بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 آب 2018 11:42ص جعجع: الاستدعاءات على خلفية التعليقات بمواقع التواصل تذكرنا بالنظام الأمني

حجم الخط

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "7 آب كانت فعل نظام أمني سوري - لبناني مشترك. صحيح أنه زال إلا أن الجميع يدرك أن لا شيء يزول بشكل كامل وإنما دائما ما تبقى بعض الرواسب هنا وهناك، ونحن في الوقت الراهن نرى أن بعض رواسب هذا النظام لا تزال مستمرة إلا أننا كما قضينا عليه بشكل كلي، نحن لن ندع هذه الرواسب تظهر من جديد لتأخذ مداها وإنما سنكمل المسيرة والعمل من أجل اجتثاثها بشكل كلي من النظام اللبناني، فإما أن يعيش لبنان في كنف الحرية او لا حياة له أبدا".

كلام جعجع أتى خلال لقاء أقامته مصلحة طلاب "القوات" لخريجيها في المقر العام للحزب في معراب بعنوان "قمة الإلتزام"، في حضور الأمينة العامة للحزب شانتال سركيس، الأمين المساعد لشؤون المصالح غسان يارد، الأمين المساعد لشؤون الإدارة جورج نصر، رئيس مصلحة الطلاب شربل خوري وعدد من الطلاب.

ولفت جعجع إلى أن "بعض الظواهر التي تذكرنا برواسب النظام الأمني السوري - اللبناني هي الاستدعاءات التي تتم على خلفية تعليقات يقوم البعض بنشرها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وبعض تلك التعليقات تستوجب الاستدعاء لأننا نعيش في بلد يحكمه القانون ويجب ألا يتم تخطيه لئلا تعم الفوضى إلا أن هناك تعليقات تأتي في سياق حرية التعبير عن الرأي، وانا أعتقد أنني كمواطن لبناني لدي كامل الحق في أن أنشر بشكل موضوعي عبر صفحتي على "فايسبوك" معطيات أو معلومات قرأتها أو أعرفها عن أمر ما وهذا الأمر يجب ألا يؤدي إلى استدعائي للتحقيق". وقال: "على رغم كل الفساد المستشري في إدارات الدولة كافة، وقضايا الفساد التي تملأ صفحات الصحف بشكل يومي، وهي الموضوع الأساسي الذي يتم تداوله والحديث عنه في الصالونات، وعلى رغم من أن هذه الأخبار المتداولة هي بأكثريتها الساحقة صحيحة إلا ان بعض الدوائر القضائية في لبنان تستدعي حصرا بعض المسؤولين والموظفين التابعين للوزارات المشهود لها بحسن سيرتها واستقامتها من جانب الناس، لذلك "7 آب" التي أصبحت ذكرى يجب أن تبقى دائما في الذاكرة كي لا تتكرر، كما يجب أن نعمل من أجل القضاء بشكل كامل على رواسب النظام الأمني السوري - اللبناني الذي اندحر".

وكان استهل رئيس "القوات" كلمته بالقول: "نحن ننهمك بانشغالاتنا اليومية، كتشكيل الحكومة والإنتخابات النيابية وغيرها، وهذا الأمر يحول دون أن نعيش قضيتنا بشكل دائم في الوعي بسبب ضيق الوقت إلا أنها تعيش دائما معنا في اللاوعي، لذلك من المهم جدا أن يعود الإنسان من حين إلى آخر ليرى هذه القضية تترجم أمامه إلى كلمات وبالطبع هذه الكلمات ليست كباقي الكلمات".

وتطرق إلى تجربته الشخصية واستعاد في حديثه فترة البدايات عندما كان طالبا للطب في الجامعة الأميركية واستفاض في شرح سبل "مقاربة الصالح العام والمصلحة الشخصية وكيف أن النظرة السائدة في البلد التي تدفع الطلاب للاهتمام بالثانية بغض النظر عن الأولى، خاطئة في ظل أن المصلحة الشخصية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال الصالح العام الذي هو صمام الأمان والضامن الوحيد لاستمرار واستقرار هذه المصلحة"، وقال: "منطقة الشرق الأوسط لا تزال سياسيا قيد التكوين إذ أن الأوطان فيها ليست ثابتة بشكل نهائي بحكم أن الدول في هذه الأوطان لم تقم بشكل نهائي بعد. البعض يظن أننا لو كنا اليوم نعيش في بلد من بلدان أوروبا لما كنا نستفيض بالكلام عن هذه الأمور إلا ان مسألة "الإلتزام" لها وجه آخر في مقاربتي يكمن في قرار كل فرد في أن يعيش على هامش التاريخ أو في صلبه إذ على كل فرد أن يتخذ القرار إما في المضي سيرا على طريق هذه البشرية جمعاء أو أن يتسكع على قارعته، لذلك أعتقد أن كل فرد منكم يجب أن يعمل ليكون دائما في صلب أحداث التاريخ ويساهم على قدر موقعه في تحديد مسار الأمور في مجتمعه، وما تقومون به من عمل يجب أن يكون مماثلا لما يقوم به الساسة الفعليون وليس بائعي الخدمات، فمن يعمل في السياسة بشكل حقيقي، وبكل ما لهذه الكلمة من معنى، يحددون مسار الأمور في مجتمع معين وهم يعيشون في صلب التاريخ".