بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 تشرين الأول 2018 12:12ص العام الدراسي ينطلق بصرخة الأهالي المدوّية!

حجم الخط
عام دراسي جديد يطل علينا، والصرخة هي نفسها، إلا أنّها سنة تلو أخرى تصبح مدوّية أكثر، نتيجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية في البلد، والتي تزداد سوءاً باستمرار .
كل ذلك، يحصل أمام أعين المسؤولين الذين لا يحرّكون ساكنا، بل يكتفون بتراشق المسؤولية من أحدهم إلى الآخر، وكأنّهم يعيشون على كوكب في المقلب الثاني من الدنيا. وغالبية التلاميذ يغادرون المدارس الخاصة، التي دخلوها، وترعرعوا بين جدرانها وهم صغار، ليتوجّهوا إلى المدارس الرسمية التي تجد صعوبة في استيعاب هذا الكمّ الكبير من التلاميذ.
أما المكتبات فبدورها تعاني الأمرّين نتيجة عدم إقبال الأهل على شراء القرطاسية والكتب المدرسية، كما كانت العادة 
لتسليط الضوء أكثر على هذا الواقع المرّ، التقت «اللواء» عدداً من الأهالي للوقوف على أوضاعهم.
{ ليلى بلطجي (أم لثلاثة أولاد)، اضطرت إلى نقل أولادها هذا العام من المدرسة الخاصة إلى المدرسة الرسمية، بسبب عدم تسديدها للقسط المدرسي الأخير  العام الفائت، وقالت: «أنا حزينة جدا لانتقال أولادي إلى المدرسة الرسمية، لكن ما باليد حيلة، فالماديات لم تعد تسمح، لاسيما بعدما سُرّحت من عملي العام الماضي ودون سابق إنذار. صحيح أنّ راتب زوجي جيد، لكن ماذا باستطاعة هذا الراتب أن يسدّد، الإيجار أم الفواتير أم متطلبات الحياة الضرورية؟. لا شك في أنّني أعاني الأمرّين مع الأولاد، الذين يلاقون صعوبة في الاندماج مع زملائهم، وهذا أمر طبيعي، لكن لا مفر، وعاجلاً أم آجلاً سيعتادون الأمر، لأنّ هذا الواقع رغم مرارته، إلا أنّه أفضل بكثير من أنْ أمد يدي لفلان أم علان».
تحسين واقع «الرسمي»
{ حسن عز الدين (أب لولدين)، كان يفكر بإدخالهما إلى المدرسة الرسمية، لكنه تراجع عن قراره، واكتفى بنقلهما إلى مدرسة خاصة أقل تكلفة من حيث الأقساط المدرسية، وقال: «هذا العام اكتفيتُ بتغيير المدرسة، لكن إنْ بقيت الأحوال على ما هي عليه العام المقبل، فأنا دون شك سأتوجّه إلى المدرسة الرسمية دون تردّد. العبء الذي يقع على كاهلنا كأهل، بات ثقيلاً، لا سيما أنّ المسألة لا تنحصر فقط بالأقساط المدرسية، بل هناك متطلبات الحياة اليومية، التي لا ترحم والاحتياجات التي تزداد يوما بعد يوم. كل ما نتمنّاه أنْ تتحسّن الأوضاع في البلد، ليتمكّن المسؤولون من الاهتمام بأوضاع المواطنين، وبالأخص أنْ يهتموا بتحسين واقع المدرسة الرسمية من حيث البشر والحجر، لا سيما أنّهم بذلك يحلّون معضلة كبيرة وأساسية في مجتمعنا.»
«المكتوب من عنوانه»
{ منى حجاوي (أم لخمسة أولاد)، أدخلتهم منذ البداية إلى المدرسة الرسمية، وقالت: «عالجتُ المشكلة منذ البدء، لأنّني وبكل بساطة قرأتُ «المكتوب من عنوانه»، خصوصاً أنّنا نعيش في بلد متقلّب على مختلف الصعد، سواء في مجال الوضع الأمني أو الاقتصادي أو الاجتماعي... أدخلتُ الأولاد إلى المدرسة الرسمية كي لا أعيش ما يعيشه أصدقائي من «حرق للدم» مع مطلع كل عام دراسي، أيُعقل أنْ أدفع مثلاً 8 أو 10 ملايين ل.ل، قسطاً مدرسياً لطفل في عامه الدراسي الأول؟! هذا عدا عن أسعار اللوازم المدرسية. للأسف نحن نعيش في غابة، والعلم في بلدنا لم يعد رسالة بل بات تجارة، و»الشاطر» مَنْ يحقّق ربحاً أكثر من غيره، فمسألة «العلم رسالة» باتت مقولة قديمة، لذلك فضّلتُ أخذ المسألة «من قصيرها» كما يقولون، واعتمدت صيغة الأجداد بأنّ مَنْ يتعلّم باستطاعته أنْ يتعلّم أينما كان».
الكتب والقرطاسية؟!
كذلك، قامت «اللـواء» بجولة على عدد من المكتبات لمعرفة حركة المبيع فيها، لجهة القرطاسية والكتب، فكانت النتيجة أنّ معظم الأهل يُقبِلون على شراء القرطاسية ذات النوعية الوطنية، نظراً إلى سعرها المعقول، أما في ما يخص الكتب، فهم يشترون غالبية الكتب مستعملة، ولا يشترون الجديد منها، إلا عندما لا يكون المستعمل متوافرا، بسبب ضرورة شراء الطبعة الجديدة.
وبالنسبة إلى شراء الحقائب المدرسية، فليس هناك من إقبال على  شرائها، نظرا إلى أوضاع الأهل المادية الصعبة، فبعضهم يفضّل شراء الكتب والقرطاسية لأولويتها، على أمل أنْ يشتري في الأشهر المقبلة حقيبة مدرسية، طبعا، هذا في حال سمحت الظروف المادية بذلك».