بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 آذار 2018 12:18ص «كذبة أوّل نيسان».. ليست يوماً وطنياً معترفاً به

حجم الخط
كتب محرر التحقيقات:
كذبة ابريل أو كذبة نيسان أو يوم 1 ابريل وبالانكليزي April Fool Day`s هو مناسبة تقليدية في عدد من الدول توافق الأوّل من شهر نيسان من كل عام، ويشتهر بعمل خدع في الآخرين، يوم كذبة نيسان، لا يُعد يوماً وطنياً أو مُعترفاً به قانونياً، وإطلاق النكات وخداع بعضهم البعض، تعد هذه المزحة منتشرة في غالبية دول العالم باختلاف ألوانهم وثقافاتهم، وذهبت أغلبية آراء الباحثين إلى أنّ «كذبة نيسان» تقليد أوروبي قائم على المزاح، ويقوم فيه بعض النّاس بإطلاق الشائعات أو الأكاذيب، ويطلق على من يصدق هذه الشائعات أو الأكاذيب اسم «ضحية كذبة نيسان»، فانتشرت على نطاق واسع، في مختلف دول العالم، ومنها في انكلترا، ويطلق على الضحية في فرنسا اسم «السمكة» وفي اسكتلندا «نكتة نيسان».
{ وفي هذا استطلعت «اللواء» آراء عدد من السيدات، فقالت رئيسة جمعية «Breath of an Angel» كارلا كشيشان واكيم: «لا احب ان امازح أحدا، وأعرضه لكذبة أوّل نيسان، أو الشروع بتنفيذ مقلب مع أحد»، لأن أي مزحة ولو عفوية، يمكن ان توتّر الشخص المقصود أو المستهدف، وهذا التصرّف أو السلوك لا اتقبّله إذا شرع به شخص أو امرأة، لأن هذا لا يتناسب مع طبيعة شخصيتي، ولكن لا يمنع ان تكون كذبة أوّل نيسان، فيها شيء من الفكاهة والطرفة، إذا بقيت كذبة بسيطة، لا ان نصل بالأمور إلى حدّ فبركة موضوع معين، يؤدي إلى خلق التشنّجات والتوتّر والخوف، ولا أعطي لهذا اليوم أي اهمية تذكر، لأنني طوال فترة عملي، أكون جدية جداً، وأحب كثيراً الابتعاد عن الأجواء الهزلية، وتحديداً التي تكون من «العيار الثقيل»، بل يجب ان تبقى كذبة أوّل نيسان بسيطة جدا، وبعيدة عن الصدمة السلبية، التي قد تشكّل في حال حدوثها، مع شخص مريض، سببا لعارض صحي يستدعي نقله إلى المستشفى، وهنا تكون قد حصلت الواقعة، من أجواء المزح والفكاهة، إلى أخرى فيها قلق وخوف».
دوغان
{ من جهتها، قالت رئيسة «المجلس النسائي اللبناني» المحامية إقبال مراد دوغان: «اقبل ان تبقى كذبة أول نيسان، في اطارها الناعم واللطيف، بعيداً عن الخشونة والسلبية، التي تؤدي إلى انهيار الشخصي المستهدف، بهذا المقلب أو ذاك، فهل يعقل في المشاكل الاقتصادية والمالية والاجتماعية والصحية، الضاغطة على أوضاع اللبنانيين ان نحوّل يوما في السنة إلى مأساة حقيقية، بإيقاع ضحايا جددا، في يوم تدخل في هذه العادة السيئة، وفي الأساس الكذب مرفوض، وإذا انتقلت المزحة الإيجابية، إلى «نكتة ثقيلة»، تصبح الأمور في ضفة الازعاج غير المقبول، وهناك مقالب ثقيلة العيار حدثت معي، ومنها ما نُقل إليّ عن شخص اعرفه توفي، وبعدها يتبين انه على قيد الحياة، فهل يعقل ان نمازح الآخرين بأعمارهم، وهناك مقلب آخر، حدث معي في كذبة أوّل نيسان، ان أبلغت بولادة إحدى قريباتي، رغم انه ليس موعد ولادتها، فلم اتقبل هذه الفكرة المؤذية، لانني خفت من وقوعها بالسيىء من الأوضاع الصحية، مع مولودها الجديد».
قهوجي
{ أما قائمقام قضاء الشوف مارلين قهوجي، فقالت: «هذه المزحة أو المقلب، والتي تحدث في الأوّل من شهر نيسان، من كل عام، تبقى مقبولة ومهضومة، إذا ابتعدت عن الأجواء السلبية، وفي الأساس كما اتذكر تحدث بين الطلاب، من مستوى المدارس والجامعات، وأحب ان تبقى في إطار ليست كذبة في يوم واحد من السنة، بل مجرّد فكرة للتسلية وللمزح فقط، ولا وشرط ان تعطى دوراً أكثر من حجمها الحقيقي وأفضل لتكون في إطار «المقالب المضحكة»، وتبقى في ذاكرتنا عندما كنّا صغاراً، وليس في مرحلة الكبار، وهي ترتبط بالأطفال والأولاد في الدرجة الأولى في المقابل أرفض الكذب من قريب أو بعيد، وأعتبره نقطة ضعف في شخصية الإنسان، وربيّت أولادي على الصدق وقول الحقيقة، ومواجهة افعالهم، حتى لو كانت خاطئة أو سلبية، فالرجوع عن الخطأ يعتبر فضيلة، والاعتراف به يكون أفضل واحسن حالاً، لأن ثمن الكذب، أكبر بكثير من ثمن الصدق».
عبود
{ بدورها عضو «الهيئة الوطني لشؤون المرأة» كاتبة العدل رندة عبود قالت: «تبقى كذبة أوّل نيسان مجرّد يوم للفكاهة والنكات، من أجل الخروج من الروتين اليومي، الذي نعيشه طوال أيام السنة، ويبقى هذا يوم واحد، في هذه السنة التي تمر علينا، بضغوطات نفسية واجتماعية واقتصادية ومالية وصحية، يُعاني منها كل أفراد الشعب اللبناني، فلا بدّ من يوم، فيه مجال للضحك والمقالب، شرط ألا تتحوّل إلى وقوع حوادث، وانهيار الشخص المستهدف بهذا المقلب أو الخبرية أو الشائعة».
أبو ناضر
{ من جهتها، الإعلامية ربيكا أبو ناضر قالت: «كذبة أوّل نيسان تقليد قديم، معمّم في معظم دول العالم، لكن الاسبان لا يحتفلون به، لأن موعده يصادف مع مناسبة دينية يحتفلون بها سنويا، والالمان يتذكرون عيد ميلاد مؤسّسها القائد التاريخي بسمارك، ورغم اننا ننتبه إلى تاريخ الأوّل من نيسان، لكن في بعض المرات، نقع في المقلب، أو «الكذبة البيضاء»، ونقبل بأن تبقى كذبة بيضاء مقبولة وغير مقصودة، ونتقبلها بروح رياضية، وما لا نقبله هو استمرار النفاق والكذب والرياء السياسي على المواطنين، في بلد يعيش أبناؤه أوضاعا نفسية واقتصادية ومعيشية ومالية واجتماعية وصحية، مقعدة وصعبة، وسيئة، فوصلت الديون المالية إلى أكثر من 80 مليار دولار».
وأضافت أبو ناضر: «هناك مثل شعبي يقول «الكذب ملح الرجال، والعيب علّي بيصدق»، والسياسيون والقوى الحزبية في لبنان يمارسون كذبة أوّل نيسان، على مدى العام كلّه، وللأسف المواطنون في وادٍ، والمسؤولون في وادٍ آخر، خصوصاً في الفترة الراهنة المرتبطة بموسم الانتخابات النيابية، والحملات الدعائية والاعلامية والاعلانية.
الغصيني
{ من ناحيتها، رئيسة «اتحاد بلديات الشوف - السويجاني سابقاً»، والدكتورة في الجامعة اللبنانية، البروفسورة نهى الغصيني قالت: «لا اعطي كذبة أول نيسان أي أهمية تذكر في حياتي، واعرف بموعدها قبل عدّة أيام، من بلوغ يوم أوّل نيسان، ونتقبّل بقاءها ضمن المقالب والفكاهة والنكات العادية، فلا تتحوّل إلى مصدر للازعاج والقلق والخوف، في المقابل اننا نعيش الدجل والكذب والرياء، في الممارسات الكيدية، الحاصلة في واقع البلد كلّه، والتي تقوم بها القوى السياسية والحزبية المختلفة، فهذا اليوم هذا الكذب والنفاق، لن يقدم أو يؤخر بأي شيء، في واقع البلد كله».