بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 نيسان 2020 12:00ص حوار مع رئيس اللجنة التقنية للعناية بالمرأة الحامل في مواجهة «الكورونا»

د. القاق: كون المرأة حامل لا يشكّل أي مخاطر إضافية للإصابة

ليس هناك من انتقال إصابة عامودي من الأم لجنينها ليس هناك من انتقال إصابة عامودي من الأم لجنينها
حجم الخط
أصدر المدير العام لوزارة الصحة العامة الدكتور وليد عمار في آذار الماضي، قرارا حمل الرقم 451/2 قضى بـ «تشكيل لجنة تقنية تعنى بالمرأة الحامل في مواجهة «الكورونا» 19-COVID من ممثلات وممثلين عن دور التوليد والأمراض النسائية في الجامعات والمستشفيات والهيئات العلمية، وذلك بهدف رصد مخاطر إصابة الحامل بـ «فيروس كورونا» بشكل دوري، وحمايتها والعناية بها.

وطبعا في زمن انتشار هذا «الفيروس» أسئلة عديدة تجول بال الكثير من الأمهات الحوامل اللواتي تقلقن قلقا مضاعفا على أطفالهم الذين لم يروا النور بعد.

فتراهن تبدأن بطرح الأسئلة التالية:

هل أنا معرّضة لالتقاط الفيروس أكثر من غيري؟

كيف يمكنني أن أحافظ على حياة الجنين؟

هل سبل الوقاية تختلف،وماذا عن المخاطر؟

د. القاق


د. فيصل القاق


أسئلة عديدة تجول بخاطر كل حامل وللإجابة عليها، التقت «اللواء» رئيس «اللجنة التقنية» التي استحدثتها وزارة الصحة الأخصائي في الجراحة النسائية والتوليد والصحة الجنسية الدكتور فيصل القاق، فكان الحوار الآتي:

{ ترأست مؤخرا اللجنة التقنية التي أطلقتها وزارة الصحة اللبنانية، للعناية بالمرأة الحامل في مواجهة فيروس «الكورونا»، فما آخر المعطيات؟

- «إحساسا منها وإدراكا لوضع المرأة الحامل في لبنان والعالم الذي يستوجب عناية خاصة، وتبعا لإرشادات منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الدولية وغيرها من الكليات العلمية التي دوما تعامل الحامل كفئة تستوجب عناية خاصة.

تم إنشاء هذه «اللجنة الوطنية التقنية «للكورونا والحمل للإحاطة بأية إصابة أو مشاكل تحيط بالمرأة الحامل.
وفي نفس الوقت، للقيام بالتوعية وإجراء الحماية والوقاية ضمن هذا الإطار.

{ لو تطلعنا على أبرز مهام «اللجنة»؟

- الحقيقة هناك 5 مهمات:

المهمة الأولى تتعلق برصد الإصابات ورصد المخاطر حول هذه الإصابات وإنتاج بروتوكولات لرعاية الحامل ورعاية الولادة المصابة بـ «الكورونا».

أيضا إنتاج دورات تدريبية للزميلات والزملاء والقابلات بهدف كيفية التعامل مع الحامل ومع الطلق والولادة وما بعد الولادة، بالإضافة إلى إنتاج مواد تثقيفية سترونها قريبا وستتوزع في كافة مراكز الصحة والمستشفيات في لبنان لزيادة المعرفة العلمية ونشر التوعية والتثقيف العلمي.

{ كم يبلغ عدد إصابات النساء الحوامل حتى الآن؟

- حتى الساعة هناك حالة واحدة تبيّن أنها إيجابية بعد الولادة بيومين، والحمد للّه أنها والمولود يتمتعان بصحة تامة.

أحيانا تأتي حالة أو أكثر حيث يكون هناك إشتباه بوجود عوارض قد تكون عوارض «كورونا» فيتم إجراء اللازم تبعا لإرشادات الوقاية والحماية، ليتبيّن بعد الفحص أنهن لسنا مصابات بـ «الكورونا»، هناك ما يقارب الـ 5 حالات من هذا النوع.

وأستطيع أن أؤكد لك أن التعاطي معهن مميّز جدا لجهة الوقاية والحماية والعزل بمعنى أن الأم والمولود يتواجدان في نفس الغرفة لكن الأم تكون محمية تماما وبإمكانها إرضاع مولودها ضمن سبل الوقاية والحماية

{ هل الوقاية التي يجب أن تتبعها المرأة تختلف عن غيرها؟

- المتعارف عليه علميا لغاية الآن ومن خلال الدراسات أن كونك حامل لا يشكّل أي مخاطر إضافية للإصابة بـ «الكورونا»، لكن يجب على الحامل في هذه الحالة أن تمارس درجات الحماية والوقاية مثل أي مواطن آخر ضمن الإرشادات التي نعرفها..

{ ما المخاطر التي يمكن أن تتعرّض لها الحامل في حال إصابتها بـ «فيروس كورونا»؟

- كل الدراسات التي ظهرت منذ انتشار الكورونا على عيّنات منذ بداية الوباء في الصين لم يتبيّن أن الإصابة في الفترة الأولى من الحمل أدّت إلى تشوّهات أو إسقاط أو «ترويح» للجنين.

أما في الشهر السابع أو الثامن من الممكن بنسبة جدا بسيطة أن تزيد من مخاطر الطلق المبكر والولادة المبكرة، الذي هو بالأصل من الممكن حدوثه لدى أي إمرأة حامل سواء كانت مصابة بـ «الكورونا» أو لم تكن مصابة.

ليس هناك دليل بأن الإصابة بـ «فيروس كورونا» ممكن أن تخلق مشاكل لدى الأم الحامل صحيا أو أنها قد تؤثر على صحة الجنين سواء على صعيد التشوّهات الخلقية أو بالتكوين أو الوفاة.

{ هناك تضارب في الآراء بما يخص انتقال الفيروس من الأم لمولودها، فما ردّك؟

مسار المنحنى لا يزال ضمن السيطرة.. لكن علينا البقاء في المنزل مع أخذ أقصى درجات الحيطة وسبل الوقاية دون خوف وقلق

- التوضيح يجب أن يبنى على 3 نقاط:

1ـ دراسة موجودة.

2ـ إستنتاجات قوية من أكثر من دراسة علمية وموثوقة.

3ـ من خلال المقاربة لإصابات تشبه «الكورونا» مثل السارس وغيره..

بالدليل المتوافر حتى الآن، فإن أغلب الحالات التي تمّت رؤيتها سواء في الصين أو في إيطاليا أو في أميركا.. لم يكن هناك من انتقال إصابة عامودي من الأم لجنينها.

ستقولين أننا قرأنا بأن هناك حالتين ثبت بأنه تم انتقال الاصابة من الأم إلى مولودها، صحيح، لكن حتى الساعة يجري التحقق من ذلك بحسب شرح وتفسير بعض الزملاء في أميركا حول هاتين الدراستين، ولا سيما أن في هذه الدراسة لم يكن مثبتا أنه كان هناك إلتهاب في الخلاص.

والسؤال هل ثبت وجود الكورونا في الخلاص؟

هل من تواجد لـ «الكورونا» في «ماء الرأس»؟ لتكون قد انتقلت إلى الجنين ،وبالتالي نحن لا نعلم إذا الإصابة حصلت من خلال طريقة الولادة أوإدارة العملية ككل، من يد لأخرى...

أو فعلا من الأم عندما كان الجنين في رحمها؟

حتى الأن لم يثبت ما إذا كان هناك من شيء في الخلاص أو الرحم وبالتالي لم تجر مقارنة بين رد فعل الأم على الإصابة ورد فعل الجنين على الإصابة ،ما يزال ينقص هذه الدراسة التمكين العلمي والمخبري أكثر لنؤكد هذا الأمر.

الآن ماذا نستنتج؟

نستنتج بأن هاتين الدراستين أشارتا لذلك، صحيح، لكن أغلبية الحالات وقد تخطت النسبة الـ 50 حالة لم يتبيّن أن هناك أي إنتقال عامودي من الأم إلى جنينها، وبالتالي في تلك الحالتين التي أشارت لهما الدراستين فقد كان الإنتقال عامودي لكن العوارض كانت بسيطة جدا على الجنين وهي لم تستوجب وضعه في الحضّانة أو في العناية الفائقة.

إذن التحليل جاء عبارة عن إمكانية أو فرضية، خصوصا وأن الحالات الأخرى لم تلحظ أي شيء ظاهر.

{ ما نصيحتك للمرأة الحامل؟

- نصيحتي أن تتصرّف بشكل طبيعي، كأي إمرأة حامل مع اعتماد التغذية السليمة المتنوعة وتخصيص وقت للراحة والنوم بالإضافة إلى الحماية وسبل الوقاية المطلوبة والإبتعاد عن أي حالات مشتبه بها، وبالتالي لا داعي للخوف لأن ذلك يؤدّي إلى الإصابة بالتوتر.

إلا أن الحذر واجب والحماية واجبة ضمن الإرشادات الموجودة سواء داخل المنزل أو خارجه إذا كانت تقوم بعمل معين.

{ ختاما، برأيك هل سينتهي «الحجر» المفروض في 12 الجاري أم هناك إمكانية للتمديد؟

- طبعا وزارة الصحة وهيئة إدارة الكوارث والحكومة مجتمعة وكل الخبراء يجرون تقييما دوريا شبه يومي لمسار الأمور ولعدد الحالات ولكيفية مسار المنحنى الذي يتطور يوما بعد يوم.

لا أريد استباق رأي القيّمين والمتابعين لكن ربما تتمدد فترة الحجر المنزلي أكثر، علما أن ليس هناك خوف على البلد لأن الوزارة وكافة الشركاء فيها بالتعاون مع رؤساء البلديات في مختلف المناطق الذين يقومون جميعهم بجهد ممتازومتابعة يومية، ولاسيما لجهة ضبط الأمور في مخيمات النازحين واللاجئين.

والأهم هو إلتزام الناس بمنازلهم والذي تحقق بنسبة 90%و80%...

في المقابل، طبعا لا ننكر معاناة الناس ولا سيما المياومين منهم الذين هم بحاجة لتأمين لقمة عيشهم، وهنا يأتي دور الحكومة الملزمة بأن تهتم بهؤلاء الناس إسوة بالبلاد الأخرى التي حرصت على تأمين احتياجات مواطنيها.

أيضا هناك المغتربين الذين سوف يعودون، وعليه يجب أن يكون هناك آلية علمية وتقنية وإنسانية تليق بعودتهم، ولاسيما أن لهم حق العودة إلى وطنهم كسائر المواطنين في لبنان.

ما أريد أن أؤكده أن وضعنا العام هو أفضل بكثير عن غيرنا،لا نزال ضمن إطار تسجيل الحالات،خصوصا وأن مسار المنحنى لا يزال ضمن السيطرة، لكن علينا أن نواظب على البقاء في المنزل مع أخذ أقصى درجات الحيطة وسبل الوقاية لكن دون خوف ودون قلق.