23 أيلول 2023 12:01ص ما هكذا أراد صنّاع الإستقلال لوطنهم

حجم الخط
ما نسمع في نشرات الأخبار على التلفاز من لبنان: «يعاني من أزمات عديدة، يمرُّ بظروف صعبة، النزوح السوري عبء على لبنان، لا انتخاب رئيس للجمهورية، لا تنفيذ إصلاحات، لا كهرباء 24/24، لا مياه مستدامة، إنفجار المرفأ وما خلّفه من ضحايا ومآسٍ ودمار، ضياع أموال المودعين، الأموال المنهوبة، المخدرات، السرقات، عمليات القتل، ارتفاع وانخفاض سعر الدولار، ارتفاع أسعار السلع الغذائية والإستهلاكية، غلاء المعيشة، أراضٍ محتلة، أجواء تُنهك من طيران العدو، إنهيار إقتصادي ومالي وإخلاقي، لبنان المنهك، لبنان ليس على الخريطة، بلد ينخره الفساد..» إلخ.. إلخ.. إلخ..
ما هكذا أراد صنّاع الإستقلال لوطنهم، لقد عرف لبنان رجالاً ناضلوا من أجل إستقلال وطنهم وسيادته حتى تعرّض بعضهم للإعتقال والسجن، فقد عمد المفوض الفرنسي جان هللو إلى إلقاء القبض على رئيس الجمهورية السابق بشارة الخوري ورئيس الوزراء وبعض الوزراء وأحد النواب وأرسلهم مخفورين إلى قلعة راشيا أحد عشر يوماً لأنهم طالبوا بتحقيق السيادة الكاملة لوطنهم، وأمام ضغط المظاهرات الشعبية والتأييد العربي والدولى اضطر المفوض السامي إلى إطلاق سراحهم، وعلى صخرة من صخور نهر نُقشت هذه العبارة «في 31 كانون الأول تم جلاء جميع الجيوش الأجنبية عن لبنان في عهد فخامة الشيخ بشارة الخوري رئيس الجمهورية».
يقول الدكتور فيليب حتى في كتابه «تاريخ لبنان»: «لقد عرف لبنان المستقل استقلالاً تاماً ناجزاً عهدين من الحكم، عهد بشارة خليل الخوري الذي تحقق فيه الإستقلال وجلاء القوات الأجنبية وتركيز السياسة اللبنانية الخارجية والداخلية وعهد كميل نمر شمعون».
ولا ننسى اللواء فؤاد شهاب الذي هو بنى الدولة اللبنانية الراقية الحديثة فقد أنشأ جيشاً وطنياً وأنشأ المصرف المركزي وأمّن الذهب وأنشأ ديوان المحاسبة والتفتيش المركزي والضمان الإجتماعي وغيرها من المؤسسات والقوانين الإصلاحية.
إن صنّاع الإستقلال ليتأسّفوا على ما حلّ بوطنهم ويتحسّروا على الإرث السيادي والإستقلالي الذي خلفوه للأجيال اللاحقة فما رعوه حق الرعاية.
يا حكام هذا البلد انقذوا وطنكم قبل أن يأتي يوم نبكي فيه على ضياع هذا الوطن كما قالت والدة آخر حكام العرب في الأندلس لولدها بعد ضياع ملكه قالت له:
أبكِ مثل النساء ملكاً فضاعا
لم تحافظ عليه مثل الرجال 

مصطفى عثمان عبد الله