بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 أيلول 2017 12:00ص العرض الموسيقي الغنائي «محلى نورها» على خشبة المدينة متعة سماع رائعة

حجم الخط
في ذهننا المواهب الكبيرة في حلقات «فويس كيدز»... وكيف أن الصغار يضعون مجدهم من المحيط الذي يعيشون فيه.
وفي إعتقادنا أيضاً أن الذين يمتلكون طاقات فكرية، وقدرات غير طبيعية لا مكان لهم في عالم اليوم حيث تتجه الأمور صوب جعل كل شيء خاضعاً للآلة، للأزرار وللأدمغة الالكترونية التي سلبت أدمغتنا وجعلتها فارغة لحسابها هي.
لكن عندما تابعنا الحفل الذي أقامته العمل والأمل مع 24 طالباً وطالبة من الصغار، على خشبة مسرح المدينة شعرنا بالتفاؤل الكامل وبأن الدنيا ما زالت بخير، وبأن غداً لناظره من خلال هؤلاء الصغار في أعمارهم الكبار في مواهبهم، سيكون متقدماً رائعاً يزهو بكل ألوان الإبداع والعطاء.
24 عازفاً ومغنياً من دون مايسترو قدموا (18 أغنية ومقطوعة) من تراثنا الرائع: يا طيرة طيري، مالك يا حلوة، فحمس عراقي، مرمر زماني، مقطوعة إيقاعية جماعية، أهوده اللي صار، يا حليوة يا مسليني، طلعت يا محلا نورها، حوّل يا غنام، طالعة من بيت أبوها، ع الماية، مقطوعة ايقاعية، سماعي بياتي، تحت هودجها، قصة الهوانم، فوق النخل، عالأوف مشعل، ومندرة حجاز، كل هذه الأغاني والمعزوفات تغنى بها وعزفها 24 طالباً من طلبة جمعية العمل والأمل للموسيقى في لبنان، في حفل حمل عنوان: محلى نورها، شهد اقبالاً كثيفاً من الجمهور والمختصين والنقاد.
كنا ممن أرادوا إكتشاف ما الذي يجري، من هم هؤلاء الذين ينتمون إلى هذه المدرسة التي يشرف عليها فؤاد باقر، ويلتزم التعليم فيها مختصون في الثقافة والموسيقى أمثال: خالد علاف (عود) جورج الشيخ (ناي) رامي الجندي (رق)، سام أرنليان (ساكسفون) سلوى جرادات (غناء) سماح أبو المنى (أكورديون) عبد قبيسي (بزق وتاريخ ونظريات موسيقية) عمر سعيد (طبلة) مهند نصر (عود ونوتة موسيقية) ناجي العريضي (طبلة وإيقاع)، وقد برزت قيمة هؤلاء من خلال التلاميذ الذين قدموا عرضاً موسيقياً وغنائياً عفوياً وثرياً ينم عن هضم كامل المقامات الغنائية ومن ثم توظيفها في العزف والغناء مباشرة على المسرح.
وقد لفتنا الفتى حسن الجبر وهو متخصص في الغناء والعزف على العود من سوريا حيث معظم الطلاب، بينما هناك من فلسطين: مجد الدين ربعي (عود وغناء) وتميم إبراهيم (طبلة) والباقون:
هبة بكار (طبلة) مريم قيسانية (أكورديون) علي باكير (بزق) عبير قيسانية (أكورديون) حمزة الحاج (طبلة) آية بكار (بزق) أحمد إسماعيل (أكورديون) سلمى الجوعان (رق) مها فتوح (بزق) صفا صفوح (طبلة) شعبان أبو شعيب (عود) هبة السويدان (أكورديون) محمّد الحمدين (طبلة) رحاب الشيخ (رق) أنس الشيخ (بزق) رغدة الحمصي (بزق) تسنيم عيسى (عود) عبد الرحيم بكار (عود) إبراهيم الشيخ (أكورديون) هنادي الحاج (عود) هبة الله صالح (طبلة)، والواقع أنهم جميعاً أبلوا بلاء حسناً على الخشبة بشكل منسجم متناغم ورائع على مدى ساعة ونصف، من دون إدارة مايسترو، أو وجود نوتة موسيقية، كان العرض رائعاً بعفويته وتدفقه وحرارته مما جعل الحضور يتفاعلون بكثير من الود والحماسة مع كل موهبة على حدة.
كان المناخ بالغ الامتاع.
شعرنا أننا إزاء محترفين، كل ما فعلوه كان رائعاً وصادقاً ويدل على حرفية متميزة جعلتنا نستعيد معهم صورة من صور الماضي الجميل الذي نشتاقه مع هذا الاحتلال من الحضور السطحي الخالي من العمق والدسم.
ساد الحفل واقع مهيب حيناً وفرح أحياناً، بعدما تقدمت الحال بالعزف وبالتراث إلى درجة العمل في العمق عليها، وإذا بنا نألف هذه المادة الراقية ونتصور أننا في حضرة خبراء موسيقى، يعرفون ما يعزفون، ولا يجدون صعوبة في بلوغ أفئدتنا والسكن في حنايانا.
لقد سعدنا في هذا الحفل، ورأينا أمامنا كباراً نفخر بأنهم يمتهنون الموسيقى.