بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 أيلول 2019 06:15ص المصور بين الأمس واليوم: من الأبيض والأسود إلى «الديجيتال»

حجم الخط
صياد الصورة لم يتغير، فهو دائما متحفز لإلتقاط الشخص أو الحدث بعين المحترف في سبيل التغطية الإعلامية الناجحة.

المصور أحد شركاء العمل الصحفي منذ البداية وحتى اليوم. هكذا لعب دوره ممتشقا» الكاميرا وعدساتها.. العيون الملاحقة لكل صورة وحركة.

في البداية مرحلة الأبيض والأسود ثم الألوان وما يواكبها من الأفلام ومعمل التحميض والغرفة المظلمة.

بالأمس، كان المصور يواجه الكثير من المتاعب في اصطياد الصورة وهو اليوم يواجه المتاعب ذاتها لكن العصر اختلف من غرفة التحميض إلى «الديجيتال»، من اليد والعدسة إلى كبسة واحدة تفعل كل شيء.


لكن كل ذلك لا يلغي حرفية وفن ومهارة المصور الصحفي لأن هذه المهنة ليست مجرد التقاط الصورة بقدر ما هي تجسيد لها.

صحيح أن التصوير أصبح متاحا اليوم بواسطة الكاميرا والهاتف الخليوي وحتى ساعة اليد، لكن مهنة التصوير الصحفي تبقى قائمة ومرتبطة أولا و آخرا بعين المصور وحسه في نقل الواقع ونشره.

الحداثة لا تلغي المهنة لكنها تغنيها، وإن كان التطور أخذ يضيق المساحة على العامل البشري في كل المجالات وليس في التصوير فقط.

لتسليط الضوء على مهنة المصور بين الأمس واليوم، التقت «اللواء» عددا من المصورين فكانت الحوارات التالية:

ابراهيم

{ المصور حسن ابراهيم، يعتبر أنه ليس هناك من فرق كبير ما بين المهنة في الماضي والحاضر، فالتعب واحد ما بين الأمس واليوم.

يقول: «بالتأكيد الفرق شاسع من حيث «التكنيك» إذا صح التعبير، ففي البدء كنا نصور بالفيلم موضوعين أو ثلاثة، ونتعب لتحميض الفيلم وتظهيره، وكانت الصورة الأساس لانتقاء الصورة، لكن اليوم الصورة باتت تخضع لمقياس واحد بـ«الديجيتال» وبالعادي بمعنى مهارة الصور.

بالأمس الكاميرا كانت العين التي تتحكم بالصورة أما الأن فـ«الديجيتال» هو من يتحكم بها.

بالأمس كان عدد المصورين محدودا، بينما اليوم فقد زاد عددهم لأن التقنية سهلت عملية التصوير وأصبح الإعتماد بالدرجة الأولى على الحس الصحفي للمصور.

مع العلم أن الحس الصحفي كان أيضا يلعب دورا أساسيا في الماضي». 

وعن الصعوبات يقول ابراهيم: «طبعا المهنة متعبة على الأرض هناك عوامل عديدة، إذا حصل حادث معين، الوضع الأمني، كل ذلك يؤثر على المصور، الجهة التي تمنع عمل المصور وتضايقه.

كما أن المؤسسات الصحفية لم تعد تعتمد فقط على المصور بسبب التواصل الإجتماعي الذي يحمل صورا لأي حدث من خلال توافر الخليوي والكاميرات وغيرها....

مع الأسف، لم يعد هناك حماية للمصور، وبات يتوجب عليه أن ينافس الهاتف الخليوي، ومن في الشارع... وفي المقابل، أصبحت المؤسسة تساوم المصور، وبالتالي أصبح هناك إلغاء لكثير من الحقوق».

وعن الفرق في عملية التصوير وأهمية الكاميرا، يقول: «الشركات تملأ السوق بموديلات جديدة والمصور عليه أن يتابع التطور التقني، وأن يكون ملما بهذا التطور، ولا سيما أن لكل كاميرا ميزاتها.

مثلا خلال الحروب، كان هناك صعوبة لنقل الصورة عبر الوكالات، أما اليوم فالمسألة باتت سهلة والفضل في ذلك لوسائل التواصل والتقنية حيث بات سهلا إيصال الصورة وبشكل مباشر». 


حسن ابراهيم 


 الشمعة

{ المصور جمال الشمعة الذي بدأ هذه المهنة منذ العام 1984 أشار إلى أن هناك الكثير من المتعدين على هذه المهنة، بعد أن توافرت وسائل التصوير وأصبحت العملية سهلة، يقول: «إلتقاط الصورة أصبح ميسرا بلحظة واحدة ومن دون أي عناء أو تخصص».

والفرق بين القديم والجديد أيضا هو أن المصور الصحفي كان يحظى بتقدير أكثر، بينما يواجه اليوم صعوبات وسلبيات في هذا المجال بسبب توافر وسائل التصوير في أيدي الجميع عدا عن تطور وسائل التواصل ومزاحمتها وهيمنتها على المساحة الإعلامية.

يضيف: «بالأمس كان التقاط الصورة صعبا جدا في وجود فيلم «النيجاتيف» كون الصورة كانت غير مرئية، وكان يتوجب التحكم بالسرعة وفتحة العدسة. كما كان يتوجب بعد انتهاء الموضوع القيام بتحميض الفيلم وتظهيره ومن ثم طبعه».

وهنا، لا بد من أن نشير إلى أن عدد المصورين خلال فترة الأحداث في لبنان كان يقارب الـ45 مصورا بين ما يسمى «شرقية وغربية»، أما اليوم بوجود كاميرا «الديجيتال» أصبح كل شيء سهلا فيما يخص إلتقاط الصورة، إلا أن المصور المحترف بالرغم من سهولة إستعمال الكاميرا «الديجيتال» له عين تختلف عن أي مصور حامل لهذه الكاميرا، وذلك من حيث التقاط معنى الصورة، للتعبير عن الموضوع المكلف به ليترجم المعنى الحقيقي له.

أما فيما يخص المصورين اليوم، فقد بات بعضهم مع الأسف بمثابة «البائع المتجول» الذي يبيع سلعته بعين التاجر لا المحترف.



جمال الشمعة 


فواز

{ المصور علي فواز يرى أن الصورة هي أهم جزء في الحياة، يقول: «لا أحد يختلف على أن الصورة لها أهميتها في كل المجالات كونها تشكل مستندا تاريخيا في دور «الأرشيف».

بالأمس كان المصور يحمل الأفلام في جيبه ويحسبهم في العدد لأن الفيلم لديه عدد معين من الصور، وكانت استوديوهات التصوير تستقبل الأفلام السلبية للتحميض وكانت هذه الأفلام بمجرد تحميضها وتظهيرها تصبح (أي الأفلام) غير صالحة ولا يبقى منها سوى «النيجاتيف».

لذلك، فإن عيوب التصوير القديم تتمثل بعدم قابلية الأفلام للإفادة واستخدامها، وبالتالي تبقى الحاجة لكمية كبيرة من الأفلام للحصول على ما يكفي من الصور، وبالتالي لا يمكن رؤية الصور إلا عند التظهير وأيضا ظروف الإفادة تبقى مختلفة.

في الماضي كانوا يأخذون وقتهم في التقاط الصورة المناسبة، أما اليوم فقد تطورت تقنية التصوير وارتبطت بالتطور الهائل في مجال «الكمبيوتر».

وتبعا لنظام «الديجيتال»، أصبحنا نستعمل «الكارت» بدلا عن الفيلم الذي من خلاله بإمكاننا أن نحظى بكمية غير محدودة من الصور ننتقي من خلالها الصورة المناسبة.

كما أننا في زمن «الكمبيوتر» بات بإمكاننا أن نضيف أو نحذف أي شيء في الصورة كما بإمكاننا أن نقوم بأي تعديل عليها.

وفي الختام، أستطيع أن أؤكد لك أنه مع تطور الكاميرات الرقمية وتطور الهواتف ذات الكاميرات عالية الجودة تغيرت أتعاب المصور وتغير العمل معها في هذا المجال إلى أدنى مستوى، خصوصا وأن الإنسان أصبح من وقت لآخر يستعمل هاتفه لالتقاط الصور، وباتت الصورة بمتناول اليد بلحظة».


علي فواز