بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 آذار 2023 12:18ص النساء لسن بحاجة للورود

حجم الخط
مي سربيه شهاب 

النساء في بلادي لسن بحاجة للورود وكيل المديح لهن، والثناء عليهن لتفوقهن في المناسبات السعيدة، بينما تساق لهن ألف حجة وحجة لنسف كل مطلب محق ونيل حق ضائع.
النساء في بلادي لسن بحاجة للوعود العرقوبية في الاجتماعات المغلقة والعلنية وعلى المنابر، بينما تزرع بالألغام طريق مشاريع القوانين التي تحمل لهن حقوقهن، لتغرق في غياهب النسيان، مع كل محطة واستحقاق.
النساء في بلادي لسن بحاجة لكلمات رنانة عن حقوق المرأة وخطابات مطولة عن بطولاتها، مع انها تستحقها، بل هن بحاجة لإقرار قوانين وتعديلات قانونية، وتوعية اجتماعية وثقافية، ليستقيم ميزان العدالة .
خاضت المرأة في لبنان طريق النضال من أجل حقوقها منذ عشرات السنين، ولنا رائدات بارزات في هذا المضمار، واستطاعت المرأة اللبنانية انتزاع الاحترام والتقدير على الصعيد المحلي وحتى العالمي، بعدما حققت انجازات على جميع الأصعدة، ولكن مازالت المرأة اللبنانية تواجه بعزيمة حديدية كل التحديات في هذه الظروف التي يمر بها لبنان، في أزمة غير مسبوقة ضربت كل اسسه وجعلت كل مؤسساته متهالكة.
المرأة في بلادي ممنوع عليها منح جنسيتها لأولادها مما يجعل الأسرة تعيش الصعوبات التي تلامس المأساة في العمل، والدراسة، والخدمات الاجتماعية (إن وجدت بعد الانهيار المالي والنقدي )والرعاية الصحية، وغيرها..وكل ما يطرح مشروع قانون، زاد عددها على الخمسة، تضيع في زواريب ودهاليز حسابات الربح والخسارة في السياسة والطائفية، ومن يتغنى بريادة لبنان في مجال العمل التشريعي، نظرة من حوله حول قانون اعطاء المرأة جنسيتها إلى أسرتها، يجعلنا ندرك كم أصبحنا متخلفين عن ركب تعزيز حقوق المرأة في هذا المضمار، ومن الجنسية إلى الزواج المبكر للأطفال‏، اذ تتزايد هذه الحالات مع غياب التشريع الذي يحدد سن ١٨ للزواج ويحمي الأطفال والقاصرات من الزواج المبكر، وهي السن وحسب القانون اللبناني التي يعتبر معيار تمتع الأفراد بالأهلية القانونية.ومن التزويج إلى قانون حماية النساء وحماية افراد الأسرة الذي يجب العمل على توسيعه ليشمل كل الاولادالقاصرين بالإضافة إلى التعديلات في قانون العمل، ونظام الموظفين وتقديمات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي .
الأمهات في لبنان اليوم، يصرخن ألماً وهنّ يودعن اولادهن الذين تركوا الوطن طلبا للرزق، بعدما أوصدت امامهم ابواب المستقبل، كل ما زرعتها لأمهات بحب وتعب وتضحيات، جاء من يخطف منهن كل محطة أمل، ومرتع ذكريات حلوة، ويجبرهن على تجرع لوعة الفراق.في زمن الانهيارات المتتالية، تكثر المحن وتكثر الضحايا وأولهم المرأة التي عليها ان تناضل على جميع الأصعدة لتكون كما كان لبنان في عصره الذهبي أو كما أراده أن يكون بطل استقلال لبنان الرئيس رياض الصلح في البيان الوزاري لحكومة الاستقلال الأولى، اذ قال نريد لبنان وطنا، عزيزا، مستقلا سيدا حرا .
في اليوم العالمي للمرأة، كل ما تريده المرأة في لبنان أن تستعيد وطنها برسالته، وقيمه، وحريته، لتشرق شمسه من جديد، قد تكون باقة قوانين واصلاحات معطرة بالعدالة والأمل باستعادة لبنان عافيته وإشعاعه أحلى هدية للمرأة في يوم نضالها العالمي.