بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 كانون الأول 2020 12:58م «العلمانية» و«الطائفية».. من ينتصر في الإنتخابات النيابية؟

منى فياض: لإجراء الإنتخابات النيابية المقبلة بإشراف أممي

احتفال النادي العلماني بعد الفوز في الانتخابات الطلابية في جامعة  اليسوعية احتفال النادي العلماني بعد الفوز في الانتخابات الطلابية في جامعة اليسوعية
حجم الخط

كالقنبلة المدوية صدرت نتائج انتخابات الجامعة اليسوعية أمس، فتهدّم الهيكل الذي جهدت الأحزاب في صنعه على مرّ السنين. اللعب على الوتر الحسّاس لم ينفع هذه المرة، وشد العصب الطائفي لم يؤت بالنتائج المرجوة، اذ تمكن النادي العلماني «طالب»، من قلب جميع المقاييس، واخراج الأحزاب من قلاعها المتينة على رأسها «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر‌»، و«حزب الله» وغيرها.

الأكاديمية والكاتبة منى فياض، وصفت ما حصل بثقافة فكرية جديدة نجحت بخرق المشهد الرتيب في الجامعات، معّولة على الوعي السياسي الكبير الذي ترجم في الانتخابات، معتبرة أن لا رجعة عنه.

متسلّحة بالأمل، قدّمت فياض قراءة واقعية لـ «اللواء»، حول الانتخابات الطلابية. اذ تعتبر أن تغييرًا كبيرًا يحصل على الأرض، لكن النتائج تتطلب فترة ليست بقصيرة حتى يتم ترجمتها في المشهد السياسي.

قانون الانتخابات هو الحكم

نتائج الانتخابات الطلابية فتحت الباب على مصرعيه، لبحث قانون الانتخاب الذي أقل ما يقال أنه أصبح الحكم في حلبة الصراع المحتدم بين الطاقم السياسي، مهندس الواقع المرير الذي يعيشه اللبنانييون على الصعد كافة، وبين اللبنانيين والفئة الشابة بشكل خاص الذي يطمحون للتغيير.

وهنا تؤكد فياض، أن المواجهة سوف تحتدم، والأحزاب يقفون على متاريسهم، أكثر من أي وقت مضى، والدليل المعركة التي بدأها رئيس مجلس النواب نبيه بري، طارحًا قانون إنتخاب على قاعدة النسبية ولبنان دائرة واحدة، ما شكّل استفزازًا للكتل المسيحية وعلى رأسها «الجمهورية القوية» و«لبنان القوي» الذين يتمسّكون بالقانون الحالي، معتبرين أن الأول يطيح بالديمقراطية الميثاقية ويعزّز الديمقراطية العددية.

فياض أبت الدخول في عملية شدّ الحبال القائمة، ونصحت بالعودة الى اتفاق الطائف، واعتماد قانون «هيئة فؤاد بطرس» الذي يعود للعام 2008، حين قام رئيس مجلس الوزراء حينذاك فؤاد السنيورة بتعيين هيئة مستقلة برئاسة الوزير فؤاد بطرس لدرس مشروع قانون الانتخاب.

الشياطين تكمن في التفاصيل 

ولكن نتائج الانتخابات الطلابية وبما تحمله من مؤشّر قوي الى التغيير، لن يمرّ مرور الكرام عند الطاقم السياسي، الذي أتقن اللعبة السياسية ولن يوفّر جهدا أو سبيلا للبقاء على الكرسي عبر الإصرار على انتاج قانون مذهبي، طائفي بامتياز يخدم أجنداتهم.

وعلى قاعدة أن الشياطين تكمن في التفاصيل، سيلجؤون على سبيل المثال لا الحصر، الى منع خفض سن الاقتراع الى 18 سنة بهدف لجم الفئة الشابة ومنع تأثيرها على نتائج الانتخابات، بحسب الأكاديمية منى فياض.

اشراف أممي

من هذا المنطلق، دعت فياض، الى «عدم وضع اجرينا بماي باردة»، فالانتخابات الطلابية معركة ربحها الطلاب لكن الحرب أشرس، وتطلب نضالًا كبيرًا، لافتة الى عامل الشفافية الأساسي في عملية الانتخاب البرلمانية، اضافة الى هوية المراقبين والأجهزة التي تديرها.

وفي السياق عينه، طرحت فياض إجراء الانتخابات النيابية المقبلة، باشراف أممي، على أن يتم التصويت الكترونيًا، بعد التدقيق بالهوية (mega center) وتأمين مراكز اقتراع كبيرة، بما يضمن عدم التدييق على الناخبيين.

إفلاس سياسي

وكما هي العادة، عندما لا تجري رياح اللبنانيين بما يشتهي بعض الاحزاب، تلجأ الى سياسة الترهيب وبثّ الخوف في صفوف الشباب، ما يفسّر الاخبار التي تتناقلها الصحف عن أعمال أمنية محتملة في البلد، احدى مظاهرها تجلّى في الاشكال الذي حصل في جامعة اليسوعية بين عناصر حزب الله وشباب القوات اللبنانية ووقع على اثره جرحى.

ثمار 17 تشرين لا تحصد في الساحات فقط والمعارك لا تنتهي بالمواجهة مع القوى الامنية بما يشتهي أهل الفساد، بل تنبت  في أروقة المؤسسات، بدءا من النقابات مرورًا بالجامعات وصولًا الى صندوق الاقتراع. فتسلّحوا بالأمل.