أسعدنا أن تتوفر مجموعة من الأفلام اللبنانية والعربية بكثرة غير معهودة للمشاهدة المنزلية في الأيام الماضية، ووجدنا أن الإطلاع على آخر ما أنجزه المخرج غسان سلهب فرصة للتعرّف على ما آلت إليه ثلاثية: الجبل - 2010، والوادي - 2014، وصولاً إلى: النهر، وهو الثالث على اللائحة.
لم نصدق أن شريطاً على مدى ساعة و41 دقيقة ليس فيه أي فعل، بطلا الشريط يسمعان صوت طيران حربي إسرائيلي وهما في غابة أشجار في إحدى قرى الجبل يتمشيان بعد جلسة جمعتهما في أحد المطاعم، ينظران إلى بعضهما وبالكاد تقول كلمة ولا جواب منه، وهو يعلق بكلمة ثم لا شيء، كلب يراقبهما عن بُعد بعدما ظهر قريباً ولم يصدر إطلاقاً سوى فعل واحد: المشهد العاطفي بين البطلين: اللبنانية يمنى مروان، والفلسطيني علي سليمان.
نحن نحب السينما ونحترم أفكار وتوجهات وأساليب العاملين فيها سواء كانوا مخضرمين أو من جيل الشباب الذي غالباً ما يجرّب، لكن أن يكون الشريط أمامنا يعكس مزاجاً خاصاً جداً، غامضاً لا شخصية له سوى العدم فإننا لا نميل إليه مع سؤال يتعلق بالجمهور الذي لا يُحسب حسابه على الإطلاق، وعندما لا يدخل الصالات التي تعرض أشرطة تائهة لا تعرف لها موضوعاً يُتهم الجمهور بأنه قاصر، بينما يتنطح أفراد قلّة ممن يسجلون آراءهم النقدية ويمدحون حتى الإشادة بأمور غير موجودة لكنهم يخترعونها للتمجيد بالأشرطة غير الموضوعية هذه.
بحثنا بنيّة طيبة طوال وقت الفيلم للعثور على خيط، على ضوء، لكننا لم نعثر على شيء.