٣- هل من اجراء معيّن بحق الصيارفة غير الشرعيين وكيفية ضبط السوق السوداء؟
هناك إجراءان يتوجّب على الحكومة القيام بهما سريعًا:
الأول: وقف الصيارفة غير المرخصين عن العمل،. والثاني: زيادة الرقابة على التجار.
وبدون هذين الأمرين هناك إستحالة لوقف إرتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية التي إستفحل بعض التجار في رفعها عن غير وجه حقّ.
الصيارفة غير المرخصين لا يحترمون قرار مصرف لبنان لأن لا وجود قانوني لهم وبالتالي لا يُمكن وقفهم إلا من خلال ملاحقتهم من قبل الأجهزة الأمنية. لكن هذا الأمر يحتاج إلى قرار من الحكومة.
أمّا الرقابة على التجار، فيتوجّب تفعيلها بشكل كبير، ولا يُمكن بعد الآن القول إنّ عدد مراقبي وزارة الإقتصاد والتجارة غير كاف إذ إنّ الجميع أصبح يعرف أن هناك تخمة في عدد الموظّفين في القطاع العام وبالتالي يُمكن تأمين المئات منهم لمهمّة الرقابة.
٤-الى اي مدى يبقى ارتباط الليرة المنهارة بالدولار شبه المفقود؟
المعروف أن النظام الإقتصادي اللبناني يعتمد على الإستيراد بغياب الصناعة والزراعة. فلبنان يستورد بقيمة ٢٠ مليار دولار أميركي سنويًا منها ٧ مليار دولار للمواد الغذائية. هذه الأرقام كافية للقول إنّ لبنان لا يُنتج بل يستورد وهذا الإستيراد بحاجة إلى عملة صعبة أي الدولار الأميركي. من أن أين يُمكن تأمين هذا الدولار؟
سابقًا كانت التحاويل إلى لبنان وجذب رؤوس الأموال إلى المصارف تؤمّن هذه الدولارات، إلا أنه ومنذ أيلول الماضي أي بعد فرض الولايات المُتحدة الأميركية العقوبات على جمّال تراست بنك – تراجعت هذه الدولارات الوافدة إلى لبنان بشكل كبير لدرجة أصبح من شبه المُستحيل على مصرف لبنان تأمين دولارات لدفع إستحقاقات الدولة من الدين العام، تأمين دولارات للإستيراد، والدفاع عن الليرة اللبنانية.
وزاد الأمر صعوبة إعلان الدولة اللبنانية التوقّف عن سداد الإستحقاقات ما يعني أن كلّ الأمر أصبح يتعلّق بخطة الحكومة اللبنانية للمرحلة القادمة والتي لا نعرف منها حتى الساعة إلا الخطوط العريضة مع غياب كامل للمعلومات عن مصدر تأمين الدولارات التي ستحتاجها الدولة.
٥-هل يمر اصلاح اقتصادي في ظل الفيروس المتفشي covid-19؟
في الواقع هناك إستحالة كاملة للقيام بأي إصلاح إقتصادي في ظل عدم السيطرة على فيروس كورونا الجديد والذي من المُتوقّع أن يشلّ حركة لبنان الإقتصادية في الأسابيع المقبلة.
لذا تأتي هذه المصيبة لتزيد من التعقيدات التي تواجهها الحكومة والمواطن اللبناني. ونرى أنه هناك إحتمالان:
الأول : وينص على إكتشاف لقاح لهذا الوباء وبالتالي ستكون التداعيات محدودة.
الثلني: ينص على عدم إكتشاف لقاح لهذا الوباء وهنا الأمور ستكون كارثية مع تحوّل بعض المناطق إلى مناطق منكوبة ستتراجع معها الأحاديث عن إصلاحات إقتصادية أو مالية.
٦-كيف تصف المرحلة الاقتصادية:تعثر شديد ام انهيار مطلق؟
قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (سورة النمل – الآية 65).
بالطبع لا يُمكن التكهن بما ستكون عليه الأمور في المرحلة المُقبلة، إلا أن المؤشرات تتجه أكثر نحو تردّي كبير على كل المستويات حيث سيكون اللبناني أمام إمتحان وجودي لا يُمكن مواجهته إلا بالصلاة والخطط العلمية.