بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 أيار 2017 12:23م قصّتي مع أطفال أهالي الموقوفين الإسلاميين!

محاسن حدارة، عضو مؤسس في المركز الشبابي للحوار

حجم الخط

هل غاب عن بال المسؤولين أنّ التطرّف ينمو في بيئات الفقر والظلم والقهر التي تحاصر أهلنا في الفيحاء والشمال؟ هذا ما سأله رئيس تحرير جريدة «اللواء» الأستاذ صلاح سلام في افتتاحيته يوم الإثنين بعنوان: مَنْ يرفع الظلم عن «الأبرياء الإسلاميين»؟
الجواب يكمن في تربّع الفقر على عرش الزعامة السنية في شمال لبنان أولاً، ويكمن في أرقام الإحصاءات الرسمية والخاصة الدولية والمحلية ثانياً، بأنّ عاصمة الشمال طرابلس أكثر المدن فقراً على ساحل المتوسّط، ولا داعي لذكر الأرقام إكراماً لعيون أهلها.
ليل السبت، كنتُ متوجّهة إلى عكار وإذ بعشرات الأطفال دون العشر سنوات يقطعون الطريق احتجاجاً على توقيف ذويهم في سجن رومية، ولم يكن لديَّ خيار سوى العودة إلى بيروت لأنّني لا أعرف الطرق الداخلية للمدينة، وفجأة تجمّع حولي هؤلاء الأطفال فسألتهم: «هل تسمحون لي بالعبور لأنّني اشتقت إلى أهلي ومرهقة لا أستطيع العودة إلى بيروت»، وكان جوابهم إنسانياً وراقياً أبعد من حدود الطفولة وأقرب إلى الرجولة، وفتحوا لي الطريق استثنائياً وأمّنوا لي المرور خوفاً من أي اعتداء على سيارتي.
هؤلاء الأطفال من دون تعليم، والشارع مدرستهم، فأي مستقبل ينتظر الشمال؟ وهل مَنْ يدرك خطورة الإحباط الذي يتحوّل إلى تطرّف وإرهاب؟ وأي مستقبل للبنان إذا سقطت لغة القضاء والعدل؟ وهل ملف الموقوفين الإسلاميين في سجن رومية طائفياً ومذهبياً أم إنسانياً وأخلاقياً وينال من هيبة الدولة ورجالها؟
على أمل أنْ يتحرّر الفكر السياسي من سجن الإهمال الوطني، وتتحوّل السجون في لبنان إلى دار إصلاح وإعادة تأهيل فكري للسجناء حيث المؤشّر الأوّل كي نكون دولة عادلة تحترم الوطن والمواطن.