بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

9 نيسان 2020 12:00ص شوفوني عم أعمل خير!!

حجم الخط
«يمكن الناس جنّوا.. أو يمكن كل شي حوالينا مجنون».. المهم أنّ عالمنا أصبح فوق صفيح ساخن.. الكل يعيش الرعب من جرثومة «لامنظورة».. حتى الجبابرة جثوا أمام سطوتها.. فركّعت الزعماء والرؤساء والملوك.. وقتلت الفقراء الذين لم يجدوا علاجاً.. يقيهم عيث الوباء في الأراضين..

لكن أنْ يبلغ جنون البعض حدود «شوفوني عم أعمل خير».. فـ»يا مَنْ تصفون أنفسكم بالبشر» كل الأديان والكتب السماوية والإسلام في مقدّمها.. حرصت على ألا تعلم يُسراكم ما تُقدّمه يُمناكم.. كما حرصت على أنْ يكون الجود والخير بالسر لا في العلن.. فلا تُمنُن ولا تستكثر على الناس.. 

أما أنْ يكون حرصكم فقط على التقاط الصور خلال تقديم «كرتونة مونة».. هي حتماً من مال سواكم.. لكن شاءت المشيئة أنْ يكون لكم يد بإيصالها.. فتوزّعون الابتسامات و»شوفوني حبّوني عم قدّم مساعدات»!!.. فوالله الذي لا إله إلا هو «اللي استحوا ماتوا!»..

وفي المقلب الآخر نرى ردحاً أوسع من واسع.. يسردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي حكاويهم.. عن انتفاخ البطون والسُمنة بسبب «الزربة بالبيت».. فيفردون الصفحات لمآكلهم ومشاربهم.. وما يتمتّعون به خلال «الحجر المنزلي».. لينقلبوا بعدها إلى الشكوى من المصروف المهول.. والأكل والشرب على طول.. فلا نهار يمر إلا وتزيد أوزانهم وشحومهم تترهّل..

«يا جماعة» في مقابل شكواكم «المُتخلّفة» هناك مَنْ يحسدكم.. على السقف والجدران التي تأويكم.. هناك مَنْ يتمنّى ولو كسرة ممّا تلوكونه طوال ساعات اليوم الواحد.. أو حتى تجترّونه خلال ساعات الليل.. لأنّ غباءكم عبر مواقع التواصل فضح تحويل بعضكم لنهاره إلى مسرح للنوم.. وليله إلى مرتع للسهر والاجترار.. ثم يبادر ليتفلسف على خلق الله أو يتغابى.. فيجدون بنكتا أسخف من السخف..

أخبار ذات صلة