بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 تشرين الأول 2018 12:48ص الجيش واصل تدابيره حول مخيّم المية ومية

«فتح» شيّعت عنصريها ولم تتقبّل العزاء!

حجم الخط
صيدا – ثريا حسن زعيتر:

شهد مخيّم المية ومية هدوءاً حذراً، وحالة ترقّب، بعد وقف الاشتباكات الدامية التي وقعت بين حركة «فتح» و«أنصار الله»، وأدّت إلى سقوط 4 ضحايا وأكثر من 20 جريحا وخسائر مادية باهظة.
هذا، وواصل الجيش اللبناني أمس، تعزيز انتشاره وتموضعه حول المخيّم ، وعلى مداخله استكمالاً للخطوة الميدانية، التي كان قد بدأها أمس الأول.
وقد ساهمت تدابير الجيش بطمأنة أهالي المخيّم وفي بلدة المية ومية، والجوار اللبناني، إثر التزام طرفي النزاع بتثبيت وقف إطلاق النار، وسحب المسلّحين، بانتظار أنْ يمهد ذلك لعودة الحياة الطبيعية إلى المخيّم.
وأمس جرى تشييع عنصرَيْ حركة «فتح»، محمد عيسى وأحمد منصور، اللذين سقطا في الاشتباكات، وسط انتشار أمني كثيف للجيش اللبناني على طول الطريق التي تربط بين مخيّم المية ومية و«مقبرة صيدا الجديدة» في سيروب خارجه، وذلك بموكب مهيب انطلق من مدخل المخيّم، تتقدّمه صورهما والأعلام الفلسطينية ورايات حركة «فتح» وأمين سر إقليم لبنان للحركة حسين فياض، قائد «الأمن الوطني الفلسطيني» اللواء صبحي أبو عرب، أمين سر «فتح» في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، أمين سر اللجان الشعبية لـ«منظّمة التحرير الفلسطينية» في منطقة صيدا عبد أبو صلاح، ومسؤولو الحركة في مخيّمَي المية ومية وعين الحلوة وصيدا، بمشاركة ممثّلين عن فصائل «منظّمة التحرير الفلسطينية» و«تحالف القوى الفلسطينية»، ووري الجثمانان الثرى في مقبرة سيروب، بعدما أمَّ الصلاة عليهما الشيخ حسام العيلاني.
ورفضت عائلتا عيسى ومنصور وقيادة «فتح» تقبّل التعازي بهما!.
في وقت كثّفت القوى والفصائل الفلسطينية اجتماعاتها ولقاءاتها من أجل ملاقاة خطوة الجيش خارج المخيّم بخطوات داخله تعزّز الهدوء الدائم وتساهم بمعالجة ذيول الأحداث الأخيرة، ولملمة تداعياتها سواء على المخيّم نفسه أو على الجوار.
هذا، وبعد اتصالات متكرّرة مع عدد من المسؤولين في حركة «فتح» والسفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور، عُقِدَ اجتماع في مكتب الشيخ ماهر حمود، ضمّ: اللواء منير المقدح والعميد ماهر شبايطة.
وجرى خلال اللقاء استعراض الأحداث الأخيرة، أكدت قيادة «فتح» مجتمعة عدم وجود أي نيّة لمعركة قادمة أو لأي هجوم مفترض.
ونقل الشيخ حمود أنّ أمين عام حركة «أنصار الله» الحاج جمال سليمان أكد أنّه «ليس هناك أي نيّة لهجوم، وبالتالي يُفترض من الجميع أنْ تتجدّد الثقة المفقودة بين الجهتين كمقدّمة لا بد منها لإيجاد حل للتوتّر الأمني الموجود في مخيّم المية ومية».
إلى ذلك، جال وفد من تكتّل «لبنان القوي» في بلدة المية ومية شرق صيدا، ضمَّ النوّاب: نقولا صحناوي، إدي معلوف وسليم خوري، في البلدة، إثر الاشتباكات التي شهدها مخيّم المية ومية، واطلع على الاضرار واستمع الى الاهالي.
وعقد النوّاب اجتماعاً في مبنى البلدية، حضره رئيس البلدية رفعات بوسابا، نائب الرئيس نقولا سيقلي، مختارا المية ومية سمير سيقلي وجورج واكيم، منسق قضاء الزهراني في «التيار الوطني الحر» موسى فرنسيس وآباء البلدة: ساسين غريغوار، مارون سيقلي وموسى فرنسيس.
وأطلع بوسابا الوفد على معاناة أهالي بلدة المية ومية، إثر الاشتباكات التي شهدها المخيم وتأثير الاوضاع الامنية غير المستقرة عليهم. 
وإثر اللقاء، قال النائب صحناوي: «جئنا نمثل تكتل «لبنان القوي» و«التيار الوطني الحر»، أولا لنستمع الى معاناة أهالي المنطقة، كما قمنا بجولة ميدانية لنطلع اكثر على الموضوع».
وأضاف: «ما شاهدنا، لا يتصوّره اي مواطن في لبنان، فالمعاناة التي تعيشها هذه البلدة واهلها تفوق ما يتصوره العقل. هناك مخيم موجود منذ عشرات السنوات ويتمدد كل سنة بغياب تام من الدولة. كل ادارات الدولة والاسلاك لا تستطيع ان تفعل شيئا لتحد من هذا الانفلاش. وكذلك الامر بالنسبة الى الامن، فهناك منظمات مسلحة والاهالي يعيشون في قلق دائم».
بدوره، قال النائب معلوف: «هناك ما رأيناه من تمدد للمخيم. لذلك نحن نطالب الاجهزة الامنية وخصوصا الدرك والجيش بان تكون هناك مراقبة على نقل الاحجار والتربة. اذا رأينا صورة المخيم في السابق وكيف يتمدد، نشعر ان هناك خطرا كبيرا. هذا الكلام سمعناه ايضا من اهل البلدة ونطلب منهم ان يشددوا على هذا الموضوع، لان الرقعة تكبر وتكبر ولا نريد ان تكبر اكثر».
أما الأب غريغوار فقال: «أوجه التحية الى فخامة رئيس الجمهورية الذي بقينا على تواصل معه منذ ليل الثلاثاء».
من ناحيته، توجّه رئيس البلدية بوسابا بالشكر إلى «الجيش اللبناني الذي يؤمن 24 على 24 الامن والحماية لبلدة المية ومية والجوار، ونتمنى له التوفيق في كل خطواته التي اتخذها وسيتخذها، وان شاء الله يكون ما حصل مؤخرا خاتمة الاعمال السيئة».