بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 كانون الثاني 2023 12:00ص الرقمنة تنقذ ذاكرة السينما العربية في القاهرة

حجم الخط
ارتفع الصوت في القاهرة مع الإعلان أنه ما عادت توجد نسخة سالبة - نيغاتيف، من فيلم: أهل القمة، للمخرج علي بدرخان، لأن الأصلية تلفت ولم يعد بالإمكان إعادتها إلى الأرشيف الخاص بالمركز القومي للسينما، حيث توضع كامل نسخ الأفلام في برادات خاصة منعاً لحصول تلفيات فيها خصوصاً في طبقة الكروم.
الواضح أن هذا الحفظ التقليدي المتوارث والمتوفر ما عاد قادراً على حماية الأفلام التي تعدّت أعمارها النصف قرن، ومنها: أهل القمة، وبالتالي تبدو مبادرة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدءاً من دورته الأخيرة برئاسة الفنان حسين فهمي تداركت هذه النهاية الدرامية للنسخ القديمة وقدّمت عدة أفلام مرمّمة بأفضل وسائل الحفظ الحديثة، تقاسمت إنجازها مع مهرجان البحر الأحمر في جدة، حيث تم تفادي تلف عدد من الأفلام القديمة، برقمنتها على أجهزة معالجة إلكترونية خاصة.
أمر مسؤول ورائع مبادرة مهرجانين لمثل خطوة الترميم هذه، لكن حجم الخطر أكبر من ذلك بكثير، مما يستدعي تدخّلاً فعلياً ميدانياً وفورياً من وزارة الثقافة لتدارك تلف جماعي لأفلام تمثل الذاكرة السينمائية العربية الوحيدة فيكون مصيرها كمثل ما حلّ بشريط المخرج بدرخان، في وقت ألمح عدد من النقاد إلى أن البحث سيكشف أن الخسارة طالت إلى الآن عدداً لا يُستهان به من الأشرطة التي تلفت أو تدهورت حالتها ولم يُكشف عنها بعد.
نقول الذاكرة العربية ونحن نعنيها، لأن السينما المصرية التي تم تحديد بدايتها رسمياً عام 1927 رافقت قبل ذلك بسنوات البدايات الأولى للأخوين لوميير - مكتشفي السينما - في باريس عبر فنانين إنكليز وفرنسيين وألمان وإيطاليين تواجدوا في الإسكندرية وصوّروا أشرطة عديدة تدأب بعض المرجعيات السينمائية على عرضها في مناسبات مختلفة، وبالتالي لم تكن كل الدول العربية عرفت هذا الفن حتى الخمسينات وتعوّدنا على تلفزيوناتنا العربية قراءة عبارة: نسهر مع الفيلم العربي، وكان يعني دائماً المصري فلم تعرف السينما عرباً آخرين في الميدان يومها.
مقالتنا اليوم هي صرخة تبتغي أخذ خطورة الوضع الذي تعيشه الأفلام القديمة على محمل الجد، وإلّا سنفاجأ بأن كل ما أبدعه كبار الرواد في مجال السينما تالف أمامنا بينما هناك فرصة حقيقية للإنقاذ برعاية رسمية لأن أهل المهنة لا يقدرون على مشروع كبير كهذا لوحدهم.