شيء معيب جداً أن يحصل ذلك ويلحق بالمواطنين والمقيمين ضرراً من اختفاء معظم أشجار الحديقة، ويحوّلها الى مكب للنفايات ويُحرم من الاستفادة منها، فضلاً عن أنها باسم قامة كبيرة من قامات لبنان، وملف المشروع يبدو انه متروك.
من أجل ذلك نقول على بلدية بيروت برئاستها الجديدة التحرّك سريعاً لإنهاء إشكالية الآثار مع مديرية الآثار وللتلزيم مجدداً بعد أن غادر المتعهد المشروع والأمر متروك للنيابة العامة المالية ولا يجوز التأخير في ذلك، وإذا كان من إمكانية إعادة الحال الى ما كانت عليه، يقتضي على الفور القيام بذلك، ورعاية الأشجار الباقية بعد اقتلاع الكثير منها، وتشجير وزراعة الحديقة بأسرع وقت وفتحها للعموم، وتأمين صيانتها بشكل مستمر، علماً أن الحديقة في منطقة عائشة بكار وشارع بشير القصار وكورنيش التلفزيون ليست بحاجة لمرآب، والدليل على ذلك فقد حاول مالكو عقار مجاور للحديقة لا يبعد عنها بضعة أمتار أن يُشغّلوه كمرآب عدة مرات فلم ينجح مشروعهم لعدم الحاجة إليه. وهنا نتساءل مَنْ قام بفكرة إنشاء مرآب؟ ومَنْ قام بالدراسة؟ وهل التلزيم بمحله القانوني؟!! وهذا أمر يرجع للمساءلة والمحاسبة.
لم يسمع جميع المسؤولين في بيروت نواب ووزراء ومجلس بلدي ومجلس الإنماء والإعمار ومديرية الآثار بذلك، وعليهم واجب ومسؤولية وطنية للاهتمام بهذا الملف بكل الجديّة المطلوبة لإنجازه بأقصى سرعة مع الاستغناء عن المرآب الذي من الثابت انه بدون فائدة، وعلى السياسيين أن لا تقتصر مهمتهم على التصريحات وحضور المناسبات والمماحكات اللفظية، حيث تحولت الحديقة الى مكب للنفايات، وعليه فبيروت لا يجوز إهمالها، واللبنانيون عامة أينما كانوا يمكن أن يساهموا في مثل هذه المشاريع الحيوية من تبرعات مادية وعينيّة، وهذا الأمر يستدعي الاتصالات الصحيحة والمباشرة بتعاون الجميع، وحديقة الصنائع (حديقة رينيه معوض) مثال حيّ عن ذلك سنأتي على ذكره لاحقاً.
أقول للمجلس البلدي أن الفرصة متوفرة بوجود سعادة الرئيس القاضي الأستاذ مروان عبود محافظ مدينة بيروت وهو المحب لها ولأبنائها، فلا تضيّعوها.
كفّة الميزان عند البيروتيين تميل لمن يهتم بالبيئة والصحة والنظافة والثقافة والفنون الى جانب الموقف السياسي الوطني الصحيح المقاوم للعدو الصهيوني وللفساد والمصالح الشخصية والتبعية والفقر والجهل والبطالة، وكذلك ضد التقسيم والفدرلة، ومن هو مع لبنان الرسالة، لبنان العربي الأصيل، لبنان الوحدة الوطنية الملتزم بالمواطنة والسلم الأهلي.

* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب