بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 آب 2019 10:19ص الحريري من واشنطن: لبنان مدعوم وسيدر "الى العمل" قريباً

بومبيو: ندعم المؤسسات اللبنانية وحزب الله يهدد لبنان

حجم الخط
أطلق رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، خلال لقاءاته أمس الخميس، من العاصمة الأميركية واشنطن، سلسلة مواقف تناولت كافة المسائل المشتركة، حيث تطرق الى موضوع محاربة الإرهاب، ومسألة ترسيم الحدود مع اسرائيل، والعقوبات على حزب الله وحلفائه، والخروقات الإسرائيلية، مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. والى الوضع المالي والإقتصادي مع ممثلي البنك الدولي، وسبل دعم الجيش مع نائب وزير الدفاع الأميركي جون رود.

حيث أكد الحريري بعد لقائه بومبيو، على العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة ولبنان وعلى "شراكتنا والتزامنا المشترك لمحاربة الارهاب واستكمال المفاوضات التي يخوضها وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو بما يتعلق بترسيم الحدود البرية والبحرية".

وأشار إلى اننا "ننتظر الوصول الى قرار نهائي في الاشهر المقبلة في مفاوضات الحدود كما في موضوع سيدر ونتابع دعم هاتين المبادرتين اللتين تعززان الاستقرار في لبنان".

وفي مؤتمر صحفي مشترك، لفت بومبيو إلى أن "لبنان مهدد من إيران وبمن تمثل في لبنان أي حزب الله"، مؤكداً استعداد بلاده للوساطة في قضية الخلاف البحري بين لبنان وإسرائيل، مشدداً على التزام الولايات المتحدة في دعم مؤسسات الدولة اللبنانية.

توجه للحريري بالقول: "نقدر التزامك الشجاع لتحمل كامل المسؤولية في الدفاع عن لبنان وبالقيام بالإصلاحات الضرورية التي ستفتح المجال لتعزيز الاقتصاد اللبناني، ونشكرك على ذلك".

واستهل الحريري لقاءاته باجتماع عقده مع رئيس مجموعة البنك الدولي دايفيد مالباس، في مقر البنك، حضره الوزير السابق غطاس خوري، المدير التنفيذي المناوب لمجلس المديرين التنفيذيين في مجموعة البنك الدولي السفير راجي الأتربي، القائم بأعمال نائب رئيس البنك لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا رباح أرزكي ومساعدة رئيس البنك هانيا داوود. وتم خلاله عرض علاقة البنك بلبنان والمشاريع التي يمولها.

بعد الاجتماع، تحدث الحريري إلى الصحافيين، فقال: "أكدنا للبنك الدولي، أن علاقتنا بهم مهمة جدا، وأننا مستمرون بالعمل، وخاصة في قطاعات كالكهرباء والاتصالات وإدارة النفايات، وهم بدورهم كانوا متحمسين لمساعدة لبنان، والعلاقة معهم ممتازة للغاية".

مضيفاً: "هنّأت اليوم الرئيس الجديد للبنك وشرحت له التحديات التي نواجهها في لبنان، سواء على الصعيد الإقتصادي أو السياسي، وقد أكّد من جهته مواصلة دعم البنك لنا، وإن شاء الله ستكون هناك خطوات واجتماعات أخرى سنجريها في لبنان".

وأشار الى أن "صندوق النقد الدولي، ينظر إلى الوضع المالي في لبنان بشكل محدد، وهم أعربوا عن عدم حماستهم للعمل مع لبنان في آخر تصريح لهم، أما البنك الدولي، فهم شركاء لنا، وننفذ العديد من المشاريع معهم، ولا شك أن الأرقام المالية في لبنان صعبة، وهو ما نحاول أن نقوله، فقد أقررنا في موازنة العام 2019 التي كانت صعبة، لكنّها مسار، ويجب أن ننظر إلى الموازنات، اليوم أنجزنا موازنة العام 2019 وبعدها هناك موازنات الأعوام 2020 و2021 و2022.

موضحاً أنه "إذا نظرنا إلى القرارات التي اتخذناها في موازنة العام 2019 على صعيد وقف التوظيف على مدى ثلاث سنوات، فإنّ هذه إحدى الخطوات لوقف النفقات لدينا. وفي موازنة العام 2020 سنتخذ خطوات مماثلة، وبما أنّنا أقررنا استراتيجية الكهرباء ويجب أن ننفذها، فإن ذلك يوجب علينا تخفيض الدعم الذي نوفره للكهرباء بنحو المليار دولار، وهذا يجعلنا نصل إلى الأرقام التي نسعى إليها".

ورداً على سؤال حول بدء البنك الدولي باستخدام الأموال التي منحها في "سيدر" بالمشاريع الحالية، أجاب: "بالتأكيد بدأوا يستخدمونها. الآن نحن نعمل مع الفرنسيين لكي ننتهي من اللجنة التي ستتابع كلّ هذه المشاريع، وإن شاء الله يكون هناك أوّل اجتماع لهذه اللجنة في أيلول المقبل".

وعن مسألة النفايات، قال الحريري: "حين أعود إلى لبنان سيكون لدي كلام واضح وصريح في هذا الموضوع، وأنا أرى أنّه يتخذ طابعاً مؤسفاً، طائفياً ومذهبياً، وهذا أمر مقزز أنّنا وصلنا إلى مكان أصبح فيه المواطن لا يعرف ما الذي يقوله. هناك من يقول إنّه لا يريد أن يستقبل النفايات، فلنمنع بعضنا إذا من الذهاب إلى المنطقة الفلانية لتناول العشاء مثلاً، لأنك إذا تعيشت في هذه المنطقة يجب أن تأخذ نفاياتك معك وتعيدها إلى منطقتك. هذا الأمر أصبح "مسخرة". هناك أشخاص لا يفكرون بما يقولون. يمكن أن يأتي من يقول لك إنّك إذا أقمت محطة كهرباء في هذه المنطقة فيجب أن تخدم هذه المنطقة فقط. لكن حين أعود إلى لبنان سيكون لدي كلام واضح وصريح في هذا الموضوع وستكون لديّ حلول بأن تفرض الدولة قراراتها وانتهينا".

أما في خصوص تصنيف لبنان المنتظر في 23 الجاري، لفت الحريري الى أن "اليوم لدينا تحد كبير جداً مع ستاندرد أند بورز ونعمل من أجل تحسين هذا الموضوع، لكن هذا لا يعني أن وضعنا غير جيد، بل على العكس، نحن نقوم بكل الخطوات التي ستوصلنا إلى بر الأمان. المهم ألا نكون نتلقى الأخبار السلبية دون أن نقوم بأي تحرك. الفكرة الأساسية أنه مهما كان الآتي إلينا، فإن علينا أن نقوم بواجباتنا، وإلا إن بقينا ننتظر ونقول لماذا حصل ذلك، يكون هذا خطأ. علينا أن نقوم بما يجب أن نقوم به ونوصل أنفسنا إلى بر الأمان".

وتوجه بعد ذلك الحريري إلى مقرّ إقامته في فندق الفور سيزنز، حيث استقبل نائب وزير الدفاع الأميركي جون رود، وبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين، لاسيما سبل دعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية.

وكان للحريري دردشة أخرى مع الصحفيين، حيث رد على وصف زيارته إلى واشنطن بأنها انصياع لإملاءات أمريكية بالقول أنه يُقيِّم زيارته بطريقة وخصومه يقيمونها بطريقة أخرى، مضيفاً: "هم من تأتيهم الإملاءات، أنا لا أحد يملي عليّ شيئا".

وعن موقف الإدارة الأميركية من العقوبات ضد حزب الله، أكد أن لبنان لا يستطيع تغيير هذا الموقف لكننا نعمل على تجنيب البلد اي تبعات، وما قاله بومبيو اليوم يظهر ان لبنان مدعوم ولكنهم يحتفظون بموقفهم من حزب الله".

وردا على سؤال على علاقة بما يزعم عن مصانع لصواريخ لحزب الله، قال: "الأميركيون يناقشون معنا هذا الموضوع ولا أريد أن أدخل في التفاصيل، ونحاول إيجاد أفضل طريقة لعدم وضع لبنان في موضع الخطر، ونحن لسنا بوليسا عند الإسرائيلي الذي يواصل خرق القرار ١٧٠١ وليس هناك توازن في ردات الفعل تجاه ما ترتكبه إسرائيل من خروقات".

وأشار الى أن "الحديث عن عقوبات على حلفاء لحزب الله يجري التداول به في الكونغرس ولكن أعتقد بأننا لن نصل إلى ذلك".

وقال الحريري: "سمعت مديحا لا مثيل له لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وللبنك المركزي، وهناك ماكينة تحاول ضرب الاقتصاد من خلال التهويل بالعقوبات والبعض حاول التهويل من خلال الموازنة، ويعتقد هؤلاء انه بضرب الاقتصاد نجد حلا لحزب الله"، مؤكداً أن بتقوية الدولة ومؤسساتها سيضعف الجميع.

كما أكد الحريري أن "وقف التهريب هو قرار لبناني وليس مطلبا أميركيا وسنضع سكانر في المعابر البرية والمرافق البحرية وسنقفل المعابر غير الشرعية وهذه القرارات ستظهر نتائجها في موازنة ٢٠٢٠".

ولفت الحريري الى أن "وليد جنبلاط غير مستهدف جسديا ومن يفكر بذلك سيأخذ البلد إلى حرب أهلية، وفي السياسة "يلي بدق بوليد جنبلاط بدق فيي وبالرئيس بري وحلفاء آخرين لجنبلاط من بينهم القوات اللبنانية".

المصدر: "اللواء"