بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 تشرين الأول 2019 12:04ص 15% من أطفــال لبــنــان غير المعالجين مصابون بمشكلة التبوُّل اللاإرادي الليلي

سلس البول لدى الأطفال يختفي تدريجياً مع تقدم الطفل في السن سلس البول لدى الأطفال يختفي تدريجياً مع تقدم الطفل في السن
حجم الخط
التبول اللاإرادي لدىالأطفال،أو السلس البولي بالإنكليزية (Incontinence Urinary) عند الأطفال يعرف بخروج البول بشكلٍ لاإرادي خلال النهار، أو أثناء النوم.

وتُعدّ مشكلة التبول اللاإرادي، من المشاكل الشائعة عند الأطفال في المرحلة العمريّة، بين سن الرابعة والسابعة، حيث أظهرت الدراسات إصابة ما يقارب 20% من الأطفال في سن الخامسة، بمشكلة التبول اللاإرادي، و10% من الأطفال في سن السابعة من العمر. 

وفي هذ المجال ،تشير الإحصاءات، إلى أن عدد المصابين من الأطفال، الذين لم يتلقون العلاج الطبي في لبنان، تصل إلى ما بين 10% إلى 15% عند الأطفال من عمر الـ 5 سنوات وما فوق، وإلى نسبة الـ 1% بعد عمر الـ 15 سنة، وأن النسبة متساوية لدى الذكور والإناث، مثل الكثير من أمراض الأطفال الأخرى.

د.فرج

لتسليط الضوء، على حقيقة هذا المرض لدى الأطفال التقت «اللواء» الجراح في المسالك البولية والحائز على شهادة (Fellow of the European Board of Urology) الدكتور برنار فرج،فكان الحوار الآتي:


د.برنار فرج


{ ماذا تخبرنا عن التبول اللاإرادي الليلي لدى الأطفال؟

- إن الإصابة بالتبول اللاإرادي الليلي لدى الأطفال، قبل عمر الـ 5 سنوات يعتبر أمرا طبيعيا، ولكن إذا استمر فوق عمر الـ 5 سنوات، يعتبر الطفل مصاباً ومتأخراً بالتحكّم بالبول أثناء الليل، إذ يكون هناك 25% من الأطفال غير قادرين على التحكم بالبول ليلاً، وأحياناً في النهار.

وقد أكدت الدراسات بأن هناك حوالي 10% من الأطفال غير قادرين على التحكّم بالبول ليلاً، وهذا يعود لعوامل وراثية، حيث أشارت الأرقام بأن 32% من آباء الأولاد المرضى، و20% من أمهاتهم، كانوا مصابين بالمشكلة نفسها، خلال مراحل طفولتهم، بالإضافة إلى شخير الأطفال خلال الليل بفعل معاناتهم من مشاكل في الحنجرة،الأمر الذي يؤدي إلى زيادة ثاني أوكسيد الكربون خلال الليل، مما يؤدي إلى زيادة كمية التبول لديهم».

ضرورة الصبر

{ هل معظم حالات التبول اللاإرادي، تعود لسبب المشاكل المرضيّة في أحد الأعضاء؟

- إن معظم حالات التبول اللاإرادي، ليست بسبب المشاكل المرضيّة في أحد الأعضاء، لأنها تزول مع تقدم الطفل في العُمُر، دون الحاجة للعلاج، لذلك يطلب من الأهل الصبر وتفهم حالة طفلهم، وذلك من أجل حل هذه المشكلة».

التبول اللاإرادي

خلال النهار

{ ماذا عن مشكلة التبول اللاإرادي خلال النهار؟

- تُعدّ مشكلة التبول اللاإرادي خلال النهار، أكثر شيوعاً عند الإناث، بينما يكون التبول اللاإرادي، أثناء النوم أكثر شيوعاً، عند الأطفال الذكور.

أما فيما يخص نسبة إصابة الأطفال بالتبول اللاإرادي،فهي تزداد في حال معاناة أحد الوالدين، من هذه المشكلة الصحيّة في مرحلة طفولته.

وهنا لا بد من أن نلفت إلى أن إنتاج البول المتكرر في الليل، والمعاناة من الإمساك ومن أحد مشاكل النمو والإصابة بمرض السكري حبس البول بشكل إرادي من قبل الطفل. كما أن الإصابة بالعدوى في إحدى أجزاء الجهاز البولي أو بسبب إحدى التشوهات الخلَقيّة، مثل تضيّق الإحليل، وانسداد مجرى البول، عدم استجابة الدماغ لبعض الإشارات الفيزيولوجية الطبيعية، التي تصدر عن المثانة والمعاناة من أحد المشاكل العصبية، مثل الإصابة بتشقق العمود الفقري، أو أحد التشوهات العصبية الخلقيّة الأخرى أو الإصابة بما يُعرَف بالجزر المثاني الحالبي، أو ما يمثل من حالة مرضيّة، تؤدي إلى ارتجاع البول، من المثانة إلى الكلى، أو الإصابة باضطراب نقص الإنتباه، ومع فرط في النشاط والحركة، وسواها...

كلها من الأسباب المؤدية، إلى حدوث الإصابة بخروج البول بشكل لاإرادي، أو التبوّل اللاإرادي الليلي.»

مرض التبول اللاإرادي؟

{ متى يعتبر التبول اللاإرادي لدى الأطفال مرضا؟

- إن التبول اللاإرادي عند الأطفال، لا يمكن اعتباره مرضاً إلا في حال تكررت ظاهرة انسياب البول تلقائياً، خلال النهار أو الليل، مرتين على الأقل يومياً لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر متتالية، وفي حال لم يكن مرضياً، فيعني ذلك أن الطفل يعاني من مشكلة سلوكية. 

تجدر الإشارة،إلى أن الأطفال الذين يعانون من التبول اللاإرادي، يواجهون عادة صعوبة كبيرة في الإستيقاظ والذهاب إلى الحمام، كما أن عدداً كبيراً منهم، يعاني من الإمساك».

تشخيص الإصابة

{ كيف يمكننا تحديد معايير تشخيص الإصابة؟

- إن عملية تشخيص الإصابة بهذه المشكلة، تعتمد بالأساس على سن الطفل، وتواتر عملية انسياب البول، بالإضافة إلى السجل الطبي للأطفال وتقييم موقف الوالدين إزاء هذه المشكلة، وكيفية التعامل معها.

في المقابل،المطلوب تعزيز الدور التوعوي للوالدين، وتجنب بعض التصرفات، التي تؤثر سلباً على الأطفال نفسياً وجسدياً، مثل الإهانة واستخدام الكلمات النابية، أو التوبيخ والعقاب».

العلاج

{ كيف يتم العلاج؟

- إن الجزء الكبير من علاج سلس البول عند الأطفال، يرتكز على تصحيح سلوكيات الطفل، قبل أن يقترح الطبيب أي دواء، لذل لا بد من العودة إلى توصيات طبية مهمة ومنها شرح كيفية عمل الجهاز البولي للطفل والأبوين على حد سواء، توعية الطفل وأبويه من أن ما يحصل ليس خطأ أي منهم، لأنه أمر خارج عن سيطرتهم، توصية العائلة بأن تبقى متفائلة طوال فترة العلاج، توعية الطفل بأن عليه استهلاك الكثير من السوائل خلال النهار والتقليل منها بعد الساعة السابعة مساء، وتشجيع الطفل كي يدوّن الليالي التي لم يتبول خلالها، حتى يُعرف مدى التقدم الذي يحرزه، والتقيد بروتين التبول المنتظم، لمساعدة الطفل في السيطرة على المثانة، والحفاظ على الصحة الجيدة للطفل، عن طريق تغيير الملابس المبللة.

وختاما تجدر الإشارة ،إلى أن سلس البول لدى الأطفال، يعتبر اضطراباً غير خطير، يختفي تدريجياً مع تقدم الطفل في السن، وما نلحظه صعوبة تعامل بعض الآباء مع هذه الحالة،لذلك،المطلوب منهم التقيد ببعض الإرشادات المهمة، ومنها: عدم تقديم أي سوائل للطفل، قبل خلوده إلى النوم، عدم تنفيذ أي عقوبة على الطفل، لفظياً أو جسدياً أو نفسياً، حين يبلل فراشه، وزيادة احترام الطفل لذاته، من خلال حثه على التغلب على هذه المشكلة، وتدريب الطفل على التبول، قبل الذهاب إلى السرير، وتوعية الطفل بأن التبول في الفراش أمر غير مقبول، وضرورة التأكد من ذهاب الطفل إلى الحمام عدة مرات خلال اليوم، أو قبل فترة اللجوء إلى النوم، وهنا من الخطأ إرسال الطفل إلى الطبيب النفسي، لأنه يحتاج إلى طبيب أطفال اختصاصي في المسالك البولية».