بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 نيسان 2019 12:00ص بين كذبة أوّل نيسان.. وأيام اللبنانيين المليئة بالكذب!!

حجم الخط
«كذبة أوّل نيسان» مناسبة تقليدية في العديد من دول العالم، تتوافق في الأوّل من شهر نيسان من كل عام، وتشتهر بتنفيذ خدع من قِبل البعض بسواهم، بحق غيرهم من أصدقاء وأقارب وأهل.
وتُعد هذه المزحة منتشرة في غالبية دول العالم باختلاف ألوانهم وثقافاتهم وحضاراتهم، وقد ذهبت غالبية آراء الباحثين الى أن «كذبة نيسان» تقليد أوروبي قائم على المزاح، يقوم به بعض الناس لإطلاق الشائعات أو الأكاذيب أو «الخبريات»، ويطلق على مَنْ يصدّق هذه الشائعات أو الاكاذيب أو «الخبريات» إسم «ضحية كذبة نيسان» مما أدى لانتشارها على نطاق واسع، في مختلف دول العالم، ومنها إنكلترا، أما في فرنسا فيطلق على الضحية إسم «السمكة»، وفي اسكتلندا «نكتة نيسان».

لتسليط الضوء على هذه المناسبة، التقت «اللـواء» عددا من السيدات في مختلف المجالات للوقوف على آرائهن حول هذه المزحة، إن صح التعبير، فكان الآتي:
دوغان
{ رئيسة «المجلس النسائي اللبناني» المحامية إقبال مراد دوغان تشير إلى أنها تقبل بأن تبقى كذبة الأول من نيسان في إطارها الناعم واللطيف، بعيداً عن الخشونة والسلبية، التي تؤدي الى انهيار الشخص المستهدف بهذا المقلب أو ذاك، وتقول: «الحقيقة هذه الفكرة لا تعجبني بتاتاً، لناحية تنفيذ الكذب على «فلان»، أو إجراء مقلب على «علان»، لذلك ما نرغب به أن تبقى الأمور في إطار «المزحة البسيطة» لا أن تتحول الى «مشكلة كبيرة» لتصل الى مسألة الموت مثلا. والسؤال الذي يطرح نفسه، هل يعقل في ظل المشاكل الإقتصادية والمالية والاجتماعية والصحية، والضغط الذي يعيشه اللبنانيون يومياً، أن نحوّل يوماً في السنة، الى مأساة حقيقية بإيقاع ضحايا جُدد، في يوم تدخل هذه العادة السيئة، في اطار سلوك وتصرفات البعض. في الدين الإسلامي الكذب مرفوض ومحرم شرعاً، وهذه العادة ليست من أصالتنا ولا من عاداتنا الاسلامية».
روحانـا
{ الناشطة في المجتمع المدني، والدفاع عن حقوق المرأة زويا روحانا لا تعطي كذبة أول نيسان أي أهمية تذكر في حياتها، وتقول: «في الأساس لا أحب التحدث عن هذا اليوم، الذي لا يعنيني بأي شيء لا من قريب ولا من بعيد. بالرغم أن البعض يتقبل بقاءها ضمن المقالب والفكاهة والنكات العادية، بحيث لا تتحول الى مصدر للإزعاج والقلق والخوف، لكننا في المقابل نعيش الدجل والكذب والرياء والنفاق في الممارسات الكيدية اليومية الحاصلة في واقع البلد كله، وما أربطه بالأوّل من نيسان، هو تذكر قانون 293، الذي من خلاله تم توفير حماية النساء، وسائر أفراد الأسرة، من العنف الأسري، والذي أقرّ في 1 نيسان من العام 2014، وهو يوم تاريخي، بالنسبة للمرأة اللبنانية.
لذلك، أفضل أن نتذكر هذا الإنجاز الذي تحقق في حينه، من خلال إقراره من قبل المجلس النيابي اللبناني، بدلاً من حصر الأمور، في 1 نيسان من كل عام بكذبة من هنا أو مقلب من هناك».
مخايـل
{ الشاعرة والكاتبة إيناس مخايل ترى أن مناسبة كذبة الأول من نيسان، لا طعم لها، أو لون، أو رائحة، وتقول: «أيام اللبنانيين على مدار السنة، مليئة بالكذب والنفاق والرياء، لذلك بتنا نحتاج الى يوم آخر للوفاء والإخلاص والصدق.
في المراحل الماضية، كان الأول من نيسان يحمل «مقالب جميلة»، لأننا كنا نعيش في عصر كان فيه الكذب قليلاً ونادراً، وكانت تلك المقالب والنكات تحمل معاني الفرح والبهجة والسرور، خلافا عما نعيشه في هذا الزمن، الذي فيه الكثير من الغدر والخيانة وقلة الوفاء والإخلاص والصدق.
لقد  انقلبت الآية رأساً على عقب، وما يحتاج إليه اللبنانيون، أن يكون هناك يوم للصدق، لأن الأغلبية الساحقة يمارسون الكذب والنفاق والمراوغة ولا ينحصر الأمر فقط على الطبقة السياسية والحزبية، فالناس باتت مأخوذة بحب المظاهر والمال والجاه والمصلحة والمنفعة الذاتية ولا يعيشون الأشياء الصادقة في جوهرها ومعدنها الأصلي».
أبو أنطون
{ المسؤولة الإعلامية في اتحاد «اورا» بريجيت أبو أنطون تلفت إلى أن كذبة أول نيسان، هي كذبة طريفة هدفها التسلية، لكنها في بعض الأحيان تتحول الى مأساة او خصام، وتقول: «منذ سنتين اتصل بي أحد الأصدقاء المقربين، الذي كنت على علم بأنه يمر بوضع صحي حرج، ليخبرني بأنه اضطر للدخول إلى المستشفى فجأة، ويحتاج الى مساعدتي، لانه قد يضطر الى الخضوع لعملية جراحية، ووالداه خارج البلاد. فورا غادرت مكان عملي وتوجهت مسرعة إلى المستشفى، ولدى وصولي اتصلت به لأتأكد من مكان وجوده، فتفاجأت بكلامه: أنا مش بالمستشفى أنا كتير منيح، مبروك أكلتي الضرب!.. بلحظتها كان شعوري بالصدمة السلبية، مختلطاَ بشعور اللوم من جهة، والفرح من جهة أخرى  كونه بخير. حينها أقفلت الخط الخليوي، ولم أجب على اتصالاته الهاتفية، الى حين قدومه الى منزلي بعد عدة ايام، والاعتذار عما قام به».
درباس
{ الإعلامية ريمي درباس تحب أن تسرد كلامها، بالعربي الدارج، وتقول: «وعينا ع كذبة أوّل نيسان.. كنا ننطر ونحضّر قبل بوقت شو الكذبة اللي بدنا نعملها بأهلنا، إخواتنا، رفقاتنا، بمعلماتنا وأساتذتنا، وكنا ننطر مين ح يكون الضرب أو الكذبة اللي محضرها أحلى أو أقوى، حتى أهلنا كانو يتقبلوا المقلب، واللي حوالينا.
اليوم بعتقد إنو وصلنا لمرحلة ما بقى نتأثر، مش لأنو فكرة أوّل نيسان بطّل إلها معنى، لاء لأنّو وصلنا لمرحلة تعوّدنا عالكذبات، المزحات صاروا يضايقونا، قد ما في مفاجآت بحياة اللبناني، بطّل يتأثّر بأي شي لا سلبي ولا إيجابي، السلبيات تعوّد عليها، والايجابيات بيعتبر إنو أصلاً لازم تكون من أساس حياتو.. مش مفاجأة وصارت.
أنا شخصياً، نسيت إنّو أوّل نيسان بعدو مرتبط بكذبة أو مقلب.. مش تشاؤم.. بس في كتير قصص بتمنّى صدّقها، وقصص بتمنّى ما صدّقها أو ما صدّق إنها موجودة.. الشي الوحيد اللي بيربطني بأوّل نيسان، هوي إنو ماما خلقاني بهيدا النهار».
صفير
{ رئيسة «الهيئة اللبنانية لمناهضة العنف ضد المرأة» لورا صفير تشير إلى أنّها «في الأساس لا تؤمن بكذبة أول نيسان، وتقول: «أيعقل أننا ننتظر ممارسة الكذب، في هذا اليوم من السنة، فيما أيام السنة كلها، فيها نفاق ورياء وكذب وقلة صدق. ولا يسعنا أن ننسى ما يقوم به بعض السياسيين بإطلاق الوعود، لناحية إيجاد الحلول لقضايا المرأة، وبعض الإصلاحات القانونية، فيما يتراجعون عن الإلتزام بما أعلنوا عنه ويبقى كلامهم هباءاً منثوراً».