ببساطة ومن دون مقدمات حضر الشريط المحلي: يانال، أول روائي طويل بطولة، إخراج ونص الشاب جاد أبو علي، إنتاج أمير فواز في 96 دقيقة، انطلقت عروضه في 21 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وكانت ردة فعل الجمهور بعد العرض الخاص متطابقة في إيجابيتها ودهشتها من أهمية هذا المصنف المرئي.
رغم وجود مجموعة من الممثلين إلّا أن ما إنطبع في الذهن من الفيلم جاد نفسه كممثل ومخرج وكاتب، وجمال البطلة ريان حركة، مع رقيّ الأداء الدرامي لفاكهة الكوميديا ليليان نمري، وكان وجود الباقين: نعمة بدوي، جان قسيس، جنى الحسن، عدنان عواد، باتريسيا إبراهيم، سعد حمدان، أقرب إلى ضيوف الشرف.
الشاب يانال - جاد - يعاني من تشوّه في النصف السفلي من وجهه دأب على تغطيته بكمامة، بحيث تظهر عيناه الزرقاوان فقط، وهما كانتا سبب سعادته وشقائه في آن، لأن الشابة الجميلة هيا - ريّان حركة - تأمل في حبيب له مثل هذه العيون، ولأنها ميسورة وتستخدمه في توصيلها بسيارته يومياً وقعت في غرامه، واطمأنت إلى أنه بصدد معالجة التشوّه خلال عملية يتحضّر لإجرائها في باريس، لكن هذه ليست الحقيقة فقد أبلغه الأطباء أن لا مجال لشفائه.
هذه الأجواء دفعته للتفكير في الإنتحار. وإذا به ومن دون مقدمات يركن سيارته أمام مستشفى ويطلق رصاصة على رأسه بعدما كان رتّب لما بعد مصرعه برسالة إلى هيا يخبرها بأنه إضطر للسفر إلى باريس على عجل لإجراء العملية وهو لن يتمكن من مكالمتها خلال فترة، ثم سيطلعها على كل شيء لاحقاً. ورسالة أخرى لصديقته دهب - ليليان نمري - يطلب منها العثور على شاب في مثل طوله يأخذ عينيه ويتقدم من هيا على أنه يانال، وهذا ما يحدث بالتمام، ويجتمع الشاب المبصر حديثاً بعيني يانال مع هيا من دون أي مفارقات غريبة.
كل ما في الفيلم جيد، مع إيقاع منسجم وجاذب يواكب الفيلم طوال 96 دقيقة.