بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 نيسان 2024 12:02ص الحرب على لبنان عام 75 لم توثّق سينمائياً بعد

حجم الخط
خلال أيام في 13 نيسان/ إبريل الجاري تحلّ الذكرى الأليمة على كل لبنان، ذكرى الحرب على بلدنا وليس الحرب فيها. إنها 49 عاماً مضت على حرب تآمرية إستهدفت الصيغة النادرة لبلد من دول العالم الثالث، تتعايش فيه أكثر من 17 طائفة وكان يخطو صعوداً صوب الإستحواذ على مقدرات السياحة والتنمية الحضارية في منطقة حوض البحر المتوسط برمّتها، وكان على المتضررين وفي طليعتهم إسرائيل وأد هذه المنارة وقتل طموحها بإفتعال أحداث ودعم تطورات سلبية لإسقاط هذه الصيغة بكل صورها ودلالاتها ورمزيتها، ليخلو لها مناخ مستقر في المنطقة.
هذه الصورة ليست شاعرية ولا إتهامية جوفاء، بل هي من صميم الواقع والحقائق الدامغة، التي يتوجب علينا كلبنانيين غيارى على صورة لبنان، وكرامة أهله، ومن سقطوا في الحروب الداخلية اللعينة من ناس وزعامات محترمة ذهبت فرق معادلة لوفائها الوطني المشرق. ولأنها كذلك وجب على المفكّرين والمبدعين والمتابعين النزيهين لمقتضيات المؤامرات الدنيئة التي نجحت في إشعال حرب لكنها لم تحقق هدفها الأسمى في إلغاء لبنان.
من هنا دعوتنا طالما نحن في حضرة السينما إلى أشرطة تركّز على هذا المنحى ليبقى ماثلاً أمامنا عدونا، وعدو كل العرب: إسرائيل، التي تقف وراء كل المؤامرات التي تُحاك منذ نكبة فلسطين عام 1948 وحتى حرب الإبادة في غزة منذ أشهر وحتى الآن، وبينهما أعداد لا حصر لها من المجازر والمذابح على مرأى من العالم الذي بدأ يرى الآن أفضل مدى وحشية هذا الكيان وغطرسته وهو يُمعن في القتل والتشريد والتجويع دونما رادع دولي فاعل.
إنها مادة سينمائية ثريّة بالمعطيات الميدانية، وفي وقت بدأت نظرة العالم تتبدّل جذرياً في التعاطي مع الرياء والكذب والخداع الإسرائيلي، مما يجعل دخول السينما على الخط في هذا التوقيت بالتحديد، يؤدّي أفضل خدمة للحق العربي في كل بقعة مغتصبة محتلّة أو معتدى عليها في أرض العرب.
المطلوب فقط المبادرة ووضع الأمور والحقائق في نصابها أن نقول بالفم الملآن إن إسرائيل وراء كل المآسي والحروب التي مرّت على لبنان منذ أكثر من نصف قرن، مثلما هي سبب شقاء الشعب الفلسطيني في أرضه المغتصبة، إذن لا أعذار للتأجيل أو الإنتظار.