بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 أيار 2020 01:17م إثر «الإقفال العام».. تجار طرابلس يرفعون «النداء الأخير» قبل الانهيار (صور)

حجم الخط
المرحلة الثانية من "الكورونا" والدعوة للاقفال التام تحسبا لانتشار الفيروس لم يأت ليرضي طموحات التجار في مدينة طرابلس والذين لم يعد لديهم أصلاً من طموحات، لكن أن تقفل أبواب محلاتهم التجارية وهم على أبواب عيد الفطر السعيد فأمر يستوجب الوقوف عنده وطرح السؤال ماذا بعد؟؟؟ وهل ان المطلوب "أن نموت جوعاً" كونها طريقة أفضل لسمعة البلد من الموت "بالكورونا"؟؟؟ لم تعد الأوضاع لتحتمل المزيد من الضغوطات، وبمجرد تخفيف قرار التعبئة والسماح للمحلات والمقاهي والمطاعم بافتتاح أبوابها خرج الماوطن ليتنفس الصعداء وبالفعل شهدت الأسواق زحمة وتعشم التاجر خيراً، لكن عاد ما لم يكن في الحسبان ليقضي علىآخر "أمل لديه" دعوة للاقفال التام بعدما عاد عداد الكورونا ليسجل المزيد من الاصابات، محلات التزمت بالكامل في طرابلس ومن لم يلتزم فان محاضر الضبط نظمت في حقه ومنهم تجار داخل السوق العريض.

أسواق فارغة واقفال تام
أسواق طرابلس أقفلت أبوابها في شارع عزمي،نديم الجسر، شارع قاديشا وفي الأسواق الداخلية فبدت المدينة "كالأشباح" وهي التي كانت في السنة الماضية في مثل هذه الأيام من أواخر شهر رمضان المبارك تضج بالناس والزوار مما يستدعي تدخل القوى الأمنية بهدف تنظيم السير وتسهيل عملية مرور المواطنين، لكن هي اليوم تتدخل بهدف متابعة عملية اقفال المحلات عن كثب وتحرير محاضر الضبط بحق المخالفين فما الذي يجري؟؟؟ وكيف تغيرت الأحوال يقول التاجر مرتضى في شارع عزمي:" بالأمس القريب كنا نبذل الجهود في سبيل تأمين متطلبات الزبائن، واليوم نجلس في بيوتنا دون أي قدرة لنا على اكمال المسيرة والتي بالفعل ستتوقف كون أجار محلاتنا مرتفعة الأثمان وأصحابها لم يعد بامكانهم الصبر أكثر ولديهم كامل الحق في استرجاع محلاتهم، نسأل الدولة ماذا تفعل لأجلنا نحن أبناء هذا الوطن؟؟؟ وما هي الخطوات المدروسة من قبلها بهدف توقيف افلاس البلد؟؟؟، الجواب معروف حتما ما من خطط والانهيار حاصل والخطر داهم ونحن بتنا في القعر".

الحسامي
أمين سر جمعية تجار طرابلس غسان الحسامي لم يكن ينقصنا سوى جائحة كورونا وتداعيات تعبئتها العامّة لتكون أشبه بالضربة القاضية على ما تبقى من حركة تجارية تلفظ أنفاسها تحت وطأة الكساد الكبير والتضخم المؤلم والخسائر الفادحة بالقدرة الشرائيّة وارتفاع سعر الدولار والإجراءات المصرفيّة الكارثيّة غير المسبوقة وتراجع بالغ بحجم الإستيراد، كل تلك العوامل مجتمعة فرضت أمرا واقعا بالغ الخطورة، هذا وقد أعددت شخصياً تحقيقاً إحصائيّاً عن عدد المحال والمؤسّسات الكثيرة التي أقفلت الى غير رجعة، وقد بلغت نسبتها قرابة 30%، خاضعة لقانون الإستثمار، والكائنة في الشوارع والأسواق التجارية الجديدة بالمدينة.

أما بتاريخ 12 أيار فقد زار وفدٌ ضم رئيس جمعيّة تجار طرابلس فواز الحلوة ورئيس جمعيّة تجار شارع عزمي طلال بارودي وأنا، دولة الرئيس نجيب ميقاتي حيث نقلنا إليه شؤون وشجون المدينة وبخاصة معاناة الزملاء التجار، كما أننا أعربنا عن رغبتنا وحاجتنا بضرورة فتح الأسواق حتى ساعة متأخرة من الليل وفق الإلتزام بالمعايير والتدابير الوقائية والشروط الصحيّة، رحمة بالجميع.

كذلك، هناك تواصل ومسعى دائم وتعاون حثيث نقوم به مع سائر جمعيات تجار المناطق والمحافظات وبخاصة جمعيتيّ تجار بيروت وصيدا للضغط على المسؤولين وتفهمهم لخطورة هذا الإقفال القاتل، فأثمرت عن تدخل السيدة بهية الحريري باتصال أجرته مع وزير الداخلية العميد محمد فهمي الذي وعد خيرا بفتح الأسواق بدءاً من يوم الإثنين 18 الجاري حتى صبيحة عيد الفطر أعاده الله على الزملاء التجار واللبنانيين بالصحة والإستقرار والإزدهار.

المصدر: "اللواء"