بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 شباط 2024 12:00ص زهرة سعد!

حجم الخط
لعبة كنا نلعبها ونحن صغارا، نقطف زهرة ونرفع عنها البتلات ونحن نتساءل ان كان الشخص المضمور في بالنا يحبنا كثيرا، قليلا أو أبدا؛ فيكون آخر توصيف معطى عن حبّه لنا وفقا لما ذكرناه تراتبيا حتى آخر بتلة نرفعها.
ما ذكّرني بتلك اللعبة هو حديث العائلات اليوم وتساؤلهم إن كان رئيس الوزراء السابق سعد الحريري سيعود الى لبنان والى المعركة واللعبة السياسية.
ومن منطلق هذا التساؤل يعود أو لا يعود، قطفت زهرة وأخذت أنزع عنها البتلات متسائلة مع كل بتلة أرفعها إن كانت عودة الشيخ سوف تؤمّن للمواطنين ما يلي:
عدم استقواء المواطن المحميّ بشخصية سياسية على شريك له في الوطن لكي لا يبقى الحق بيد غير المحق واستحالة إحقاق الحق لأصحاب الحق وإن لجأ الأخير الى مخفر أو قضاء. ولا نتحدث هنا عن حق المواطن في معرفة من وراء جرائم وأحداث خلفها حروب سياسية دولية الأبعاد، إنما خلافات وجرائم وسرقات شخصية فردية بحتة.
إلغاء لجوء المواطنين لشراء المياه والمازوت من «الشركات الحاشيات» الخاصة لتأمين احتياجاتهم بضوء انقطاع شبه متواصل لساعات التقدمة المعطاة مباشرة من مؤسسة كهرباء لبنان أو أقلّه التحدث بشفافية مطلقة عن سبب عجز الدولة عن تأمين ذلك.
منع ناكشي حاويات النفايات الذين يمزّقون أكياس الكمامة طوال النهار في قلب الأحياء السكنية من العاصمة آخذين منها مهنة لفرز النفايات بشكل يدوي فيتعدّون بذلك على نظافة المناطق.
ملاحقة الدراجات النارية التي يقودها عديمو الأخلاق على أرصفة المارة أكان لخدمة التوصيل المنزلي أو لركن الآلية أمام محلاتهم التجارية غير مبالين حتى بتخفيف قيادتهم على الرصيف خشية من إيقاع الأذى بأحد المارة وفيهم كبار في السن وأطفال.
تنظيم الكابلات أو الشريط الكهربائي العائد لموتورات الأحياء والمعلًقة على شجرة أو عامود من هنا ومن هنالك دون أي مراقبة تحمل في طياتها مسؤولية عدم إيذاء المارة.
إلزامية تطبيق أحكام قرارات البلدية ومنها على سبيل المثال إلغاء التعدّيات على أرصفة المارة وتواجد نصف البضاعة خارج المحلات التجارية، إلغاء الأعلام والصور الحزبية والسياسية المرفوعة لأي جهة كانت.
مع كل بتلة كنت أرفعها من تلك الزهرة، كنت أسرد طلبا تغييرا ينعش المواطن اللبناني في حياته اليومية. بقيت أنزع البتلات حتى وصلت الى بتلة لم يعد هنالك شيء يُقال سوى أنه إذا ليس باستطاعة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري إنجاز أقلّه ما سرد أعلاه فعودته لن تضفي شيئا للجزء من اللبنانيين الذين يرغبون أن يترعرع أولادهم وأحفادهم في لبنان بين مواطنين ومقيمين يخشون مخالفة القوانين والأحكام فلا يستقوي أحدهم على الآخر بحماية سياسية لمواجهة كل مخالفة وإشكال فردي.
فقط بعودة الحق لأصحاب الحق تكون لعودة الرئيس السابق إفادة!